إنها الساعة الثالثة قبيل الفجر، ما زال الظلام مخيما على البلاد.. أنوار البيوت مطفأة، والشوارع خالية...
وفي وسط هذه الأجواء شع نور ضئيل من غرفة صغيرة.. إنها زهراء التي استيقظت على رنين هاتفها واتجهت نحو سجادة صلاتها لتلتقي بمحبوبها جل وعلا!
فقد اعتادت هذه الفتاة الجامعية منذ عدة سنوات على الاستيقاظ قُبيل أذان الفجر بساعة حتى تصلي صلاة الليل..وكانت شديدة التعلق بها وتسعى بكل الوسائل حتى لا تبقى نائمة وتفوتها الصلاة .. فكانت تضبط منبه الهاتف وتقرأ آخر آية من سورة الكهف {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} وتدعو الله ان تستيقظ في الوقت المحدد..
كانت صلاة الليل بالنسبة لها موعد لقاء مع الله.. لتبوح عن حبها له.. وتذكر في ذلك الحديث المروي عن الامام الصادق (ع) : "كان فيما ناجى الله عزّ وجلّ به موسى بن عمران (ع) أن قال له : يا بن عمران !..كذب من زعم أنه يحبني ، فإذا جنّه الليل نام عنّي ، أليس كل محب يحب خلوة حبيبه؟!.."
وبعد أداء صلاة الليل تقرأ دعاء الحزين الذي يجعلها تذرف دموعها الممزوجة بالرجاء والخوف "يا مولاي.. ارْحَمْنِي يَوْمَ آتِيكَ فَرْداً شاخِصاً إِلَيْكَ بَصَرِي مُقَلَّداً عَمَلِي قَدْ تَبَرّأَ جَمِيعُ الْخَلْقِ مِنِّي نَعَمْ، وَأَبِي وَأُمّي وَمَنْ كَانَ لَهُ كَدَّي وَسَعْيِي فَإِنْ لَمْ تَرْحَمْنِي فَمَنْ يَرْحَمُنِي.."
فيرتفع صوت الأذان ليدعوها إلى لقاء الحبيب في صلاة الفجر التي يشهدها ملائكة الليل وملائكة النهار..
ثم تقرأ بعد الصلاة بعض الآيات من كلام الله تعالى، {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}..
وبعد هذا الشحن المعنوي لروحها تذهب لتراجع بعض دروس الجامعة وتهيء نفسها بارتداء اللباس الشرعي الذي تفتخر به(العباءة) ..توقف قليلا ايها الراوي ودعني اشاركك حديثك..
نعم… اخرج من غرفتي لأرى اهلي كلهم نيام ..لأن جامعتي بعيدة لذلك اضطر ان اخرج من البيت فجرا،،
هناك في الجامعة حيث الأجواء مليئة بالمعاصي ابتداءٓ من اجواء الباص والاختلاط غير الشرعي وعدم وجود حدود وضوابط بين الجنسين، كنت أنزعج جداً وأحاول قدر الإمكان الابتعاد عن كل مواضع الحرام أو الشبهة،فقد كانت زهراء لا تختلط بالشباب ولا تفسح لهم المجال لكسر الحدود..
وكان الجميع يحترمها ويغبطها على أخلاقها و اجتهادها في الدراسة..
وأكثر شيء كانت تحبه في الجامعة هي النشاطات الدينية التي تعتبرها سبيلها في أداء واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفي تعريف الآخرين على أهل البيت عليهم السلام وعلى اخلاقهم وما تعرضوا اليه من ظلم طوال حياتهم.. فتستغل جميع المناسبات بالتعاون مع زميلاتها لتنظيم نشاطات مختلفة ومفيدة..زهراء تعيش في عائلة تتألف من ستة أفراد، الوالدين وأربعة اولاد.. ووضعهم المادي ليس جيداً فالأولاد لا زالوا في المدارس والجامعات والمصاريف كثيرة، فيضطر الوالد أحياناً أن يعمل دوامين في نفس النهار.. فكان كثيراً ما يعود متأخراً إلى المنزل ولا يملك الوقت الكافي للتحدث مع جميع اولاده والاطمئنان لأحوالهم..
والأم كثيرة الانشغال في أعمالها المنزلية اليومية كما كانت تحاول مساعدة زوجها في اوقات فراغها من خلال خياطة الملابس لبعض الجيران..
.
#يتبع
✍ #عاشقة_أبا_الفضل
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
#سالكون_يا_الله
#ضجيج_تائبين
أنت تقرأ
سراب🍃
Spiritual#مقدمة دعوني أُخبركم عني قليلا ، قليلا جدا ، ليس لأني لا أُحسن الثرثرة ، و ليس لأني تصنّعت حياكة الخجل حتى لبسني تماما ، و التبست عليّ الانفعالات ما بعد ذلك ، و لكن لأني لا أملك الكثير لأقوله ، أو ما عدت أُحسن قول القليل الذي لديّ . بدايةً اعتذر عن...