أقفلت الباب ورائها ثم استدارت تتجه لفراشها ، جلست عليه وهى تمسك بالوسادة تضعها على فخذيها ومتكأة بمرفقها عليها ومسندة وجنتها بكفها وهى تفكر بذلك الموقف المحرج ، انها كانت قلقه عليه فلماذا هذا الجفاء المفاجئ ، أنه تحدث بجملتان ولكن بجفاء تام ، لهجته تغيرت معها ، هل هى احزنته دون قصد ، تنهدت بقلة حيلة لتنام على إحدى جانبيها وعانقت الوسادة وهى تكمل شرودها به .. .دق باب غرفتها دقتين لتعتدل من نومتها وتتجه للباب تفتحه ، فتراه يقف أمامها ، تنهد غيث وهو يحدثها :
- كنت عايز اتكلم معاكى شويه .. .
فتحت همسة الباب مفسحه له المجال لكى يدلف وهى تقول :
- أتفضل .. .
تقدم غيث للداخل ليجلس على طرف الفراش ، ثم نظر لها قائلاً :
- تعالى اقعدى .. .
أومأت برأسها بغرابة من هدوءه فهو كان بارد منذ قليل ، جلست هى الأخرى على طرف الفراش بجانبه ليشرع غيث بالكلام :
- بصى هو أولاً كدا أنا آسف عن ردودى من شويه ، بس كنت متضايق .. .
أبتسمت له وهى تقول نافية برأسها :
- ولا يهمك يا غيث ، محصولش حاچه .. .
لم يقوى على الأبتسام هو الآخر ، فهى جرحته حقاً ، تنهد بضيق طفيف وهو يسترد كلامه :
- بصى يا همسة ، انا عارف أنك مبتحبنيش ومتجوزانى غصب عنك ، وأنتِ مش مطالبة بأى حاجه تعمليها ، وأنا مش هعيشك معايا غصب عنك .. وعندى اتفاق لا هيضرك ولا هيضرنى .. .
انعقد ما بين حاجبيها بدهشة من كلامه ، ليكمل :
- احنا هنفضل مع بعض اربع شهور وبعد كدا نطلق .. .
رفعت همسة حاجبيها بتعجب مما تسمعه منه ، شعرت بأنها تريد البكاء بعد تلك الغصة التى بحلقها ، لتقول :
- نطلج !؟.. .
رمقها بنظرات هادئة خلفها ألم وحزن من كلمة طلاق ، فهو حبها ولكنها لا تريده ، اومأ برأسه وهو يكمل :
- ايوا ، وهنفضل مع بعض الأربع شهور دول علشان الناس متتكلمش عليكى وعلشان مجد وعم منصور .. .
رمقته همسة بحزن وهى تعقد ذراعيها أمام صدرها تسأله :
- وعنوجلهم إيه لما يسألونا على سبب طلاجنا ؟!.. .
تنهد وهو يجيب :
- نقولهم إننا متفقناش يا همسة .. .
لمعت عيناها وهى تردف بحزن :
- يعنى انت عنديك حل لكل حاچه !.. صوح؟! .. .
اومأ برأسه باعداً نظره عنها ، لتفك ذراعيها وتضعهما على جانبيها وهى تقول بلهجة شبه هامسة :
أنت تقرأ
همسة الغيث
Romanceهمسة الغيث .. . قرر أنقاذها من بطش العائلة بسبب خطأ فادح اقترفته ، رغم انه تألم من خطأها الذى اهان رجولتهِ ، لكن حبه جعله يدعس على كرامته ورجولته لأجلها ، ولأجل أنقاذها ...