فى صباح اليوم التالى ، بمنزل عائلة المكاوى ، وبغرفة غيث وهمسة ، كانا مازالا نائمان لكن الوضعية تختلف ، كان هو نائما على إحدى جانبيه بينما هى كانت نائمة وجسدها بوضعية القوس وإحدى قدماها توضع على قدمى غيث ، وإحدى ذراعيها مستقيمة بجانبها والأخرى على نصف وجه غيث السفلى ، ورأسها تحت الوسادة ، كانت تحاصر غيث بطريقة غريبة بوضعيتها الأكثر غرابة ، انعقد ما بين حاجبيه بإنزعاج من ذلك العائق الذى بينه وبين الهواء ، فتح عينيه بإنزعاج ، ليرى ذاك الكف الموضوع على فاه وأنفه ، نقل بصره للتى تنام بجانبه ، ليرى رأسها تحت الوسادة !! .. استغرب من ذلك فكيف تتنفس إن كانت رأسها تحت تلك الوسادة ذات الطول الكبير ، زفر محدثاً نفسه .. أتلك هى همسته اللطيفة الرقيقة !! .. تنهد مرة أخرى ثم مد يده يزيح كفها من على وجهه ، ثم اعتدل بنصف جسده ، حرر قدماه من قدماها ثم وقف يعدل هندامه ، اتجه للجانب الآخر من الفراش ومال بجسده قليلاً يحرر رأسها من أسر تلك الوسادة ، وضع رأسها على والوسادة برفق ثم أخذ يملس على وجنتها وهو يتأمل وجهها الملائكى ، قرفص على قدمه وهو يفكر بها ، انه حقاً تزوجها وأمتلكها ، تنهد وهو يفكر فى امتلاك قلبها ، الجميع فى تلك القرية يعتقد أنه يريد أمتلاك جسدها وجمالها لكنهم مخطئون ، فهو يحبها وحلمه أن يمتلك قلبها وان يكون عقلها يفكر به هو فقط .. اعتدل فى وقفته ورمقها بـنظرة حزينة مع تنهيدة شبه يائسة ثم أتجه لخزانته يخرج منها ملابس أخرى لكى يأخذ حماماً ينسيه حزنه ويأسه من هذا الحب الذى يتعبه حتى بعد امتلاكها .. .***
مر عشرة ايامٍ على زواجهما ، حيث كانت علاقتهم شبه مستقرة بين تعامل همسة القليل معه وتعامل غيث المحب معها ، لم يكن يغضب منها بتلك الفترة أو حتى قال لها كلمة تضايقها ، فهو يرى أن والدها وشقيقها يكفى عليها ، وهذا ما جعل همسة تطمأن وهى بجانبه ، شعرت بأنه ليس كهؤلاء الرجال المتزمدين على نسائهم كمجد ووالدها ، شعرت بأن هذا هو الزوج الصالح الذى يكافئ الله المرأة به ، حتى أنه لم يحرجها ويسألها عن حبيبها السابق ، نعم السابق .. فهى علمت أنه وغد حقير ، كان يتسلى بها ، فإن كان يحبها حقا كان اوقف هذا الزواج بأى شىء لكنه خيب ظنها وجرحها ، وقد أخذت هى قرار بأن لا تحب لكى لا تجرح مرة أخرى فكم قلب تمتلك هى؟!.. ، لكن ما لم تضعه بالحسبان أن غيث هو قدرها وهو حبيبها الذى وهبها الله لها لكى يضمد جرح ادمى قلبها بسبب سوء تصرفها.. .
بعد ذلك انتقلوا إلى القاهرة حيث منزل والداه مع وصاية نعمة والحاج علوان لغيث على همسة .. .
بالقاهرة ، وببيت غيث ، كانت همسة واقفة فى المطبخ أمام الموقد مرتديه عبائة منزلية زرقاء طويلة الأكمام ، كانت تمسك غطاء الأناء الموضوع على موقد النار وبيدها الأخرى ملعقة خشبية تذوق بها ذاك الأرز المعروف بـ ( الكبسة ) ، دقائق وسمعت صوت دق على الباب ، وضعت الغطاء على الإناء وتركت الملعقة على المطبخ الرخامى وخرجت متجه للباب ، فتحت الباب لترى غيث يقف أمامها وبيده حقائب بلاستيكية بيضاء تحتوى على فواكه وخضروات وبعض المستلزمات الأخرى ، أبتسمت له وهى تحمل عنه بعض الحقائب قائلة :
أنت تقرأ
همسة الغيث
Romanceهمسة الغيث .. . قرر أنقاذها من بطش العائلة بسبب خطأ فادح اقترفته ، رغم انه تألم من خطأها الذى اهان رجولتهِ ، لكن حبه جعله يدعس على كرامته ورجولته لأجلها ، ولأجل أنقاذها ...