|| شمس ||

8

زممت شفاهي لأومئ وأتفوه "ربما سيكون صعب علي ذلك"

حرك كلاود شفاهه إلا أن جرس الباب قرع لذلك اختفى

ثم سمعت صوت شابة تتحدث وتقترب من غرفتي، وتّرني صوت ارتطام كعب حذائها بالأرضية إلى أن فتحت الباب لأجدها ذات أعين دامية تبدو بعمر كلاود وأيضاً... كانت أجمل مني

كادت أن تقترب إلي بأعين متوهجة وشرارات الحقد تتطاير منها لكنها توقفت لتتحدث بغضب "عرفت الآن لما يحبكِ أكثر مني! فأنتِ طفلة وتملكين البراءة_" إلا أن كلاود أمسك بذراعها وسحبها للخارج ليغلق الباب تاركاً إياي بصدمة وحيرة من أمري

من تكون تلك، ولما يبدو أنها تحقد علي ثم قطع حبل أفكاري صوت صراخها "أعلم أنكِ تسمعينني ومن الأفضل أن تفارقي الحياة بأسرع وقت أيتها البشرية لأن كلاود لي أنا!!"

اعتصرني قلبي واختنقت، هناك من يحقد علي لتلك الدرجة! هناك من يكرهني لذلك الحد بدون أن أخطئ بحقه

لما مازال الجميع لا يريدونني أن أعيش أيامي بسعادة! هذا ليس عدلاً

كما تشاءون تريدونني أن أموت أجل سأموت، بين مناقشة كلاود وتلك الشابة وصوتهما العالي وتوبيخه لها سرت بأعين فارغة لأصل للنافذة

كان علي أن أكتب رسالة ولكني لا أريد أن أعتب على أحد، فالجميع يعرفون قيمة الشيء بعد فقدانه، أتمنى ألا أشعر بالألم عندما أموت

حاولت فتح الستارة العملاقة لكن من فرط سحبي لها وعدم معرفتي أن مساميرها مرتخية انتُزعت من السقف وسقطت فوقي مع دعاماتها

***★****★***

عدت للحياة بعد ما فارقتها لساعات، بشعوري بلمساته على جبهتي فتحت جفناي بتثاقل لألعق شفاهي وأتحدث بصوتي الباهت "ماء"

سكب كلاود البعض ثم ساعدني بشربه، وضعه جانباً ليتلفظ قابضاً على كفاي "أأنتِ بخير؟"

أومأت ليتحدث بابتسام "ليس على والدتكِ أن تعرف بالذي حصل وإلا ستمنعكِ من البقاء لدي وأنا مسكين لا يمكنني العيش بدونك"

أطلقت ضحكة قصيرة من أنفاسي لأصمت للحظات ثم أتفوه "كيف نجوت من ذلك؟"

تنهد قائلاً "لم يكن الأمر بتلك الخطورة لقد تلقيتِ ضربة على رأسك لكن… آمل ألا تفعلي شيء كهذا مجدداً، على الأقل فكري بشأن أمك أو بشأني أنا"

"أنا آسفة" صرحت ليقوم بتقبيل يدي فتابعت "أريد أن أعرف... لمَ تكرهني تلك الشابة… ومن تكون؟"

أجاب محركاً أنظاره "كانت تلاحقني منذ سنوات وغضبت عندما علمت أني أحبكِ أنتِ"

"ولكن_" قاطعني "لا تتحدثي عنها بعد الآن لقد طردتها إلى مكان يليق بها لتكون عبرة لمن يحاول المسّ بفتاتي"