الحلقة الحادي عشر

307 33 10
                                    


زهراء حاولت ان تتظاهر بالحزن لا يا كرار مع الاسف رفضت ولم توافق .. بالله عليكِ يا زهراء لم توافق ?!! نعم رفضت ولم تقل لي السبب فقط قالت اخبريه انه لا يوجد له نصيب معي ..
فتركته زهراء وذهبت تفكر في طريقة جديدة لتكسب ود وحب كرار لها ..
تقربت من الله كثيرا اصبحت تكثر من قراءة القران وصلوات مستحبة واذكار فقط ليعطيها الله ما تريد .. وبدأت تبعد نفسها عن كرار حيلة ولا تتكلم معه الا القليل القليل حتى تنال اعجابه .. مرت سنة واصبحت زهراء في المرحلة الرابعة ..خلال هذه السنة زهراء ذبلت كثيرا من كثرة التفكير بكرار... حتى أنها رفضت عروض زواج كثيرة من اجل كرار .. بدأت هذه السنة وكانت تنتظر اليوم الذي ياتي به لخطبتها ...
في يوم مولد مولاتنا زينب سلام الله عليها كانت زهراء توزع الحلويات على الطلبة والبهجة والسرور على وجهها فعندما وصلت الى كرار فقدمت له الحلويات فقال لها وقد اخفض رأسه زهراء اذا تقدمت لخطبتك هل تقبليني زوج لكِ ?!
زهراء لم تصدق ما سمعته ولم تعرف كيف تتصرف حينها فتركت علبة الحلويات بأكملها بيدين كرار وذهبت ..
ناداها كرار انتظر ردك يا زهراء وشكرا على علبة الحلويات ..
عادت الى غرفتها وقضت يومها على سجادة الصلاة وهي تشكر الله لاستجابته لدعائها.. اليوم الثاني لم تداوم زهراء بقيت في البيت لتفاتح والديها بالموضوع .. كلمت زهراء أمها فوافقت بعد ان كلمت ابيها وايضا هو الثاني وافق استناداً على كلام زهراء ومدحها بالشاب ..
في اليوم التالي داومت زهراء فكان كرار ينتظرها عند الباب .. السلام عليكم زهراء لمَ لم تداومي يوم أمس ?!!
فسكتت زهراء وقال لها لا علينا الان أخبريني ما هو ردكِ ?! أحمرت وجناتها ولم تنطق بشيء فقال كرار ما بكِ يا زهراء أنا احببتكِ بصدق وأريدك ان تصبحي زوجة لي على سنة الله ورسوله .. اممم هل لي ان اقول ان سكوتكِ هو علامة الرضا فتسمت وهزت رأسها فضحكَ بصوتٌ عالي ولم يتمالك نفسه وقال اذهبي الان الى البيت وجهزي نفسك وانا ذاهب الى اهلي وسنأتيكم عصراً... ما بكَ يا كرار لم هذا الاستعجال عندنا محاضرة مهمة ويجب ان نحضرها ... طيب ابقي هنا انتي وانا ذاهب الان الى بيتكم وعندما تعودي ستجدينا في بيتكم ..اووو انتظر يا مجنون ماذا اصابك .. انتظر سأرجع حالاً ..

تمت الخطوبة وكانت زهراء اسعد انسانة خلال فترة الخطوبة وأحبت كرار بجنون لأنها كانت ترى فيه كل المواصفات التي كانت تتمناها في فارس احلامها... فترة الخطوبة هي فترة ليتعرف بها احدهما على الاخر وليست فترة تطغى فيها العاطفة لتُعمي الابصار ..

اتى اليوم ليعلنوا عن زواجهما بعد ان تخرجا وكانت تشعر أنها حققت كل ما ترغب به لكنها لم تفكر يوما أن الإنسان اذا أختار شيء من دون ان يجعل ارادة الله في المقدمة سوف يتعب كثير..
بعد الاسبوع الاول من زواجهما بدأت زهراء تكتشف الوجه الاخر لكرار الذي طالما خُدع به كل الطلبة ..
مرت تسعة أشهر على زواجهما لكن خلال هذه المدة زهراء فقدت كل أعصابها ودخلت في حالة نفسية حرجة ..
عندما كان يخرج من البيت يطلب منها ان لا تخرج من غرفتها ابدا وان تقفلها عليها لأن أخوته في البيت .. ولم يسمح لها ان تذهب لزيارة اهلها منذ زواجها الا مرتين فقط ..

