كم يصعب في هذه الأيام أن يميز الإنسان بين الزيف و الحقيقة ؟!
بين هؤلاء الذين يحبونه بحق و هؤلاء الذين ينافقونه ؟!
يتظاهرون بحبه و هم يكرهونه !!
كيف للإنسان أن يهرب من ذنب زيف القي عليه و هو برئ ؟!
كيف لنا أن نعود أصدقاءً بعد أن أصبحنا أعداء ؟
و أحباءً بعد أن أصبحنا غرباءً ؟!
و اذا اعتدنا ألا نعطِ فرصا ثانية..
فهل للأحباء استثناءات ؟!
أم أننا لن نستثنِ أحدا..
فالأحباء هم من أغرقونا بهذا الزيف و وضعونا في هذا المكان ؟!###
الموت..الحياة
كلمتان على النقيض من بعضهما البعض و لكن كل منهما تحمل روح الأخرى بداخلها
كل موت بعده حياة آخرة و كل حياة بعدها موت دنيويإننا نموت آلالاف المرات كل يوم
عندما نودع صديقا
أو ندفن قريبا
أو نتخلى عن شئ ما..أو عن أحد
و لكن أصعب موت هو موت الأحباء بطعنة الخيانةمر يومان..هكذا تظن هي
تريد القيام و الذهاب و ترك هذا المكان المعبأ برائحته
تريد أن تنسفه من حياتها كما نسفت كل شخص أهانها أو تخلى عنها قبلا
و لكن شيئا بداخلها يبقيها جالسة..
يبقيها واعية..حية..منتظرة
منتظرة للرحمة أو ربما للعذاب و العقابالذكريات تطاردها..
صوته..ابتساماته..حديثه..تنقلاته ليلا مع الأرق
جراحه و عاداته الغريبة أول الزواج
كل الأشياء التي تخلى عنها في نفسه لأجلها
بعد زواجهما بقليل توقف عن الاستحمام في منتصف الليل بماء بارد
توقف عن جعل الشقة ممرا للمشي طوال الليل لينتهي الأمر به نائما على الأريكة
توقف عن النوم في وضعية الجلوس و أخذ يمدد نفسه بأمان على السرير
كما أنه انتزع ذلك السلاح الذي كان في خصره دائما
ليضعه تحت الوسادة..و بعد ذلك في درج بعيدو تلك الليلة تطاردها أيضا
عيونه التي اشتعلت غضبا و نيرانا
لطمته التي ما تزال تاركة أثرا على وجهها
همسه الذي فاق الغضب في أذنها
اتهامها بالخيانة و هي تحاول فقط الوصول إليه..
و لكن أحيانا بعض ما نتعرض له في الحياة هو ألم زائف..###
استيقظت على صوت فتح الباب
و حقيقة أن ذلك الصوت لم يكن وهما كانت مخيفة
و لكنها لم تكن أشد وطأة من انتظارها الطويل لتنال العقاب
لماذا ستناله ؟! ربما لتثبت له فقط أنه المخطأ
لتجعله يشعر بهذه الحسرة في وقت ما بعد أن يفقدها
ربما هذا نوع من أنواع الانتقام
و لكنه انتقام ذو ثمن باهظ تضحي فيه بنفسها أولاخطواته الرزينة التي كانت تطمئنها بالماضي الآن تخيفها
لا تتناسب إطلاقا الآن مع صوت ضربات قلبها الطاغي
الملئ بالخوف بعد أن كان مليئا بالمحبةصوت أنفاسه يعم الأجواء
حتى أصبح يصمها
نعم أنفاسه عالية إلى هذه الدرجة..يبدو أنه هو من أتى أولا لينفذ الانتقام
أنت تقرأ
بعد النهاية
Romanceإِنَّ البِدَايَاتَ لِلكُلِ..وَ كُتِبَ الثَبَاتُ لِلصَادِقينْ وَ إِنَّ العِشْقَ كَأَي اخْتِبَارٍ صَعْبٍ لَا يُغَيرُكَ..وَ لَكِنَهُ يُظْهِركَ عَلَى حَقِيقَتِكَ