- مستحيل ! .. لا شيء عنهم ؟
تساءل الشاب ذو الشعر الكستنائي والنظرة الحادة بعد ان قلب الاوراق التي وضعت امامه بيأس لتتنهد مساعدته قبل ان تقول:
- لا يمكن له ان يختفوا كالسكر في القهوة ، سنعثر عليهم فقد بقي لنا ثلاثة فقط .. ابتهج يا سيد أبراهامثم تبتسم ولا تلقى اي رد منه ، فجأة يرن هاتفه ليجيب مسرعا :
- مرحبا ؟ .. اجل معك البوليس السري " أبراهام ترافيس " من قسم مكافحة الجرائم ..
لينتظر الرد ثم يردف قائلا :
-سآتي فورا شكرا لك .
فيضع السماعة و يحمل معطفه و يخاطبها بابتسامة واثقة :
- "هيدر " ، انها قضية مهمة ولن اخسر فيها ابدا ، اتبعيني .
لتحرك رأسها بحزم وتسير على خطاه ..صعد الاثنان سيارة تاكسي ، كانت تحدق به منتظرة شرح ما يحدث ، ولكن نرجسيته جعلته يتلذذ بالخبر بنفسه وبكل أنانية ، الى ان وصلا الى وجهتهما ..
ترجلا من السيارة امام قسم الشرطة، ودلفا الى الداخل ثم تبعا احد اعضاء الشرطة بعد التعريف عن نفسيهما ، الى ان وصلا الى باب كتب عليه " المفتش جوزيف بيلي " وطرقا الباب حتى سمعا ردا بالدخول ..
تبادلا التحية مع المفتش الذي طلب منهما الجلوس ، وقد جلس على الكرسي المقابل شاب ذو هالات سوداء و وجه كئيب ، اثار الريبة في نفس أبراهام الذي بقي يحدق فيه مطولا الى ان انتشلته كلمات المفتش الذي قال :
- السيد أبراهام ، لقد طلبت مني ان ابحث عن اصحاب الاسماء الثلاثة ، ويسعدني القول ان هذا الشاب - مشيرا الى الزائر الثالث - قد جاء بملئ ارادته واعترف انه صاحب الهوية التي تحمل اسم " نيرو باريت " ويمكنك ان تراها ، تفضل ..ابتسم أبراهام راضيا واخذ الهوية بثقة ولكن ما إن وقعت عيناه عليها حتى بدت عليه علامات الاستغراب و عقد حاجبيه بعد ان القى نظرة مستفهمة نحو المفتش ، فابتسم هذا الاخير وقال موضحا :
- لا بد أنك تتساءل لما لا تحمل الهوية صورته ؟
هز رأسه موافقا ، فواصل المفتش كلامه :
- يمكنك سؤاله ، ثم اشار الى صاحب الشعر الاحمر ، ثم وقف وواصل :
- ثم ان علي التكفل بأعمال اخرى
وأضاف بعدها :
- سأترككما لاستجوابه ..وغادر المكتب في الوقت الذي تلعثم فيه الشاب قليلا قبل ان يجيب :
- سيدي ، في الحقيقة انا لست نيرو باريت ، اسمي هو اوين بارنت ..ليلقى بعدها نظرة فاحصة لملامح أبراهام التي بقيت جامدة كأنها تطلب المزيد ، فواصل أوين كلامه :
- كل ما في الأمر أننا تبادلنا الهويات ..قطب البوليس أبراهام حواجبه وقال :
- متى كان هذا ؟
فكر اوين للحظات ثم رد :
- كان هذا قبل اعتقاله بشهر او اقل .
فتساءل أبراهام مجددا:
- ولما تبادلتما الهوية؟
اجاب اوين :
- لقد كان الامر خدعة مني اعترف بذلك ، فقد اردت السفر الى البيرو بأي وسيلة .ليفرك يديه قليلا و يردف :
- وقد كان جواز سفري غير صالح ، لذا ما ان حصلت على فرصة حتى بادلته بدون ان أسأل ماذا سيفعل بها ، وقد كان هذا أكبر خطأ فعلته ..
أنت تقرأ
هيبت - Hept
Bí ẩn / Giật gânداخل كل ذلك الظلام ، شيء ما قد صرخ بقوة قائلا : استيقظ ! لم تحن نهايتك بعد وها انا الان اتساءل ما ان كان هذا الصوت حقيقيا فعلا ، ام انه مجرد تخيلات .. "كلا يا سيدي ، انه الآن ميت " الجزء الثاني لرواية (خلف ظل المجرم ) ..