ــ الشيء الذي جعل زهراء تتعلق به في فترة الخطوبة انه كان كل خميس يذهب لزيارة ابا عبد الله الحسين وابا الفضل العباس سلام الله عليهما...
ولا زال الى الان يذهب للزيارة كل خميس لكنه لم يأخذها ولا مرة .. كلما تكلمت معه وتقول له انا متعلقة جدا بسيد الشهداء ع وان منعتني اكثر سأموت .. فيجيبها المرأة مكانها في بيتها لا تهتمي انا ادعوا لكِ هناك ..
لم تكن عنده غيرة رجال ابدا وانما كان عنده شك الذكور ..الشك متغلغل في عقله ..
يوم من الايام كنت جالسة افكر بأي مأزق وضعت نفسي فيه فتذكرت رؤيا ورفضها لـ كرار... ترى ما الذي جعلها ترفض حينها هل كانت تعرف تصرفاته وخبأتها عني !!! يجب ان اتحقق من الامر ..يا رب ساعدني...
جلست تبحث وتبحث عن رقم رؤيا واخيرا حصلت عليه من احد زميلاتها ..
انتظرت كرار يخرج للعمل فأتصلت برؤيا ..سلام عليكم رؤيا كيف حالكِ انا زهراء زميلتكِ في الجامعة .. عليكم السلام والرحمة اهلا بك يا زهراء كيف حالكِ لم تتصوري كم انا مشتاقة لكِ فنزلت دمعة من عين زهراء وانا كذلك اشتقت لكِ كثيرا .. كيف حالك يا رؤيا ?!! الحمد لله انا بخير بعد تخرجي بشهر تزوجت وانا مرتاحة جدا معه والان نحن ساكنين في كربلاء اذا اتيتي لكربلاء أمانة اعملي لي زيارة او فقط اتصلي عليّ وانا آتيك عند الامام لأراكِ .. نعم يا رؤيا ان حصلت الزيارة فلم اقصر !!
طيب يا زهراء وانتِ اخبريني كيف احوالك مع كرار اكيد ممتازة فكرار شاب طيوب ..
نعم يا رؤيا ان كان شابٌ طيوب فعلا لوافقتي عليه ولم ترفضيه !!
ماذا تقصدين يا زهراء وضحي لي ?!
رؤيا اسألكِ سؤال واقسم عليكِ بالله ان تجيبي عليّ بكل وضوح ..
لمَ رفضتي كرار حين تقدم اليكِ ?!
زهراء لماذا تقلبين صفحات قديمة قلت لكِ وقتها لا اريده وانتهى الامر...
نعم يا رؤيا أنتهى بالنسبة لكِ لكنه كانت البداية بالنسبة لي...
والان أجيبيني يا رؤيا ..
طيب أُجيب عليكِ ولم تزعلي ..?!
لااا ابدا انا اريد الحقيقة ..
طيب يا زهراء سأجيبك.. هناك بيت شعر يقول
‏وتغرّنا بعضُ الوجوه بحُسنها
ولرُبّما بعضُ المظاهرِ من ورق
ما قيمةُ الوجهِ الجميلِ إذا طغى
في الحُسنِ وانعدمَ الخُلُق؟!

ااااه يا رؤيا بالله صدقتي لكن لما لم تمنعيني من هذا الزواج التعيس ?!
كيف امنعكِ يا زهراء وانتِ كنت اسعد أنسانة هل تعتقدين ان قلت لكِ لا تغركِ المظاهر ستأخذي بكلامي او هل ستعيري لكلامي اي اهمية ?!!
نعم معكِ حق .. طيب كيف عرفتي حقيقته على الرغم ان كل الطلبة كانوا عاشقين له ولأخلاقه و تصرفاته!!! ...

عزيزتي زهراء لا يليق بالمرء أن يمدّ يده لكلّ يد ، ذلك لأن الصياد يصطنع الصفير، لكي يوقع الطائر في حبائله .. فيسمع الطائر صوت أبناء جنسه فيأتي من الهواء ليجد الشبكة والسكين .

#يتبع
✍ #عاشقة_أبا_الفضل
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
#مسلمون_أمرنا_لله
#رضاً_بقضاؤك

سراب🍃حيث تعيش القصص. اكتشف الآن