اتحركت فتحت شباك الاوضة، ووقفت ابص على الغيطان اللي ورا البيت...جت ورايا وقالت لي :
امي :"هنعمل ايه؟!"
نادر :"يعني ايه؟"
امي :"محدش شاف ابوك غير الشيخ لطفي وعمك مختار وامنية."
نادر:"محدش هيشوفه تاني خلصت."
امي :"وبعدين."
نادر :"هنغسله وهنكفنه كويس وهندفنه على طول."
امي :"ولاد عمك وولاد عم ابوك برة عاوزين يدخلوا."
نادر:"قابلوني برة وانا داخل."
امي:"هنمنعهم ازاي يشوفوه!"
نادر:"هنمنعهم ولو حكمت اطردهم هطردهم."
باب الاوضة خبط امي سألت مين، قال انا الشيخ لطفي..انا جريت فتحت الباب واترميت على كتفه وانا اللي عيطت المرة دي..
قاللي :"اجمد يا نادر الوضع صعب ولازم نخلصه بسرعة، العصر فاضله ساعة على ما ييجي هنكون غسلناه وهنطلع على الجامع على طول."
انضم لينا الحاج (مختار) وكان جايب ادوات الغسل..... وبدأنا نغسل ابويا..
كنت معظم الوقت اثناء الغسل ببعد عنيا عنه مش عاوز اشوفه، وسامع الشيخ (لطفي) عمال يردد :"لا حول ولا قوة إلا بالله." وعم مختار بيعيط ويقول :"يا عيني عليك يا حبيبي."
بصيت بطرف عيني لقيته بيبص لي، عينيه جت في عينيا بعد ما كان باصص قدامة،.. باصص ليا وانا واقف جنبه! معلقتش و التزمت الصمت.
و بدأت اسمع نداء الموت من المساجد :
"بسم الله الرحمن الرحيم إنا لله وإنا إليه راجعون توفي الى رحمة الله تعالى (نادر مصطفى عبد الرحيم فودة) والدفنة بعد صلاة العصر من مسجد عباد الرحمن."
وبدأ يكررها :
"بسم الله الرحمن الرحيم إنا لله وإنا إليه راجعون توفي الى رحمة الله تعالى (نادر مصطفى عبد الرحيم فودة) والدفنة بعد صلاة العصر من مسجد عباد الرحمن."
انا :"هو اللي انا سمعته صح؟!"
مختار :"ايه البهايم دول! مين ابن ال...اللي ودى الاسم للجامع يا شيخ لطفي."
لطفي :"فيه ايه؟"
مختار :"انت مش سامع! اللي بينادي بيقول ان نادر هو اللي مات!"
"بسم الله الرحمن الرحيم إنا لله وإنا إليه راجعون توفي الى رحمة الله تعالى (نادر مصطفى عبد الرحيم فودة) والدفنة بعد صلاة العصر من مسجد عباد الرحمن."
الشيخ لطفي :"اطلع يا مختار بسرعة ابعت حد للجامع يصلحوا الاسم."
مختار :"حاضر حالاً."
خرج الحاج مختار اما انا، فمن وقت ما سمعت نداء الموت باسمي وانا جتلي حالة من الجمود، وفضل الشيخ (لطفي) يكلمني وانا مبعلقش!
لحد ما فوقت و هو بيقولي :"هنكفنه ازاي وايديه كدة؟.. دي خشبت."
نادر:"هنلف الكفن عليها زي ما هي كدة."
لفينا نص الكفن العلوي على جسم ابويا وايديه متخشبة على صدره. "
وجينا عند الوش قلت له :"غطيه يا عم لطفي ولفه كويس مش عاوز حد يكشفه في القبر وهم بيدفنوه."
الشيخ (لطفي) :لا يا ابني مبعملش كدة. "
قاطعته :"اكيد ميرضيش ربنا ان حد يشوف وش ابويا بالمنظر ده ويطلعوا يتكلموا عنه!"
الشيخ (لطفي) مردش لانه مش لاقي رد يقوله، فلف وش ابويا مرتين، خدت منه القماش ولفيت وش و دماغ ابويا يجي عشر مرات زيادة لحد ما بقى جسم ابويا كله عبارة عن كتلة كفن ابيض زي الموميا الفرعونية، فيها بروز واضح من عند الصدر...
بعد ما خلصنا ده، فتحت الباب وناديت على ولاد عم ابويا وولاد عمي، و دخلوا عشان يسلموا عليه...
دخلوا و محدش نطق، فضلوا بس يبصوا لبعض ومحدش علق، ماعداش وقت كتير لحد لما النعش او الخشبة زي ما بيقولوا عليها عندنا في البلد جت و اتشال جثمان ابويا واتحط في النعش، و خرجنا به وسط صرخات الستات متجهين به نحو المسجد..
كنت طالع وراهم من الاوضة لكن لفت نظري ورقة بارزة من تحت المخدة اللي كان ابويا نايم عليها...
شديتها وقفلت الباب عليا، وفتحتها لاقيت مكتوب فيها اربع كلمات :"انتهى الدرس يا غبي."
صرخت بعزم ما فيا :"حرام عليك.. حرام عليك."
يتبع.

أنت تقرأ
نادر فودة 3
Terrorالجزء الثالث من رواية الاعلامي الكبير المعلم احمد يونس و هذا الجزء بعنوان نادر فودة 3