فتح ابرهام عيناه ببطء عندما بلغ الى مسمعه صوت المنبه المزعج ثم مد يده ليوقفه و يقف متثائبا ، يحمل بعدها هاتفه ليجد ثلاثة عشر مكالمة فائتة كان معضمها باسم هيدر فيقول باستغراب :
- ترى ما الذي تريده هيدر في هذا الوقت ؟
وبعد نصف ساعة كان البوليس جاهزا فقد اغتسل و ارتدى بدلته و اعتلى قبعته و غادر الشقة قاصدا وجهته المعتادة .طرق باب مكتبه مرتين ثم دخل بدون أن يسمع ردا ليتلقى نظرات صارمة من هيدر التي ما لبثت ان قالت :
- أين كنت كل هذا الوقت ؟
فألقى عليها أبراهام نظرة باردة و اعقب قائلا :
- انه يوم عطلة على ما اعتقد
ثم اضاف بعد ان استقر على كرسيه مشبكا اصابع يده و مركزا نظراته على مساعدته :
- و ما الشيء المهم الذي قد يكفر على استيقاظي المبكر هذا؟لتقول بانزعاج واضح :
- دوريات الشرطة استطاعت ملاحقة ريتشرد جون ، و قد تمكنت من محاصرته الا أنه ..
ثم سكتت و هدأ انزعاجها فحثها البوليس على قول المزيد مردفا :
- الا انه ماذا؟
نظرت اليه بشيء من القلق و الحيرة ، وكأنها كانت تخشى رد فعله ، فتلعثمت وهي تقول :
- ريتشرد احتجز رهينة معه في احدى المنازل
ثم صمتت لتلاحظ ما ان كان الخبر قد ازعجه و لكن ملامحه لم تتغير عما كانت عليه، مما جعلها تواصل حديثها:
- أظنه يريد ان يهرب بعيدا ، او على الأقل ان يحصل على تخفيف لعقوبتههز ابراهام رأسه قليلا كاستجابة لفهمه و لم ينطق بكلمة بعدها ، ثم وقف و جال بعينيه في مكتبه كمن يحاول تذكر مكان ما ، ووسط نظرات هيدر المستغربة ، خطى نحو احدى خزائنه وراح يبحث فيها ، فتساءلت هيدر عن تصرفه الغريب قائلة:
- فيما تراك تضييع الوقت يا سيد ابراهام ؟فالتفت اليها و أومأ بيده ان تنصرف في حين قال :
- يمكنك الذهاب أولا و سألحق بك بعد فترة
لتعترض فورا على كلامه الذي بدا لها مستهترا و تقول بغضب:
- سيد أبراهام ان الوضع طارئ وليس لدينا ما يكفي من الوقت و انت تبحث هناك عن شيء أجهله بدل أن نذهب سويا الى موقع الحدث ..كان هو غير مصغيا لكلامها و غير مهتم بكونها غاضبة منه طول هذه المدة و مجددا لوح اليها بالانصراف مما زاد سخطها و حنقها فقالت و هي تخرج من مكتبه :
- حسنا اذن ، لست بحاجة لك سأتفاوض معه بنفسي
قالت هذا ولبثت قليلا منتظرة ردا الا انها لم تسمع سوى صوت ضحكة ساخرة خفيفة زادت من ثورتها فقط فشدت على مقبض الباب واغلقته بقوة حتى كاد أن ينكسر ثم اتجهت نحو خارج المبنى ..التفت ابراهام بعد مدة وجيزة ولاحظ اختفاء هيدر فأردف بصوت خافت :
- اذن فقد رحلت بالفعل
ثم هز كتفه بغير اكتراث و قلب مجددا في ملفاته الى ان عثر على ملف يحمل اسم " ريتشرد جون " فسحبه من الدرج و توجه الى مكتبه وراح يقرأ فيه بتمعن و كان يركز في كل ما كتب فيه محاولا ان يجد ما قد يساعده و فجأة رن هاتف المكتب فانقطع حبل افكاره و اغلق الملف في ضجر فقد كان اتصالا مزعجا في نظره ورغم ذلك فقد حمل سماعة الهاتف واردف بجملته المعتادة :
- هنا مكتب البوليس " ابراهام ترافيس " من قسم مكافحة الجرائم ، من المتصل ؟
أنت تقرأ
هيبت - Hept
Mystery / Thrillerداخل كل ذلك الظلام ، شيء ما قد صرخ بقوة قائلا : استيقظ ! لم تحن نهايتك بعد وها انا الان اتساءل ما ان كان هذا الصوت حقيقيا فعلا ، ام انه مجرد تخيلات .. "كلا يا سيدي ، انه الآن ميت " الجزء الثاني لرواية (خلف ظل المجرم ) ..