7

5.6K 640 134
                                    

"أحبكِ إيلا"، سمعتها بصوت كلاود بينما كنت نصف نائمة ففتحت عيني بسرعة لأجده يداعب شعري، نظرت لهذه الغرفة الأنيقة حولي لأتحدث "هل قلت ذلك حقاً أم أنه كان حلم؟"

"قلت ماذا؟" صرح كلاود باستغراب

نهضت بجلوس لأجيب "إنسَ الأمر"

وضع شعري خلف أذني ليتلفظ "كيف تشعرين؟"

"لا أدري" أجبته متحاشية النظر لوجهه بسبب توتري وخجلي من لمساته

أمسك بوجهي وأمعن النظر بعيني لأتفوه "الشمس الحقيقية أجمل من عيني بكثير أتمنى لو بإمكانك رؤيتها"

"و أنا أفضّل عينيكِ أكثر" أجابني بابتسامته الباردة

تحدثت بعشوائية محاولة تغيير الموضوع "أنا جائعة"

"لحظة! عليكِ أخذ الدواء قبل ذلك" أنهى جملته واختفى

إلا أني مستغربة فهو رفض أن يأخذ أي دواء من الموجود في المنزل

ظهر أمامي من العدم ممسكاً بكوب في قعره قليل من سائل أحمر،  سألته باستغراب "أهذه دماء؟"

"أجل، دمائي قد تكون العلاج الأسرع" أجابني

ابتلعت ريقي وشربته رشفة واحدة و بسبب ثقتي العمياء به سأشرب السم أيضاً، لم يكن طعمه سيء لهذه الدرجة ثم سمعت صوت ضحكات كلاود حتى أصبت بصدمة

فتذكرت أنه يقرأ الأفكار كما قال في لقائنا الثاني، وهذا يعني أنه يعلم أنني أكن له بعض المشاعر، فما كان عليّ سوى تشويش أفكاري

تحت أنظاره الثاقبة ضربات قلبي تتخبط مع أنفاسي إلا أنه أنقذني وخرج لأجل الطعام

لذلك نهضت و اغتسلت لأتجه للخارج، بحثت عنه بعيني فوجدته فجأة أمامي يتبسم، أمسك بيدي و أخذني نحو منضدة الطعام

في حال اشتمامي لرائحته فقدت شهيتي تماماً وذلك عكس على ملامحي ليس لأن رائحته مقرفة بل على العكس لكني لا أرغب بوضعه في فمي، فلاحظ كلاود ذلك ليقرب لي كأس العصير ويتلفظ "تغذي على الأقل"

هززت رأسي نفياً و أبعدته عن ناظري فرفع كلاود حاجبه مصرحاً "إيلا تُشاغب الآن"

"لكني لا أريد!" تلفظت بأعين حزينة

تحدث كلاود و مازال بحاجب مرفوع "لا ترغميني على إطعامك!"

ابتعدت ببطء عن المنضدة ثم استدرت سريعاً هاربة لكنه أمسك بي ورفعني على ذراعيه ليتلفظ "ماذا أتهربين مني أنا؟"

"أنزلني!" صرحت بعبوس

تأفف قائلاً "بربكِ إيلا… لا تكوني مشاغبة تناولي طعامك دمائي وحدها لا تكفي لشفائك"

زفرت أنفاسي لأتحدث بانهزام "حسناً أنت الفائز"

تناولت البعض مبتلعة كل شيء بسرعة، أنا لا أرغب باستطعام أي منه

أخيراً أبعدت الطبق الذي أفرغته عني لأتحدث "أود الإستمتاع بوقتي"

"سنستمتع في البيت حتى تغيب الشمس كي أتمكن من أخذك إلى الأماكن الجميلة" تلفظ كلاود بتبسم ليظهر نيرو فجأة و يقوم بأخذ الطبق الذي أمامي

توجهت لغرفتي الجديدة تاركة إياه فأرغب بالتواصل مع والدتي و دخلت هناك لألاحظ كمامتي الموضوعة على الطاولة بجوار السرير فشهقت واضعة يدي على وجهي، لقد رأى عيوبي كلها

