الحلقه الثانية

706 56 2
                                    


في يوم من الايام زهراء تدرس فسمعت صوت والدتها:
-زهراء .. زهراء..
- نعم يا أمي
- تعالي انت واخوتك لتناول الطعام
- حسناً قادمون..
ذهبت نادت لأخوتها وجلسوا على مائدة الطعام، تناولوا طعامهم المتواضع كالعادة  وعاد كل منهم إلى عمله دون أن يحصل أي كلام..
لم يكن من عاداتهم الحديث أو السؤال عن الأحوال، فكان الجو العائلي لا يعجب زهراء كثيراً، فهي تحب أن تتكلم مع أمها وأبيها بما يواجهها من مشاكل، كما تحب أن تتبادل معهم مشاعرها.. كانت تريد أن تحس بمعنى العاطفة والحب والاهتمام ..
هي تعلم أنهم يفعلون كل شيء لاجلها هي وأخوتها، لكن في الوقت نفسه ترى أنه على الوالدين أن يعطوا الوقت الكافي لأولادهم، يعطفوا عليهم، يساعدوهم في تخطي مشاكلهم، يقصوا عليهم تجاربهم في الحياة ليتعلموا منهم ويصبحوا أهلاً لتحمل المسؤوليات في المستقبل..
فليس المهم تأمين كل احتياجات الأولاد، والبعض قد يصل لدرجة يؤمن لأولاده كل الكماليات وليس فقط الضروريات، ويرهقون أنفسهم والمتطلبات لا تنتهي.. بل ينتهي العمر دون أن يؤمنوا لأولادهم الجو النفسي والدعم الروحي الذي يحتاجوه أكثر من أي شيء آخر..

ما عرفناه ان زهراء تختلف نوعا ما عن قريناتها سواء بأفكارها او بتصرفاتها،،ذكية مجتهدة على الرغم من صعوبة قسمها فهي كانت تدرس الهندسة لكنها احبتها كثيرا وكانت دائما تردد دولة الامام المنتظر عج تحتاج الى جميع الاختصاصات وحتما سيحتاج الى اختصاصي،،
ذات يوم كانت جالسة تتصفح في مواقع التواصل فشدّها موضوع قد نُشر يتكلم عن احتشام الفتاة وكيف اصبح الوضع الذي نعيشه ...فأخذها الفضول ان تشاهد التعليقات وآراء الناس وكتبت رأيها بأنها تشاهد نساء يخرجن مع ازواجهن وهنّ بكامل زينتهن اين غيرة الازواج هل انتحرت الغيرة وقُتل الحياء...وهي تقرأ التعليقات شاهدت تعليق شاب كلماته توحي بأنه مثقف ومن الشباب المؤمنين...فقالت في نفسها لا بأس أن أناقشه في هذا الموضوع!!!هنا بدأت لمسات الشيطان تظهر في افكار زهراء.. بدأ نقاشهم عن هذا الموضوع على العام الى ان جائتها رسالة على الخاص
سلام عليكم اختي اعتذر لدخولي على الخاص لكن ان سمحتي دعينا نتكلم ونتناقش هنا فهو أأمن لك من الحديث على العام..
هنا ارتبكت كثيرا فهذه اول محاولة لها للحديث مع شخص اجنبي
فكرت كثيرا بالامر وقالت لا بأس فقط سأتكلم معه بهذا الخصوص لعلي استفد من كلامه
عليكم السلام ورحمة الله نعم اخي تفضل ..
بدأ يتكلم معها بخصوص الحجاب والضوابط التي يجب ان تتحلى بها الفتاة الجامعية وكان النقاش جدّي ونافع
انتهى النقاش ..سررت بالكلام معك فأنتِ انسانة مثقفة وواعية وملتزمة حفظك الله من فتن هذا الزمان ورزق كل شاب مؤمن بأمثالكِ..في امان الله
بدأت عبارات محمد تدور في ذهن زهراء وخاصة العبارة الاخيرة يا ترى ماذا يعني بها ؟!!
مضت ايام وكلمات محمد لا زالت تدور في ذهن زهراء ،،
الواضح ان محمد عرف جيدا كيف يتحدث مع هذه الشريحة من الفتيات ليأسر عقولهن،،
زهراء ..
نعم امي ،،زهراء تعاليّ ساعديني بتنظيف البيت اعتذر امي لدي امتحان اريد ان اقرأ عندك أبنتان غيري فلتنادي على واحدة منهما لتساعدك…
تدخل زهراء غرفتها وتغلق الباب واخذت المحاظرة بيدها لتقرأ امتحانها
نظرت الى هاتفها فوجدته يضيء لينبئ عن استلام رسالة فتحت الهاتف لترى من اين الرسالة… السلام عليكم كيف حالك اختي انا جدا اعتذر لأني اضايقك مرة اخرى لكن هذه المرة فقط اريد الاطمئنان عليك رجاءً اذا قرأتي رسالتي ردي لأطمئن عليك..
عليكم السلام اهلا محمد الحمد لله انا بخير ..
صحيح أنني لم اراسلكِ هذه الفترة لكن كل فكري يجول بقربكِ ان شاء الله تكوني بخير ..
نعم انا بخير .. تسلل النسيان الى عقلها وأنساها بأن عندها امتحان فأعطت كل وقتها للحديث مع محمد وغلبها فكانت هذه اولى خطواتها للفشل في دراستها ..
دارت الاسابيع وانا اتحدث مع محمد بمواضيع عامة وكذلك خاصة فقد عرفت الكثير عن حياته الشخصية وهو ايضا عرف عني الكثير ولا انكر بدأت اتعلق به الى ان جاء اليوم الذي اعترف بحبه لي ..وصلت لهذه المرحلة التي سمحت لنفسها ان تتكلم مع شخص غريب فقط لأن محمد اعطاها القليل من الاهتمام !! نعم الحنان الذي كنت احلم به !! فوجدت محمد قد تبنى هذه المسألة واغدق عليّ بحنانه ..
صحيح انا كنت اتكلم معه لكن عندي تأنيب ضمير جدا كبير وندم يغلي بداخلي..
.
#يتبع
✍ #عاشقة_أبا_الفضل
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
#اعوذ_بك_من_هوى_النفس

سراب🍃حيث تعيش القصص. اكتشف الآن