أرجعت رأسي للوراء،وبحركة لا أرادية شعرت بيدي تتخلخل بين خصلات شعري الأشعث،لتنطلق تنهيدات مكبوتة منذ زمن،أريد الحراك،أريد الرجوع لما كنت عليه،أريد فقط العيش...
"هاندا....هانداا"
صرخت بصوتي المعتاد لأثبت وجود وقوة نفتها برحيلها إليه
أتت مهرولة لتنحني أمامي بالزي المتميز باللون الأسود والأبيض
""خذي أواني الطعام،ونادي روميا"
"أمرك سيدي"هدوء قدم برحيل صوت الخادمة،رجعت لهويتي الجديدة قراءة المذكرة،مددتُ يدي للصندوق لأخرج المذكرة،بدأت أُصلح أنطواء الورق بسبب إدخالي للمذكرة بشكل عشوائي،إن رأت لوڤين ماحل بمذكرتها لأقيم حداد علي،كانت من الفتيات المولعة بالترتيب والتنظيم لا أعلم ما الشيء الجميل التي كانت ترى به بالنظام..
"أبي"
قاطعني صوتها الهادئ الذي يرغمني على الصبر
"تفضلي"
كعادتها وابتسامتها البشوشة وتقاسيم وجهها الذي نحتته أمها فيها ورحلت
"سمعتُ أنك تريدني"
قهقهت قليلاً بدون سبب وأشير لها بالجلوس بجانبي
"تعالي أجلسي،لدي لك شيئاً مميز"
شعرت باللعمان يخرج من عينيها
"ماهو؟!أرني هيا أرني"
أغمضت عيناي وناولتها المذكرة وأردفت قائلاً
"هذة المذكرة تعود لأمك فيها كل الأيام التي عشناها معاً،وفيها كل الأجوبة التي تبحثين عنها"
رفعت حاجبها الأيمن متسائلة
"هل تقصد أن كل مايخص أمي سأجده هنا؟!"
اومئتُ برأسي مجيباً عن سؤالها
"نعم"
"رائع..أنا حقاً لا أعلم كيف أشكرك أبي،وأخيراً سأستطيع اللقاء بأمي"
أغمضت عيناي ورفعت رأسي لأكبح دموعي
"هل تعلمين أنا أرى أمك كل يوم"
"كيف هذا؟!هل لك علاقة بالرب!"
"لا ولكن عند رؤيتكِ أراها هي"
أشاحت بنظرها للجهة الأخرى لتخفي دموعها ونسيت أن بريق عيناها يكشفها
"هل أشببها لهذة الدرجة"
"أنتِ لا تشبهينها فقط،أنتِ هي لكن تحت مسمى آخر"
أدارت بوجهها نحوي،والدموع بريقها كالآلى المكنونة بالصدف
"إشتقت لها أبي،لماذا رحلتنا وتركت،هل لهذه الدرجة الرب يحبها،ألا بعلم بمقدار حبنا لها،صحيح أنني لم أعش معها وقت كافيً حتى أدرك معنى الأم لكنني أحبها أشعر وكأن شيء من حبها غُرس بداخلي يكبر كلما أكبر"لم تستطع أنهاء حديثها بسبب الشقهات التي تطلقها،لم أشعر بها حتى أرتمت بحضني،لا أعلم ما أفعل،أشعر وكأن مابيدي حيلة،ماذا لو علمت أن الحضن الذي تلجأ له حالياً هو السبب في موت أمها،أحطت بيداي حولها وربتت على ظهرها،لم أمنعها من البكاء،ولم أتكلف حتى بجعلها تهدأ،يكفي ماتتحمله كل يوم...
شعرت بأنفاسها تتنظم،وجسدها يرتخي،علمت أنها نامت ككل مرة تحاول إفراغ ما فيها،
لا أعلم ردة فعلها عندما ستقرأ المذكرة،هل ستسامحني مثلما أمها،أم ستترك الحياة تنهشني..
شعرت بعيناي ينغلقان لأستسلم للنوم...
مرت الخمس الساعات دون شعوري بالواقع،لأستيقظ على منبة جرعة العلاج،فتحت عيناي ببطء،لأبدأ بتفحص الغرفة،لأجدها قد رحلت،يبدو أنها استيقظت قبلي
الساعة دقت9:00 مساءً،وانا لازلت على حالتي تلك،تارة أرسم،وتارة أغمض عيناي لأبعثر ذكريات مضت ولن تعود...هدوء ليل،ممزوج مع حفيف أشجار ونعيق بومة،زاد الوضع سوء،بدأت أتجول بين لوحتي ألوان لوحتي المبعثرة،لعلي أجد نفسي فيها،لكن للأسف لم أجد سوى ندمي واخطائي تتوج اللوحة،رميتها بجانب صديقاتها الأخريات،التي كما أحب أن أسميهم"أخطاء ذاكرة ليلية"
شعرت بنعاس يداهمني،لأرضخ له دون مقاومة وإدخل في عالم أحلام وكوابيس لا متناهية..............
بارت جديد رأيكم؟!💙
بحاول جاهدةً أتفرغ عشان أنشر بارت يومياً💙في أمان الله💙
passion_16
أنت تقرأ
نــدمً مُــقــعــد
Short Storyمحاربة واقع لحبٍ أستحال جمعه،ليجتمع بعدها بخيانة وندم مقعد...