وضعتها بسرعة على وجهي و بعض الحزن يجتاحني، الموت أم الإستمرار بالعيش مع هذا الوجه القبيح

انتشلني كلاود من أفكاري متحدثاً "لمَ وضعتِ الكمامة مجدداً؟"

"لأني لست جميلة" أجبته بلا مبالاة، ثم بلحظة وجدت نفسي أمام المرآة وقام كلاود بنزع الكمامة وقام بتمزيقها أمام عيني خيط بخيط

تجمعت دموعي في عيني لأتحدث بشبه صراخ "لماذا فعلت هذا!؟"

أمسك كلاود بوجهي ليوجهه للمرآة فصرح بغضب "أخبريني ما العيب بهذا الوجه حتى أخفيتيه كل هذه السنوات! لماذا لا تعرفين قيمة وجهك لماذا لا تودين تحريره من تلك الكمامة!"

"أنا قبيحة!" صرخت بنحيب بحلق مرير ناظرة لإنعكاسه في المرآة

"أنتِ لستِ قبيحة! الخداع هو القباحة وليس الوجوه أنتِ حتى لم تبتسمي للمرآة يوماً لتري جمالك!" صرّح بغضب

مسحت دموعي لأتلفظ "من تخدع الآن!؟ في هذه الحياة فقط الأشخاص الذين يتمتعون بالجمال يحصلون على الأصدقاء والشعبية وفرص النجاة!"

"من الذي أعلمكِ بهذا الكلام التافه! كل شخص له جماله الخاص ولكن الأشخاص مثلك يخفونه ظناً أن لا شيء مميز بهم أنتِ فقط جربي الخروج دون الكمامة وابتسمي للناس وستدركين حينها أنكِ كنتِ على خطأ" أجابني بعتاب

ضحكت بسخرية و حالما فتحت فمي لأتحدث قاطعني "أنتِ مصابة بالبهاق؟ إذاً هذه نعمة فقد اكتسبتِ جمال من السمراء و البيضاء بالوقت ذاته و لكن رغم هذا أنتِ لا تدركين ما هو الجمال الحقيقي"

أدرت له رأسي لأتفوه "إذاً أثبت لي أنني لست قبيحة وحينها سأستغني عن الكمام"_" قاطعني بنبرة هادئة "أنا أحبكِ… هذا هو الإثبات… هذا ما أردت قوله لكِ منذ أيام… عن وقوعي بحبك رغم أني لم أرى سوى عيناكِ لتعلمي أن الجمال ليس بالمهم" بعد نهاية الحديث وصدمتي العارمة اختفى كلاود

فركت عيني بوجنتين حارتين و معدة مقبوضة فقد اتضح أنه يحبني كما أفعل

"إنه يحبني!" تمتمت وأنا أشعر أن الكون كله ينطوي داخل رأسي، ترى أين ذهب؟ لا بد أنه غاضب بسببي وأنا مستعدة لمواجهته الآن

"كلاود!!" رددت بصراخ ليظهر فجأة بجواري مفزعاً إياي، تلاشت شجاعتي بعد رؤيته يبتسم بغرابة فغطيت وجهي بكفي لأنطق "أنا آسفة"

"في البداية عليكِ أن تعتذري من نفسك وتسامحي نفسك لأنكِ لم تعرفي قيمتها" أجابني

تنهدت ثم أنزلت كفاي لأنظر للمرآة وأتلفظ " أنا آسفة إستريلا"، أطلقت ضحكة قصيرة لأتابع "أبدو مضحكة وأنا أكلم نفسي! هل أنت راضٍ الآن؟"

أردفني على ذراعيه ثم قبل شعري ليصرح"هكذا أفضل… والآن ستخرجين للإستمتاع بغنى عن الكمامة صحيح؟"

زممت شفاهي لأومئ وأتفوه "ربما سيكون صعب علي ذلك" ……

|| شمس ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن