مر أسبوع آخر ولم تسنح لي الفرصة لزيارة كلاود بسبب الإمتحانات الشريرة
كانت أمي مشغولة جداً اليوم بالتنظيف لذلك أصررت على مساعدتها
لقد كانت طوال الوقت تسألني إن كنت بخير ولكني فقط أردت أن أقضي معها بعض الوقت
حقاً أنا أرغب بأن أقول لها بأني أحبها كثيراً
ولكن أمر مختلف قد كان يحدث في قصر الظلام
لقد كان كلاود يسير ذهاباً وإياباً في قاعة الجلوس ليظهر نيرو "ما بك سيدي تبدو مشغول البال؟"
جلس كلاود على الأريكة وخلل أصابعه بشعره ليتلفظ "لا، لا نيرو أنا بخير"
ابتسم نيرو بجانبية ليصرح "أنا أعلم تماماً ما بك سيدي... أنت تشعر بقلبك لأول مرة صحيح؟"
اكتفى كلاود بالتنهد والاستمرار بهزّ قدمه
وفي ذلك الوقت كنت قد شعرت ببعض الإرهاق فجلست مكاني على الأرض أستنشق بعض الهواء بانتظام إلا أني شعرت بالإعياء والعالم دار حولي، أمسكت أمي بكتفي لتتحدث بقلق "إيلا أأنتِ بخير هل أطلب الطبيب!؟"
أجبتها بنبرة مهذية "لا داعي أنا بخير" ، نهضت عن الأرض برغبة الصعود لغرفتي
إلا أن الدوار اشتد فحاولت الوصول للأريكة ولكن فات الأوان فقد وقعت فاقدة لوعيي أمام عيني أمي
***★****★***
"لمَ لم تأتِ!!؟" تحدث كلاود بشبه صراخ
أجابه نيرو "إهدأ سيدي أنت لم تكن بهذه العصبية يوماً"
"لقد قرأت أفكارها كانت مصممة أن تأتي إلى هنا كل يوم!"
"قد تكون مشغولة" تلفظ نيرو محاولاً تهدئته
إلا أن عينا كلاود اتسعتا ليتفوه "أيعقل أن تكون بخطر!! لقد كان ذلك الوغد يطاردها هل يعقل أنه أذاها!!" صمت للحظات ليتابع متمالكاً نفسه "نيرو إجلب لي مظلة"……
لقد كنت أشعر بشيء بارد يسير على جبهتي، فتحت عيني لأُبصره أمامي وأُدرك أني في المستشفى من جديد
لقد كان كلاود جالس على طرف السرير ويداعب شعري، "الكمامة!!" تحدثت بذهول
وضعت يدي على تلك المنضدة لكني لم أجدها هناك كالعادة، اقترب كلاود ووضعها على وجهي ليصرح "كيف تشعرين؟"
أجبته بتلعثم "بخير... ما سبب مجيئك... أنت مختلف ولا يمكنك الخروج تحت الشمس؟"
أطلق ضحكة من أنفاسه ليتلفظ "لقد قطعت تلك المسافة برفقة مظلة... كما أني قلقت عليكِ لأنكِ تعنين لي"
غاص قلبي في معدتي ونقلت ناظري للباب، لقد كان كلاود يُحدق بي بشكل مربك لدرجة أني شعرت أنني لوحة فنية
فُتِح الباب لتدخل أمي وتهرع نحوي تتلمس جبيني تتحقق من حرارتي، "إيلا أأنتِ بخير؟"
أومأت لها برأسي لتتابع "أتعرفين من يكون حضرته" أشارت نحو كلاود
أخذت نفس لأجيب "أجل إنه كلاود لقد ساعدني بالعودة للمنزل في ذلك اليوم"
ابتسمت لتصرح "إذاً لقد قابلتِ شخص طيب… كلاود إعتني بها جيداً"، رَفَعَت شعري عن جبهتي ثم قبلتها لتتلفظ "سأجلب لكِ الطعام"
خرجت أمي مجدداً لأتحدث "هل عَرَفت ماهيتك؟"
أومأ نفياً ثم خرج أيضاً دون إضافة حرف
انتظرت عودة أمي طويلاً فقد تأخرَت، لا يمكنني الإنتظار بدون فعل شيء لذا نهضت من سريري لتسود الدنيا أمامي بصداع رأس فظيع فارتميت على السرير مجدداً متمتمة "أنا السبب في هذا"دخل كلاود للغرفة ليصرح "حان وقت الذهاب"
"لدي صداع فظيع… بالكاد أستطيع السير"
"إذا… هل أجلب كرسي متحرك؟"
"لا لا، أنا بخير سأنهض… فقط لحظة"
كان الليل قد حلّ، رافقنا كلاود للمنزل فقد كان يساعدني بالسير لأني رفضت العودة بالسيارة فرائحتها ستزيد الأمر سوء
كنت أشعر بكل ما حولي خصوصاً نظراته الثاقبة الموترة
وصلنا للمنزل، أدخلني كلاود لغرفتي وخرج برفقة أمي، سمعتهما يتحدثان لكن لشدة خفوت الصوت لم أفهم الحديث
دخل من جديد إلي قائلاً ببرود "إجمعي ملابسك وأغراضك المهمة في حقيبة"
"لماذا؟" نطقت تلقائياً
"اتفقت مع والدتك أنكِ ستبقين برفقتي في القصر لأنه سيكون أأمن لك… سأقوم بعلاجك حالتكِ تسوء" أجابني ببرود
لم أقتنع أنه سيأخذني معه لهذا السبب وتعجبت لموافقة أمي على المكوث بمنزل شخص غريب، أنا أعلم أنها حزينة الآن ولولا ذلك كانت جاءت وأخبرتني بنفسها ولكنها لا تريدني رؤيتها بهذه الحالة
تنهدت قائلة "لا أريد الذهاب… سأكون بخير إنه مجرد فقر دم"
أغمض عينيه ليجلس بجانبي ويتفوه "الأمر لا يتوقف هنا… رايد يراقبكِ… إنه يريد سلب دماءكِ ليلقنني درساً… أرجوكِ لا تعارضي"
في الحقيقة كلامه أخافني، ففعلاً إذا رآني ذلك المدعو رايد سيقتلني بغمضة عين لذلك نهضت بهدوء ووضبت أغراضي، وها أنا سأخرج من هذا المنزل ولن أعود سوى بعد فترة طويلة، فالأمر ليس اختياريّ وأعتقد أن كلاود أخبر والدتي السبب لهذا وافقت
إلا أنها صرخت "إستريلا!" ، أدرت لها رأسي لتبتسم وترمي لي قبلة من الهواء
بادلتها الابتسامة وأعدت ناظري للباب كي أدعها تحرر دموعها براحة، أخذ كلاود يسحب الحقيبة للخارج، لأجد سيارة سوداء هناك تنتظرنا
أدخلني السيارة ليجلس بجانبي واهتم المدعو "نيرو" على ما أعتقد بالباقي
وها هو ذا يقود السيارة، شعرت بتحطم قلبي والكثير من اليأس بعد أن مرت كل ذكرياتي الجميلة والأليمة أمام عيني بجزء من الثانية، والدي الذي اختفى مرضي المفاجئ صحتي التي تدهورت وأمي التي تعاني، لأضع يدي على وجهي كي لا يرى أحد دموعي
احتضنني كلاود وأخذ يمسح على شعري كما فعل سابقاً "سيكون كل شيء بخير" همس لي ثم قبّل شعري، وذلك ذكرني بأمي فهي من قالت لي
أياً يكُن يا صغيرتي… أنتِ ستبقين بخير لأجل نفسك…

أنت تقرأ
|| شمس ||
Про вампиров...قضى وقت طويل يحدق بعيني لكني اطمأننت للحظة عندما تبسم بجانبية، كانت ابتسامته تخلو من الخبث والشر فصرَّح "إهدأي... لن أقوم بقتلك... الشمس التي في عينيكِ أنقذتكِ من أنيابي هذه المرة" ... (نقية) 2018/6/11 أُعيد تعديلها ونشرها في 2018/12/19