الفصل الثاني - عبث

141 27 9
                                    

La Gioconda ..
- ( الفصل الثاني )
- ( عبث )

ماذا لو أن العنكبوت الذي قتلته في غرفتك،؟
يظن طول عمره انكَ رفيقه بالسكن.
- ديستوفيسكي


••

هز قدمهِ المُستمر طفق عن حدهِ حين إنقضت خمسٌ وثلاثون دقيقة والسيدة رينا مع تلكَ الفتاة الغريبة بدورة المياة في مُحاولة لتخليصها ممّا عليها من وحل ٍ أخفي ملامحها ..

هو أخبرها أن تتفحص إن تمتلكت آثار كدماتٍ أو طعناتٍ كونهُ مُرتاباً بوقوعها بحادث .

نهض واقفاً عساهُ يطرقَ الباب ليجدهُ قد إنفتح!

إبتعد وهلةً وقد أزاحُ نظرهُ عن رينا التي تقدمتها فعلياً ونظر لتلكَ الواهنة خلفها !

بحق الله هل هي من كانت مُغطاةٍ بالوحل منذ قليل!

كان شعرها بُنياً طويلاً يُخفي أكناف بشرتها الخمرية ، عينيها واسعتين حال لونها كـ حال غدائرها تماماً ، هو ملياً حدق بها كثيراً .

علي كتفها الأيسر كدماتٍ بنفسجية مُخالطة للأزرق ”هي تزاول النحيطَ دون توقف ، هل ستكون بخير معها ؟!“سألت رينا وهو لم يُشح بصرهُ عنها بعد

و وَحدكما؟!“ عقبت بالنهاية ليُبدل نظرهُ نحوها ”أوه ،، أجل!

عاونتها لتجلس و توجهت صوب الباب”إن إحتجت للمُساعدة ، إطلبني فقط!“







حدقّ بعقارب الساعة التي تُماد بإنتظامٍ ليتحدث ”هل أنتِ بخير الآن؟!
هو فعلياً علم كونها لن ترد ، لذا آثر النهوض عقبها بفيناتٍ ليدلفَ لمطهاهُ ويعود ليجدها تعتصر وجهها بين كفيها باكية ..

هو لم يعلم ماذا يفعل لها لتتوقف عن البُكاء .
لا يعلم حتى مما تشكو ، هي حتى لا تود الرد أو التوقف عن النحيب !

فضولهُ الذي إنثبق منذ أن رآها بالطريقِ كان يزداد مع كل فينةٍ تذرف هي الدمع بهِ ..

تاللّٰهِ ماذا رأيتِ لتنتحبي هكذا !“ إستفهم هو وهي قد رفعت عينيها سريعاً لتبصر بهِ .

وضع صحنين مُقابلاً لها ” هذهِ الكدمات ، كيف حصلتِ عليها ؟ هل تعرضتِ لـ ...“ لم يكد يبتر جملتهُ فور أن قدمت كفها لتأكل وما إن حملت شوكتها حتي سقطت من كفها المُرتعش !

عقد حاجبيهِ وهلةً ، ما حُالها !

هل تشعرين بالبرد؟ هل أطرافكِ تؤلمكِ؟!“سأل من جديد ولأول مرة ترفع عينيها ؛ لـتلاقِ عينيهِ .

La Gioconda - الموناليزاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن