|| شمس ||

1

ابتلعت الشمس العظيمة ظلمة الليل بأكملها وذو مقلتا الدّم يراقبها من خلف نافذته بروية دون أن يغمض عيناه فشعر كأنه على وشك الغليان ليغلق الستارة سريعاً ويتنهد من أعماقه وخلف عينيه حزن أعمق

حرك شفاهه قائلاً "متى سأتمكن من رؤية الشمس نيرو؟"

أجابه المدعو نيرو "لطالما كان أجدادك يخافون الشمس ويكرهونها لأنها نقطة ضعفهم ولكن أظن أنك أقوى منهم فأنت ترغب برؤيتها"

حرك ناظريه عن الأرض ليصرّح "أعلم أنك تغير الموضوع لأن الإجابة مستحيل أن أراها"

تبسم نيرو بجانبية ليتفوه "هناك طريقة واحدة فقط لرؤيتها"

عقد حاجبيه ليسأل "وما هي؟"

"أن تراها بعيني شخص غيرك" أجابه بثبات

"أُخرُج نيرو… وعندما تعود أخبرني كيف تبدو الشمس…" تحدث بتنهد بعدما أطبق على عينيه القرمزية

ليقوم نيرو تابعه الوفي بتلبية طلبه المعتاد، حيث أن نيرو يستطيع التجول تحت الشمس لأنه هجين

***★****★***

"مرحباً أيتها الشمس… أنا أدعى إستريلا وأمي تناديني إيلا… لقد التقيت بكِ في الأمس وقبل أمس أيضاً… وقبل كل صباح قضيته حية أتنفس" همست ودموعي واقفة على حافة الجريان

ضحكت بخفة وهدوء لأتابع بينما أمسح ما علق بعيني "أمي تقول أننا أختان لأن عيناي وشعري كلون نوركِ تماماً… لكنكِ جميلة… وأنا لست كذلك" صمتت مطولاً لأزيح عيني عنها وأمرر يدي مختلفة الألوان على ضوء الشمس وأشعر بدفئها الناعم مراقبة ظل يدي يتحرك، أخذت أدندن بخفوت لحن أغنية عالقة في ذهني مذ أن كنت صغيرة

لا أعرف أي من كلماتها بل كل ما أتذكره هو ذلك اللحن الحزين، وفي كل ليلة لم أتمكن من النوم فيها كنت أدندنه لنفسي لأغرق بالنوم

لاحظت أن الناس بدأوا يأخذون مسارهم على الطريق أمام منزلي، فابتلعت ريقي بصعوبة لأبتعد بجسدي النحيل عن نافذتي بضعة أمتار

زفرت أنفاسي برجفة متجهة للمرآة أراقب نفسي لأتمتم بسؤال يراودني كل يوم "بيضاء…أم قمحية؟"

أخذت الكمامة الموضوعة بجانب سريري لأضعها على وجهي ومازلت أمام عاكسة الصور فتبسمت قائلة "هكذا أفضل"

سمعت صوت طرقات على باب غرفتي لأتحدث بصوت مرتفع "أُدخُلي!"، دخلت أمي بينما تتثاءب لتتلفظ "إيلا مُنذ متى وأنتِ مستيقظة؟"

أجبتها بابتسامة لم تتمكن من رؤيتها من خلف قناعي "أنا لم أَنَم بعد"…