5

5.5K 668 67
                                    

إلا أني رأيته في الغرفة فجأة وعينيه حمراء مضيئة كأنه حيوان مفترس، أيعقل هذا! كيف دخل!؟ الأمر ليس منطقي هل هذا الشخص شبح!

تهالكت على الأرض بسبب إجهادي لساقي ليختل توازن تنفسي، أخذ ذلك الشخص يتقدم مني وتذكرت ذو الأعين الحمراء

أتمنى أن لا يؤذيني كما فعل هو وأتمنى أن تنقذني عيناي كالمرة السابقة، سمعته يقول "بالتأكيد لن أفوت أي دماء هنا حتى لو كانت مريضة"

يبدو أنها النهاية وأنا لست حزينة سوى بشأن أمي فهي التي ستلقى العذاب لفراق ابنتها
وربما هي كانت السبب الوحيد الذي منعني عن الإنتحار، أغمضت عيني كي لا أرى الكارثة

لكن كل تلك الأفكار زالت من رأسي بعدما سمعت صوت مألوف يصرخ "رايد إبتعد عنها!!"

فتحت إحدى عيني لأرى الشاب من الأمس مجدداً، ليطلق ذلك الغريب ضحكة ويتحدث "كلاود لطالما كنت تسلب دماء الزوار ماذا حدث الآن؟"

إتسعت مقلتاي بعد سماعي لردِّه، إلا أن صديقنا كلاود دفع ذلك الشخص المخيف للخارج وبعدها سمعت صوت دبيب قدميه السريع يبتعد

مد لي يده ليتحدث بابتسامة باردة "إنهضي"
ولكن بعد الذي سمعته بِتُّ أخاف منه ولن أعطيه يدي أبداً، تأفف وجلس أمامي على ركبتيه ليتحدث ببرود "ما اسمك؟"

لم أجبه بل بقيت على حالي أراقب عيناه الغريبة بأنفاس مسموعة ووجه مصفرّ إلا أني صُدِمت بعدما تلفظ "إستريلا... إسم جميل"

كيف عرف اسمي!، صرح بابتسامة جانبية "أعرف كل شيء لأني أقرأ أفكارك عزيزتي، إسمي هو كلاود تشرفت بمعرفتك"

ابتلعت ريقي بخوف لأجمع بعض من كلماتي وأسئلتي المشوشة فسألته بتردد "هل أنت_ أنتما_ حقاً مصاصي دماء؟"

أطلق ضحكة من أنفاسه ليجيب "أجل، لكننا لا نسلب دماء أياً كان... فقط الأشخاص الذين يريدون الموت وأيضاً... السيئين"

"أنا لا أريد الموت_ ولا أعتقد أني سيئة_ فلماذا كان ذلك الرجل يريد قتلي؟" سألته مجدداً بصوت خافت

"لأنه غبي" أجاب كلاود ببرود ثم أمسك بيدي ورفعني عن الأرض لأشعر بالقشعريرة وتقلص في المعدة

أطلق ضحكة من أنفاسه من جديد ولم أشعر بنفسي إلا وأنا جالسة على الأريكة في غرفة جلوس ضحمة ومظلمة، نظرت حولي باستغراب فتحدث مفزعاً إياي فقد كان بجانبي تماماً "هذا يسمى التنقل السريع"

"لمَ المكان مظلم طوال الوقت؟" سألته بفضول

تنهد ليجيب "من الغريب أنكِ لا تعلمين أن مصاصي الدماء يحترقون تحت الشمس"

نظرت للثريا الضخمة فوقنا لأتفوه "ولكن هل هذا ينطبق على ضوء الكهرباء أيضاً؟"

ابتسم ككل مرة ليتلفظ "أحب الظلام ولم أشعل أضواء هذا القصر منذ وقت طويل... ولكني سأشعلها هذه المرة فقط لأتمكن من رؤية عينيكِ بشكل أوضح"

"ع_عيناي" تمتمت لأجده اختفى وفجأة دَبَّ النور الساطع في المكان لينكمشا جفناي ووجدت كلاود جالس بجانبي من جديد

أمسك بوجهي وأمعن النظر بعيني ووجهه خالٍ من التعابير، كنت أشعر بضربات قلبي قد اخترقت حدودها لسبب أجهله إلا أن عينيه اتسعتا ليتمتم "لا!"

ابتعد عن الأريكة ليصرح متحاشياً النظر بوجهي "لماذا جئتِ إلى هنا؟"

بالتأكيد لن أقول له أنني خلت أن يكون لطيف لذا أصبحت ذكية لتلك الثانية وتلفظت "كنت أريد استعادة آلة التصوير خاصتي"

قلب عينيه بملل ليتلفظ "إنتظري هنا سأجلبها لكِ" أنهى جملته ثم اختفى

أحسدهم على حياتهم هذه لديهم حياة طويلة، سرعة خارقة، قوة كبيرة، إلا أن نقطة ضعفهم الوحيدة هي الشمس

ظهر أمامي فجأة ووضعها بيدي ليصرح ببرود "هاقد استعدتِ الكاميرا خاصتك فهيا عودي إلى بيتك"

"شكراً لك" تحدثت ثم سرت بينما أنظر خلفي كل لحظة فتوقفت قائلة "شكراً لأنك ساعدتني بالأمس" أنهيت جملتي لأستمر بالجري وهبطت الدرج نحو الخارج وشعور بسعادة غريبة يعانقني، أنا لن أكف عن زيارته مهما حدث حتى لو طردني مليون مرة

سأدفع باقي أيام حياتي لرؤيته…

|| شمس ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن