الحب الذي لطالما حلمت به الجزء التاسع

46 4 0
                                    

الحــُـب الذي لطالمـــا حَلمتُ به

* في ركن مظلم قديم من ذهني .. جلس طفل صغير و ما زال يبكي .. يبكي أمنيته , دميته ... يبكي أملا كان بين يديه ثم تلاشى ،فبقى الأمل فكرا .. غرضا يتعلق بالذاكرة و النسيان ..*

أجلس جسدها النائم على الأرضية القاحلة و من ثوبه أعد لها وسادة تخفف قسوة الأرض عليها ، ناظرها و الدموع تتلألأ بعيناه إسترجع حروفها المرتجفة في ذلك المكان الذي إعتادت على أن تشعر به بالأمان بعيدا عن الحب ..

( : أخرجني من هنا ... )

تنهد بحرقة لما آل إليه حالها و حاله فها هم يفرون من رجال كوغيرويو بقدر ما يستطيعون كلمات والدها حيث طلب منه تفضيلها على ناكرانغ تنهش تفكيره كيف سينتهي حاله هاربا من بلاده ليحفظ سلامتها بعيدا عن مكانه الذي أقسم بيوم من الأيام أن يضحي بدمائه في سبيله ( : ناكرانغ ... لقد فضلت الأميرة عليكِ فإغفري لي .. )

مسح دموعه التي إنهمرت عنوه وبداخله داعب جمال وجهها قلبه مجددا .. مرت رائحة زهور إعتاد على وضعها أمام نافذتها أنفاسه لتعود مشاعره التي أخفاها لتطرق قلبه قرب يده من وجهها و أزال خصلات شعرها التي بعثرها الهواء لتعيقه من رؤية ملامحها توقفت يداه على وجنتيها في ذاكرته إسترجع إحدى المرات التي قد إستيقظت فيها الأميرة باكرا لتحاور زهورها مجهوله الصاحب فكان ما يزال هو على بعد خطوات من نافذتها و بإستراقه النظر رأى وجنتيها اللتان إحمرتا خجلا ..

( : صباح الخير أيتها الجميلات .. شكرا لكن ) داعبت بيدها الزهور لحظات حتى قربت وجهها منهن و إشتمت رآئحتهن العطرة لتزداد إبتسامتها فيذوب قلبه أكثر بحركة لا إرادية وضع يده على صدره ليسكت نبضاته التي علت بشكل سيؤدي للإمساك به .

( : إهدئ أيها الأحمق .. )

مر صوتها الرقيق من جديد لمسامعه ( : يا ترى من يكون صاحبك ؟! لابد أنه شخص لطيف للغاية .. مممم و يحفظ المواعيد جيدا لتكونين على نافذتي كل يوم في نفس الوقت بلا تغيب .. )

إلتف ليخفي جسده خشية أن تراه بعد أن جابت عيناها المكان بحثا عنه .. عن طيفه ... عن رائحته .

( : إني أتوق لمقابلته .. لأخبره أنه من منحني أجمل هدية في حياتي ، و أرجو أن يستمر بإرسالها لي كل يوم لتمنحيني الأمل و القوة . )

إستفاق على نفسه من بحر الذكريات عندما حركت جسدها بخفة و يدها كانت قد تشبثت به بقوة ليظهر خوفها على ملامح وجهها ما مرت به الأيام الماضية لتتغير ملامحها لهذا الحد .. تنهد بغصة عندما رأى بملامحها بعضا من ملامح الملك الراحل فكيف لا و هي إبنته التي إختلست منه دمائه و صفاته ..

( : سيدي الملك .. فضلتها على ناكرانغ كما أمرتني ، بالرغم من الألم الذي يقطع أشلائي سأحميها .. ).

الحُب الذي لطالما حلُمت بِهWhere stories live. Discover now