الفصل الرابع

27.3K 485 6
                                    


أقفلت الباب ورائها ثم استدارت تتجه لفراشها ، جلست عليه وهى تمسك بالوسادة تضعها على فخذيها ومتكأة بمرفقها عليها ومسندة وجنتها بكفها وهى تفكر بذلك الموقف المحرج ، انها كانت قلقه عليه فلماذا هذا الجفاء المفاجئ ، أنه تحدث بجملتان ولكن بجفاء تام ، لهجته تغيرت معها ، هل هى احزنته دون قصد ، تنهدت بقلة حيلة لتنام على إحدى جانبيها وعانقت الوسادة وهى تكمل شرودها به .. .

دق باب غرفتها دقتين لتعتدل من نومتها وتتجه للباب تفتحه ، فتراه يقف أمامها ، تنهد غيث وهو يحدثها :

- كنت عايز اتكلم معاكى شويه .. .

فتحت همسة الباب مفسحه له المجال لكى يدلف وهى تقول :

- أتفضل .. .

تقدم غيث للداخل ليجلس على طرف الفراش ، ثم نظر لها قائلاً :

- تعالى اقعدى .. .

أومأت برأسها بغرابة من هدوءه فهو كان بارد منذ قليل ، جلست هى الأخرى على طرف الفراش بجانبه ليشرع غيث بالكلام :

- بصى هو أولاً كدا أنا آسف عن ردودى من شويه ، بس كنت متضايق .. .

أبتسمت له وهى تقول نافية برأسها :

- ولا يهمك يا غيث ، محصولش حاچه .. .

لم يقوى على الأبتسام هو الآخر ، فهى جرحته حقاً ، تنهد بضيق طفيف وهو يسترد كلامه :

- بصى يا همسة ، انا عارف أنك مبتحبنيش ومتجوزانى غصب عنك ، وأنتِ مش مطالبة بأى حاجه تعمليها ، وأنا مش هعيشك معايا غصب عنك .. وعندى اتفاق لا هيضرك ولا هيضرنى .. .

انعقد ما بين حاجبيها بدهشة من كلامه ، ليكمل :

- احنا هنفضل مع بعض اربع شهور وبعد كدا نطلق .. .

رفعت همسة حاجبيها بتعجب مما تسمعه منه ، شعرت بأنها تريد البكاء بعد تلك الغصة التى بحلقها ، لتقول :

- نطلج !؟.. .

رمقها بنظرات هادئة خلفها ألم وحزن من كلمة طلاق ، فهو حبها ولكنها لا تريده ، اومأ برأسه وهو يكمل  :

- ايوا ، وهنفضل مع بعض الأربع شهور دول علشان الناس متتكلمش عليكى وعلشان مجد وعم منصور .. .

رمقته همسة بحزن وهى تعقد ذراعيها أمام صدرها تسأله :

- وعنوجلهم إيه لما يسألونا على سبب طلاجنا ؟!.. .

تنهد وهو يجيب :

- نقولهم إننا متفقناش يا همسة .. .

لمعت عيناها وهى تردف بحزن :

- يعنى انت عنديك حل لكل حاچه !.. صوح؟! .. .

اومأ برأسه باعداً نظره عنها ، لتفك ذراعيها وتضعهما على جانبيها وهى تقول بلهجة شبه هامسة :

همسة الغيث حيث تعيش القصص. اكتشف الآن