حسرة

102 6 5
                                    

الحب يترك بداخلنا حسرة
        هذا قدر كل العشاق
ألم لا يستطيع أي منهم أن يتفاداه
     يقول اقتباس ما
لا تجبروا أحدا على اعتناق أرواحكم
     فالحب كالدين
لا اكراه فيه..
                                               ###
انحرفت السيارة عن مسارها
    ابراهيم فقد الوعي
ذلك الألم في معدته كان السبب

" ابراهيم.." نادت في ذعر
     في العادة لم تكن صاحبة رد فعل سريع
غير أن الخوف يذهب العقل
   و لكن خوف العشاق مختلف

سيطرت على السيارة بصعوبة
    لتجعلها تتوقف بعد اصطدام خفيف
تأذى رأسها
   و لكنها لم تهتم

التفتت إلى ابراهيم
   خائفة و كأنه تم القاؤها في الجحيم
و يخبرها أحدهم
   أنه أبدي
و لن تجد المغفرة

تتحس نبضه
   و تبحث عن نفسه
لتحاول ايجاد حياتها معه
    و لكن ذلك النفس لم يأتِ
و على هذا المنوال
    شعرت بأن حياتها انتهت

دموع حارة تنزل دون سيطرة
    و لكنها تداركت نفسها بصعوبة
خرجت من السيارة سريعا
    انتقلت إلى جانبه
تحارب كي تخرجه
    فجسده رياضي
و جسدها ضئيل

أنزلته على الأرض
   تشعر بأن أنفساها هي التي تُفقد
وجهها محمر
    و صدرها يعلو و يهبط في ثورة
استعادت أنفاسها بصعوبة
     و بدأت عملية الإنعاش

" يا الله أرجوك
      لا تجعلنِ أفقده
ابراهيم
   أرجوك
       لماذا تريد تركي ؟
هل يأست و تألمت
    إلى هذا الحد
أرجوك.." قالت و بدأت التنفس الصناعي

                                           ###
كادت أن تيأس
     يداها مخدرتان
و أنفاسها متقطعة
     و لكن الله استجاب دعاءها أخيرا
و ابراهيم استجاب لكلماتها

عاد تنفسه أخيرا
    و انتفض جسده في عدم راحة
وعيه يذهب و يعود
     يجد صعوبة في فتح عينيه
و لكنه يستمع لها فقط
     هي منقذته الوحيدة

القت برأسها على كتفه
    ودفنت رأسها فيه
تبكي
  تتمسك به
تستنشق رائحته
   
" الحمد لله
      الحمد لله يا ابراهيم
أخيرا عدت إلي
    سأتصل بالمشفى لا تقلق " قالت و هي تحاول القيام
     و لكن جسدها كله مرتعش

سعل
   يحاول تمالك نفسه
و اخراج الكلام
  " لا..يمكن"
     قال بتعب شديد
فيما يشبه الهمس

توقفت في صدمة جديدة
  " ماذا يعني لا يمكن ؟ " قالت و هي تقترب منه مجددا
في قلق
   لا تستطيع تجاوز تلك الصدمة

" اسمعينِ يا مرام
     علينا..
علينا أن نذهب من هنا
    إلى..
مكان ستكونين فيه آمنة
    لا أعلم ماذا سيحدث في المستقبل
و كم من الوقت سنستطيع..
     قضاءه سويا
الحياة لم تعد في صفنا
    و أنا متعب منها كثيرا " قال و هو ما يزال مغمص العينين
مازال يشعر و كأن جسده مقيد للأرض
     و هو فاقد السيطرة عليه

رفعت رأسه على قدميها
   قبلت جبينه

" ابراهيم
      لا يمكنني أن أفقدك
لا أستطيع تركك تموت
    قد توقف قلبك بين يدي
نحن لا نعلم سبب ذلك
    عليك أن تعالج
عليك أن تشفى
  و أن تعيش و تسعد
عندما ذهبت انفاسك أنا اختنفت
   و عندما توقف قلبك
شاركتك الموت
   لا يمكنك أن تفعل هذا بي
لا يمكنك "

قالت و هي تبكي
   لتصنع دموعها مجرى على وجنتيه

لم يتحمل ذلك
   هو قد تحمل الموت
و لكنه لا يتحمل حزنها
    و لا دموعها

حارب عجزه
   و ثقل روحه قبل ثقل جسده
كمحارب شجاع
   يفك قيوده بنفسه
مهما كبرت الجروح
   و مهما كانت الخسائر

رفع يده بصعوبة شديدة
   و كان ذلك انتصارا عظيما
لم يقدره شخص في العالم سواها
   مسح دمعتها
    و جاذبية الأرض تولت ما تبقى من الجهد
فلم يتكبد عناء أن ينزلها كما رفعها

" لنذهب للمنزل
      أنا آسف جدا
لقد كنت مخطئا " قال بوعي متلاشي و أنفاس ثقيلة
و صوت متعب

" آآآههه" أخرجت آهة طويلة
    مليئة بالألم
بالخوف
  بالحب
بالاشتياق
  و الحيرة
و الحسرة..

                                                     ###
اتصلت بطبيب يسكن في المنزل المجاور لهم
     كان يعرفهم معرفة تعد شخصية
فابراهيم لم يكن شخصا اجتماعيا خارج العمل
   أتى ذلك الطبيب و اصطحبهم للمنزل

كان عناء على كل منهما
   فجسد ابراهيم يعد ضخما
و وعيه لا يساعد
   و لا يأتي

مدداه على السرير بعد عناء
   و بدأ الفحص و انتهى

" مدام مرام
    حسنا..
أنا لا أعرف ماذا أقول
   يبدو أن الأمر برمته نفسي
يعنى يمكننا أن نربط بين معدته و قلبه
و لكن أيضا هذه الحمى
    و رفضه الذهاب للمشى
كما أنه ليس له تاريخ مع أمراض مشابهه
لقد أخذت عينة من دماءه
   و إلم يتحسن قريبا سيحتاج للذهاب للمشفى " قال الطبيب في أسى
و هو يغادرها
و ما ان خرج حتى دق جرس الباب مجددا 
     معلنا حسرة جديدة 

بعد النهايةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن