منتصفات طرق

125 6 2
                                    

أصعب المواقف هي التي تكون فيها في المنتصف
      غير قادر على الرجوع و لا على الاستسلام
      و لا على التقدم
###

" ابراهيم.." صرخت مرام بفزع
و هي تنزل بجسده على الأرض بهدوء
لم يكن هو مدركا لأي شئ في العالم غيرها..
رائحتها..
لمستها..
و صوتها الذي أتى من البعيد..

" مرام.." همس و هو يقاوم تلاشي وعيه
فهو رجل قوي و لكن معها
  هو ليس سوى طفل صغير قد وجد أمه بعد انفصال دام لأزل

" أنا هنا..
بجوارك أنا و لكن أين ملابسك ؟
و لماذا هذه الضمادات ؟
  هل فتحت ندوبك أم ماذا.." قالت و هي تحاول الخروج من ضمته لتفحصه

" مرام.." همس مجددا و هو يمسكها بآخر قوة كانت لديه
و بعد دقائق ذهب وعيه كليا بين يديها فسكتت فجأة
ضمته إلى النهاية
  و بعد ذلك أراحت جسده بهدوء على أرضية المطبخ
  و ذهبت سريعا إلى الغرفة تبحث عن ملابس و حقيبة الإسعافات الأولية

" ابراهيم ؟ " همست مجددا مع عودتها إلى المطبخ
  في ذلك الوقت كان هو في وضعية الجنين
  فيبدو أن مصدر كل ذلك الألم هو معدته
   ذهبت سريعا لتحضر كمادة دافئة لتضعها على بطنه
لقد هناك أمامها على الأرض
يتلوى في صمت بين الوعي و الاوعي
نزلت بجانبه

" اشش..إنها أنا فقط " حاولت أن تخفف من انتفاضة جسده بلمستها و ضمتها و صوتها
ضمته من ظهره لبعض الوقت
و هي تضع يدها على مكان ألمه و تبكي هي
إنها تريد أن تساعده
  و لكن في تلك الحالة لا شئ يفعل
إنها حتى لا تستطيع السيطرة على جسده
  حتى تساعده في ارتداء ملابسه أو تضع الكمادة

" ابراهيم..أنت تعلم أليس كذلك ؟
تعلم أني لا أتركك !
  و لكن في هذه الحالة أنا لم أعد أعلم إطلاقا ما هو الخطأ و ما هو الصواب . قلت أجعلك تذهب كي تعيش
  كي لا تظل حائرا بين قولك لا لأبيك
  الذي تشعر بأنك مدين و أسير له
  و بين حبك لي..
  أنا لم أحبب نفسي قط
   و لم أر نفسي أستحق
  و لكن منذ الوقت الذي أصبحت فيه موجودا
    اختلفت الحياة كثيرا.." قالت و قد بدأت تنتحب و تدفن رأسها في ظهره و تغطي جسديهما ببطانية أحضرتها

" أحبك و لكن يبدو أن حبي ضيعك..
أبدو أنانية
و لا أعلم اذا كانت اختياراتي صحيحة أم خطأ !
هل كان علي أن أخبرك ألا تتزوج
  و نقف في وجه أبيك ؟
  أم ما فعلته كان هو الصحيح !
و لكن كيف يكون صحيحا و أنا أراك تتعذب هكذا ؟
   أنا التي لا أحتمل أن أرى الرياح تبعثر شعرك !
  أنا التي أشعر بكل انتفاضة لقلبك في صدري
  أنا التي أحبك حد الموت..
  لا بل حتى أحبك حد الحياة
اذا كان جسدك يحترق
  فإن جسدي هو الذي يصبح رمادا..
   لتعش انت فقط و أنا راضية بالاحتراق "
مع نهاية كلماتها بدأ جسده في الاستقرار و وعيه في العودة بعض الشئ

بعد النهايةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن