السعادة في ديسمبر

138 19 7
                                    

8-Apr-2000
نور شمس ساطعة،ينتشر في الأرجاء ضحكات صبية وحديث نسوة من شرفات المنزل،لم يطرق أحد باب منزلي منذ انتقالي إلى هنا،سوى سيدة في عقدها الخامس من العمر،قد غزت وجهها التجاعيد،وصبغ الثلج شعرها،كانت لطيفة تحمل أمومة وحنان،وعقل وحكمة،لم تتفوه بالكثير من الكلمات،إلا أن تلك الكلمات التي قالتها كانت ذو طابع جيد علي،فقد شعرت باهتمام لم أعهده قط...

14-Apr-2000
غيوم مشتتة بالسماء،تزخرفها لآلى بيضاء،هدوء يعم المدينة،أشعر وكأن هناك شيء على وشك الحدوث،فالساعة قاربت على منتصف الليل ومايك لم يعد حتى الآن،ليست المرة الأولى التي يتأخر فيها هكذا لكنني أشعر بالقلق هذة المرة،ففي الآونة الأخيرة شعرت بتغيير في تصرفاته لا أعلم لما لكن يبدو أن عمله يجبره على هذا...

25-Apr-2000
مطر ينهمر من عيناي،وشهقات تشق طريقها للتحرر،مددت باطن يدي لألمس وجنتي الحارة آثر صفعه لي،لا أعلم هل ما فعلته كان خطأ كبير؟!
أم أن تلك العربية السمراء قد سلبت لُبه؟
لم أكن أقصد أهانته،أنا فقط كنت أريد معرفة الحقيقة لأعلن هزيمتي أمام مجتمعً رفع معتقداته بوجهي...

20-may-2000
سيتم الشهر ومايك لم يعد منذ تلك الليلة،بدأ جسمي بالرجوع لسابق عهده،وصحتي تتدهور يوماً فآخر،بدأت أشعر بحركاته بين أحشائي،كم كنت أحلم بهذة اللحظة،أما الآن فأنا اتمنى أجهاضه،اتمنى أن اوقف حركاته
بدأت فكرة الرحيل من هنت بالبزوغ في رأسي فلا مكان لي للعيش هنا بدون مايك،سأرحل وسأحمل خطيئتي بداخلي،سأرحل حاملة معي راية الهزيمة أمام مجتمعي

28-may-2000
وهممت بتجهيز أغراضي والرحيل المؤكد،لا أعلم إلى أين أذهب،فلا مكان لي ولا ملجأ بعد خطيئة الحب،أتت لتفقدي تلك السيدة العجوز أخبرتها بقرار الرحيل
كانت ردة فعلها كما توقعت لم تحاول أيقافي او حتى إقناعي بالمكوث فترة أطول فكل ما قالته لي سعادتك في ديسمبر

Lovein
.....…………
"هل تركتها ترحل؟!"
شعرت بالضباب يتكون بين جفوني ويحجب رؤيتي،أسهم قديمة عادت غرس نفسها في قلبي لتجيب لساني متضرجة
"لقد عدت لها لكن بعد فوات الآن،فحين عودتي وندمي وجدت الباب مؤصد،والمنزل مليئ بأنسجة العناكب،بحثت عنها لكن لم أجدها،شعرت بخطأي حينها،شعرت بالألم والندم ينهشني،ذهبت للملاجئ،والفنادق،حتى أنني عدت لبيت جدك لكنني لم اجدها،ولم اجد حتى آثراً واحداً لها"
شعرت باهتزاز في نبرتها لتردف
"ولماعدت لها،هل شعرت بقيمتها،أم ان تلك العربية خانتك مع أمثالك"
هطلت دموعي مستقرة في وجنتي
"لا أعلم،ظننت أن المال والسلطة سيجلب لي السعادة،لم أقتنع بما أملك وكما كانت تقول أمك هزمتني الحياة،لم أشعر قط بالسعادة مع تلك،كل ما كنت أكسبه منها مال وإفراغ شهوتي فقط،لأكتشف بعدها أنني لست الوحيد من غرق في مستنقع دعارتها،فعدت نادماً لوالدتك لأجد اللاشي في استقبالي"
لم تتكلف حتى بالرد علي فقد كان صمتها الكابت لبركان كفيلاً في بعثرة وجداني،عادت لتقلب صفحات المذكرة وتواصل القراءة متغاضية عن دموعي وشهقاتي

…………
يتبع

رأيكم؟!💙

Passion_16

نــدمً مُــقــعــدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن