- وهاقد انتهينا ! ..
قال الدكتور خافيير بعد ان صفق بيديه و رسم ابتسامة على وجهه
ابتسمت بفتور له ولم اقل شيئا .. فخربش ببضع كلمات على دفتره ثم اغلقه والتفت نحوي وقال :
- أهنئك داريل .. انت سليم عقليا ...ثم اضاف :
- وستغادر المشفى قريبا ... فرددت بهدوء :
-اشكرك ايها الدكتور ، ولكن ..فنظر نحوي وما ان التمس حزني حتى عقد حاجبيه قليلا ثم قال :
- هل هناك ما يزعجك ؟ لقد ظننت ان الخبر سيسعدك ..
- اعرف هذا .. ولكني لا أملك مكانا امكث فيه في الوقت الحالي .ظهرت بعض علامات الحيرة على وجهه ثم قال لي :
- هذه مشكلة فعلا .. الا تعرف احدا هنا ؟اومأت بالنفي واضفت :
- في الواقع اقاربي لا يعيشون هنا ، فأنا امريكي الاصل ...
ثم تنهدت قائلا :
-كما ان هويتي قد سرقت ..حرك رأسه قليلا ثم قال:
- الا تدري من احضرك الى هنا ؟
التفتت له قائلا :
- لا بد انه القدر الذي جعلني اقابل رجلا طيبا مثلك ..ابتسم بخجل ثم قال :
- لا بأس بذلك سأتدبر أمر مكوثك هنا ريثما تعثر على هويتك ، ولكن حاليا عليك البقاء في غرفتك ..ثم عاود الابتسام ، وفجأة رن هاتفه فاستأذنت بالخروج ، فأومأ لي بينما حمل سماعة الهاتف .
*****
خرجت من مكتبه الذي كان معزولا عن البنايات الاخرى ، لم الحظ من قبل ان هذا المشفى بهذا الكبر ، كان تقريبا كحي سكني ..
سرت ببطء استشعر تلك النسمات الباردة ، و كانت بعض الذكريات المتمردة تتسرب الى ذهني فكنت ابتسم تارة خاصة عندما اتذكر كيف خططت لكل شيء و اغتاظ تارة اخرى عندما ادرك انني عدت الى الصفر بخطأ صغير تافه يدعى الثقة ..
ولو ان الدكتور خافيير لم ينزع عني سوار المعصم ذاك لكان كل من يراني يظن انني مجنون بالفعل!
جلست على كرسي بين الجناحين pp2 و pp3 ، كل ما دار بعقلي في ذاك الوقت كان صراعا بين الخير والشر ، الموت والحياة ، البداية و النهاية ،وكنت افكر بعمق : هل هذه هي بداية النهاية ، ام انها نهاية البداية ؟
كررت هذا السؤال مرارا في ذهني ، حتى انني نطقت به بهدوء ، واغلقت عيني محاولا نسيان ذلك الحدث البغيض ، وبقيت على تلك الحال حتى هدأت انفاسي و غفوت قليلا ..
ولم افتح عيناي الا على ذلك الضجيج الصاخب الذي صدر من خلف بوابة الجناح pp3 ، كان الامر يبدو كشجار او شيء كهذا
فُتح الباب فجأة ليطل ذلك الفتى ذو الشعر الابيض تماما كلون ملابسه التي تُنم على انه مريض هنا ، ركض وهو يصرخ ويقهقه بجنون كطفل حصل على قطار Logo في يوم ميلاده ..
أنت تقرأ
هيبت - Hept
Bí ẩn / Giật gânداخل كل ذلك الظلام ، شيء ما قد صرخ بقوة قائلا : استيقظ ! لم تحن نهايتك بعد وها انا الان اتساءل ما ان كان هذا الصوت حقيقيا فعلا ، ام انه مجرد تخيلات .. "كلا يا سيدي ، انه الآن ميت " الجزء الثاني لرواية (خلف ظل المجرم ) ..