الفصل الثامن والأربعون

4K 397 42
                                    

جذبني جين بعنف ثم دفع بي الى احد الفصول قائلا:

-اسرعي من هنا، اخرجي من احدى النوافذ وامشي في طريق مستقيم..انا سأقوم بإشغالهم

-لكن..

-لا لكن

ثم اغلق باب الفصل فاتسعت عيناي وهتفت:

-جين!!..جين افتح الباب!!..

لا فائدة..تماسكي يا جوزيفين فرغم الخوف ورغم ما امر به يجب ان اتحامل على نفسي..حاولت ان اسير حتى وصلت الى النافذة لأجد اننا في الطابق الثاني!!..كيف؟..نحن حتى لم نصعد اي سلالم..اسرعت ابحث عن اي بقعة صالحة للقفز فوقها وهكذا فعلت لكن للأسف لم اهبط على قدمي بل سقطت على وجهي وبهذا جرحت يداي وقدماي فقط لأحمي وجهي..جمعت قواي وبصعوبة وقفت فقط لأجد صوت احد الرجال يقول:

-ها هي ذي

اذن فقد كانوا منتشرين حول المنطقة فانطلقت اعدو رغم آلامي في خط مستقيم كما اخبرني جين مما سهل عليهم استهدافي في هذه الظلمة، اطلقوا الرصاص ولدهشتي لم يكونوا يتهدفون قتلي بل جرحي فرصاصتهم كانت متجهة نحو قدمي ولله الحمد لم تصبني اياها..وبمجرد ان انتهيت من هذا التفكير وخلال اندفاعي وخوفي تعثرت ووقعت ارضا ولقد كان هذا اغبى شيء قابل للحصول في هذه اللحظة فلم اكد اسقط حتى انقض على الرجل الذي كان خلفي مباشرة لكنه لم يحاول قتلي بالرصاص بل امسك رقبتي بكلتا يديه يعتصرها بين قبضته..هل يحاول قتلي خنقا اذن؟..انا في حال لا تسمح بالمقاومة والرجل يقبض على عنقي بكل قوته ويقول:

-الن تفقدي الوعي؟..

ايريد افقادي للوعي لكن..لماذا؟..شهقت بعنف طالبة للهواء الذي لا احصل عليه وقلت بحشرجة ضعيفة:

-اتركني..دعني

تعالت شهقاتي واتسعت عيناي..اعتقد اني افارق الحياة ولا افقد الوعي عندها سمعت صوت الرعد وانقبض قلبي فجأة وبالطبع لم استطع الصراخ لكن جسدي تحرك في حالة هياج كامل ورغم اني لا املك اي قوة متبقية إلا ان القوة التي دبت في كان سببها الخوف ليس من الموت بل من الرعد ولست ادري كيف لكني وجدت الرجل يبتعد عني وهو يتلوى في الم وانا لم اضيع وقتا، انتهزت هذه الفرصة وهببت واقفة وانا اسعل بشدة فجزبت انظار المزيد من الرجال الذي صوب احدهم مسدسه لقلبي لكن احد زملائه اوقفه بحركة من يده قائلا:

-انت تعرف الأوامر لا تقتلها ام انك نسيد يا مارتن

فأنزل سلاحه وبمجرد ان فعل اسرعت اعدو وانا الهث واقول لنفسي والدموع في عيني:

-لن اموت على ايديهم ليس بعد كل هذا

كنت انظر خلفي وانا اعدو لأشعر فجأه بأني اصطدم بشيء ما وصوت زجاج يتهشم والم في جميع اجزاء جسدي ثم وقعت ارضا وتدخرجت بعض الوقت والدم يسيل من اكثر من موضع في جسدي حتى توقف جسدي عن الدحرجة فاعتدلت وانا انظر الى جروحي لأتأكد انها سطحية ثم نظرت خلفي لأفهم ما حدث فرأيت ابواب او نوافذ زجاجة وقد تحطم احدها الذي كما هو واضح من اصطدامي به..نظرت حولي فدُهشت من كبر حجم الغرفة والتي اتضح ان ما اصطدمت به هو نوافذها فعلا لكني متأكدة انها ابواب من الجهة الأخرى وهذا لا يعني سوى شيء واحد فقط:

ما وراء الأكاذيبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن