إستريلا:
"يكفي!!"
صرخت بقوة من خلف الكمّامة التي كانت تخفي وجهي طوال الست سنوات الفائتة
وهم كانوا يسخرون مني منذ أن دخلت مرحلة الثانوية، يستمرون بقول الكلمات ذاتها كل يوم "الكمامة أجمل من وجهك… ربما وجهها مسخ لذلك لا تريد إظهاره"
"يا شباب توقفوا في النهاية ليست هي من اختارت وجهها" صرخ بهم الأستاذ ظنناً أنه يقف بصفي ولكن هذه كانت إهانة كبرى لي
سالت دموعي ولم أتمكن من كبحها، لست جميلة ولست قوية ولست شيء، لمَ لم أولد جميلة مثل أمي ليس هناك أي تشابه بيننا
وقفت عن مقعدي ووضعت يدي على أذني بينما أصرخ بنحيب، كدت أن أتجه نحو باب الصف لأخرج من هذا الجحيم ولكني شعرت بالكون يدور حولي وبت أرى من كل شيء اثنان، وشاهدت قطرتا دم سقطتا على الأرض لتثيرا ذعري، بالرغم من أن هذا يحدث دائماً
انخفضت ضربات قلبي فجأة وقد شعرت بها تكاد تتوقف وبدأ العالم يسير بالتأثير البطيء حولي، إلا أني لم أحضُر هذه اللحظة السعيدة بسبب ذلك الظلام الذي أحاطني فجأة وسرق وعيي
***★****★***
هاقد عدت للحياة مجدداً، لكني لم أشعر بالكمامة على وجهي فنهضت بسرعة لأشعر بالدم يغير مجراه في رأسي، نظرت حولي مقاومة الألم لأجدها بجانبي على الطاولة، طاولة المستشفى
ولكن لما في المستشفى وليس عيادة المدرسة! ماذا حدث لي؟
سمعت صوت باب الغرفة سيفتح لذلك وضعت الكمامة بسرعة كي لا يرى أحد وجهي
دخل الطبيب وخلفه أمي، ركضت إلي وعانقتني لتتحدث بصوت مهتز "إيلا صغيرتي أأنتِ بخير!؟"
أجبتها بنبرة هادئة "أجل… لقد اعتدت على الأمر"
"أخبرني الطبيب أن حالتكِ سيئة أنتِ لم تنامي في الأمس ولم تأكلي أيضاً، من الآن وصاعداً ستكونين تحت ناظري"
وبعد... حان وقت الرحيل من هذا المكان المزدحم بأرواح المرضى
"وأخيراً" خرجت الكلمة مني بشكل عفوي فدائماً أتكلم دون أن أفكر، قادت أمي السيارة نحو المنزل وقد كانت تراقبني طوال الوقت وهذا يوترني
وعلى الرغم من تعبي وترنحي حالما دخلت باب المنزل تشبثت بالجدار فقد شعرت بالإغماء يتسلل إلي لكني قاومته
ساعدتني أمي على دخول غرفتي ثم سارعت بالخروج لتجلب لي الطعام إلا أنها تأخرت
صرخت بصوتي الضعيف "أمي"، صوتي بالكاد يُسمع ولكني أريد الإطمئنان عليها لذلك هبطت بمساعدة الجدار ودراب الدرج نحو غرفة المعيشة
فسمعت صوت أمي تتحدث بالهاتف في المطبخ وتقول بصوت غاضب "اللعنة عليك أي أب تكون على الأقل تعال لزيارتها ليوم واحد! فقط يوم! أتعلم أنا نادمة لأنني كنت زوجتك ذات مرة!……ومازلت تفكر بأنانية… أكرهك!"

أنت تقرأ
|| شمس ||
Vampire...قضى وقت طويل يحدق بعيني لكني اطمأننت للحظة عندما تبسم بجانبية، كانت ابتسامته تخلو من الخبث والشر فصرَّح "إهدأي... لن أقوم بقتلك... الشمس التي في عينيكِ أنقذتكِ من أنيابي هذه المرة" ... (نقية) 2018/6/11 أُعيد تعديلها ونشرها في 2018/12/19