نزلت ياسمين مع خالد من مقر الشركة وكانت السيارة الخاصة بالشركة منتظره أمام الباب بالسائق .. ركبت ياسمين بالخلف .. وركب خالد بجانبها تاركا الكرسي بجانب السائق فارغ .. نظرت له ياسمين قائله : انت راكب هنا ليه؟
خالد بحرج شديد : نعم ؟
ياسمين : قصدي يعني اركب جنب السواق ..
خالد وهو يمسح العرق من على جبينه : آه طبعا طبعا
ركب بجانب السائق وانطلقت بهم السيارة إلى مكان المزاد
كانت ياسمين في قمة غضبها ..كان يدور في عقلها عشرات الأسئلة حول دعاء .. من هي ؟ كيف لمحمد أن يعطل عمله من أجلها ؟ كيف له أن يحرجها أمام دعاء تلك بهذه الطريقة ؟ وأهم سؤال ماهي العلاقة بين دعاء ومحمد لتجعلها قريبه منه بهذه الطريقه ؟ وفجأه انتبهت لشئ لم تلاحظه ... أن خالد ورامز يعرفونها ...
وبسرعه سألت خالد : أستاذ خالد ...هي مين دعاء دي؟
خالد نظر لها سريعا : دي تبقى خطيبة مصطفى
ارتاحت ياسمين قليلا لانها ابعدت احتمال وجود علاقة عاطفيه بين محمد ودعاء ولكن لايزال يلح عليها اسئلة اخرى
خالد : انتي مضايقه عشان كلمتك بطريقة مش كويسه؟
ياسمين : اه طبعا ..
لم يكن فقط هذا ما يضايقها بالطبع .. ولكن خالد صدقها وأرجع لضيقها أسلوبها القاسي معه منذ ركوبها السيارةوصلوا لمكان المزاد ... استمر لمدة ساعة .. وعند انتهائه
قال خالد : الحمد لله المزاد رسي علينا وبسعر أقل من المتوقع كمان
ياسمين بشرود : آه ... الحمد لله
خالد : أستاذه ياسمين ... انتي وراكي حاجه دلوقتي؟
ياسمين باستغراب : المفروض احنا الاتنين هنروح الشركة تاني .. معاد الانصراف لسه مجاش
خالد : أصل كان في موضوع كنت عايز أتكلم معاكي فيه
ياسمين : خير؟
خالد : مش هينفع هنا
ياسمين : نعم ؟ قصدك ايه؟
خالد : قصدي ... ممكن أعزمك على أي حاجه ونتكلم شويه
ياسمين : لا طبعا ماينفعش .. احنا خارجين بره الشركه نشتغل مش نقعد ونتكلم وناكل ونشرب .. وعايزاك تعرف حاجه .. لولا ان مشوار المزاد ده لصالح الشركة مكنتش خرجت معاك ..
خالد : انتي فهمتيني غلط .. والله انا ماقصدش وحشه .. أنا .. أنا
ياسمين : أنت ايه ؟
خالد : ماهو طول مانتي عصبيه كده مش هعرف اتكلم معاكي ممكن بس تهدي وتسمعيني .. خلا ص بلاش نروح في حته وهاخد من وقتك خمس دقايق اسمعيني فيهم هنا .. ماشي؟
ياسمين بنفاذ صبر : خير ياأستاذ خالد . في إيه ؟
خالد واستجمع شجاعته : ياسمين إنتي من يوم مادخلتي الشركة عندنا .. وأنتي لفتي نظري بأدبك وإحترامك وأخلاقك العالية .. ويوم بعد يوم بتثبتيلي إنك فعلا إنسانة نادر وجودها .. وبصراحه ... أستاذة ياسمين أنا ..أنا .. بحبك
ياسمين وقد أغضبها ماقاله : إيه اللي انت بتقوله ده .. انت واعي لنفسك ياأستاذ .. إنت فاكرني ايه .. متوقع مني ايه .. وأنت لو شايفني محترمه زي مابتقول .. إزاي تسمح لنفسك تقولي كلام زي ده؟؟؟
محمد يحاول تهدأتها : انتي فهمتيني غلط تاني .. أنا قصدي .. عايز اتقدملك وأخطبك من أهلك ..
هدأت انفعالات ياسمين .. لم ترد .. فهي لم تجد مبرر للهجوم عليه مره آخرى .. فخالد فعلا إنسان محترم .. ولا يعيبه شئ ..
خالد : أنا عندي شقة بتاعتي عايش فيها لوحدي بعد وفاة والدي ووالدتي .. ماعنديش اخوات .. ومستعد أغير العفش كله وتجيبي جديد على ذوقك .. ياسمين : أنا مش هلاقي واحده أحسن منك تشاركني حياتي ..
ياسمين لا تستطيع الرد عليه ... كانت تتمنى شخص آخر يكون في مكان خالد الآن .. ولكن هذا خيال .. والواقع هو خالد ..
ياسمين بصوت منخفض : ممكن نمشي دلوقتي ياأستاذ خالد
وتركته ومشيت .. ولكنه استوقفها : أنا عارف إني فاجئتك .. وأنا مش هكلمك تاني في الموضوع .. هسيبك تفكري براحتك .. استشيري أهلك .. خليهم يسألوا عليا .. وأتمنى يكون ردك بالموافقه
ياسمين : وانت ماسألتش عليا ليه ؟
ابتسم خالد : ومين قالك اني ماسألتش ؟ أنا عارف عنك كل حاجه ..وزي ماقلتلك .. مش هلاقي أحسن منك
ياسمين اندهشت من كلامه .. فهو يأخذ الموضوع على محمل الجد ...
افسح لها الطريق وقال لها : اتفضلي
خرجوا وركبوا سيارة الشركة والتزموا الصمت إلى أن وصلوا للشركة .. نزل خالد سريعا ثم فتح الباب لياسمين وهو مبتسم لها ..
خالد : اتفضلي
ياسمين : شكرا
وصعدوا إلى مكاتبهم