وانت بتفتح اول ورقة في القصة المليئة بالاحداث ؛احب بس اعرفك انك بتقرأ المرحلة الثالثة للي انا مريت به..حاول تقرأ الاول المرحلتين الاولى (الوقاد)والثانية (كساب) عشان تفهم كويس اللي جاي...
و افكرك كمان اني من اول مرة كتبت قولتلك اني مش اديب ولا روائي عظيم، انا راجل على قدي بكتب حواديت بمر بها للي حابب يقرأها وبس.. واخد لي بالك (وبس)...
العمل برضو كالعادة معظمه بالعامية المصرية اللي من خلالها بعرف اسرد حواديتي بشكل اكتر واقعية
خليني افكركم بسرعة بآخر مشهد وقفنا عنده.... مكالمة من اختي (امنية) بتصرخ :
"ابوك مات... والكل خايف يدخل عنده... شكله رهيب يا نادر....الحقنا"
و جواب قريته من (كساب) عبارة عن رسالة مريبة معناها :
ابوك مات ممكن اكون انا اللي موته..
كل اللي حصلك ممكن جداً اكون انا السبب فيه..
حتى مش عاوز يقول بصراحة ان هو اللي عمل كل ده او لأ!!
اسلوب ملتوي من انسان فقد كل مشاعر البني آدمين ومبقاش عنده هدف في حياته غير انه ينتقم وبس.... وكانت اخر كلماته ليا "انتهى الدرس يا غبي"...
وصلت البلد وقربت من بيتنا وكل حاجة بتعيد نفسها والتاريخ نفسه بيتكرر، مشهد وفاة عمي بعيد نفسه.... كراسي في الشارع قدام بيتنا، صوت قرآن خارج من بيتنا بصوت الشيخ (محمود خليل الحصري) بيأكد ان البيت ده فيه ميت.
وانا بقدم رجل و بأخر رجل... لحد ما ناس من اللي واقفة قدام البيت لمحوني ؛جم بسرعة ناحيتي و اتكلموا كلهم مع بعض و معايا :
-حمد الله على السلامة يا نادر.
-كويس انك متأخرش.
-امك رافضة اي حد يدخل على المرحوم.
-لسة قدامنا وقت على صلاة العصر.
-ادخل هدي اعصاب والدتك.
-انت مبتردش ليه؟
-يا نادر مش هينفع كدة.
-انت لازم تتماسك عن كدة.
صرخت غصب عني :"هو في ايه، انتوا شايفني بلطم وبقطع في شعري!"
اتصدموا من رد فعلي و كلهم سكتوا، انسحبت من وسطهم واتوجهت ناحية باب البيت بتاعنا و دخلت وطلعت السلم.....
و دخلت الشقة، قابلني عم (مختار) حضني وانفجر في البكاء وانا واقف متبلد المشاعر مبعملش اي رد فعل.... اتحركت عشان افك نفسي منه لقيته بيبص لي باستغراب من فتوري معاه و هو حاضني وانا ايديا جنبي محركتهاش!
لقيت اختي (امنية) جت تجري عليا واترمت في حضني "بابا يا نادر بابا"..... خدتها في حضني هديتها وطبطبت عليها....
سألتها :"مما فين؟"
قالت لي :"جوة في الاوضة مع بابا."
سبتها و حاولت افتح بابا الاوضة مفتحش خبطت و ناديت :
"ماما.. ماما.. ماما..انا نادر يا ماما"
مفيش ثانية و الباب اتفتح، وش امي كان شارح كويس جداً ايه اللي هشوفه كمان ثواني.
ماما :"كنت فين؟"
نادر :"كنت في الشغل."
ماما :"كنت فين، و ابوك بيدفع تمن غلطاتك!!"
نادر :"غلطاتي انا؟!"
ماما :"ايوة من اول يوم بدأت تمشي ورا السحرة والدجالين واحنا شايفين الغم بسببك، ابوك مات وبنت خالتك مخها اتلحس والله اعلم مين تاني يا نادر!"
ماما :"اكشف الغطا عن ابوك واتفرج... ولا تحب اجي اكشفهولك انا؟"
-اتحركت ببطء ناحية السرير وعليه الجثة المتغطية بكوفرتة... وعقلي عمال يتخيل مليون شكل ليش ابويا...
مديت ايدي و رفعت الكوفرتة عن وشه... رميت الغطا وحطيت ايدي على بوقي عشان ما اصرخش و رجعت لورا من الصدمة........
ابويا ملامحه كانت بشعة مرعبة لا تحتمل، عينيه مفتوحة على الاخر، و بوقه كمان مفتوح على الاخر، اما عن لون بشرة ابويا، فكان بني مليان اثار حرق واجزاء من الجلد متشالة ولحم الوجه باين!
لكن اللحم محروق هو كمان، عينيه كانت بتبص على حاجة قدامه!
-امي شدت باقي الغطا عن باقي الجسم ابويا عشان اتفاجيء بالباقي، ابويا ايديه كانت على صدره كانه كان بيمنع بها شيء من انه يقع على صدره!
وايدين والدي محروقة هي كمان!
فقدت النطق ومش عارف اعلق بأي حرف، بحاول اهرب من نظرات امي ليا بأي شكل......
يتبع.

أنت تقرأ
نادر فودة 3
Terrorالجزء الثالث من رواية الاعلامي الكبير المعلم احمد يونس و هذا الجزء بعنوان نادر فودة 3