كيان...

23 1 0
                                    


مرحباً,,
انا أسيل...

هكذا اسميتِني ولا ادري بمن ولمن ولماذا,,

الم تلحظي انني في الفترة الاخيرة غدوتُ كنص بين شرطتين لاطائل منه ولا جدوى !! ...
تمرين علي مرور الغافلين! 
...
مرحباً ، وما أحنَّكِ عليَّ...!

لازال أول كأس حب سكبته تحتي حبيس لحائي الى الان ،ولازلتُ امتلئ به عشقاً وهياماً....
كان بعيداً بالنسبة لي ان تكبري وتصبحي صبيةً جميلة لكن وكما هو الحال كبُرتِ....
كبرتِ بسرعة ياصغيرتي وتعلمتِ الحزن
اصبحتِ تقرأين الروايات بشغف وتبكين غالباً في نهايتها
باعتبار انكِ كئيبة بما يخص هذا الموضوع ولاتقتني سوى الحزين والكئيب من الروايات حيث يموت بطلها في النهاية غالباً ،لذلك لطالما احببتِ الأدب الروسي ...
تعلمتِ الرسم ايضاً وكان اول من رسمتِه
ِالبيتُ واناِ ..
لطالما لففتكِ ولففتُ فكرك الداكن الذي لاتظهرينه سوى لي،
باعتبار انكِ فتاة حمقاء مزاجية و بكآءةً بامتياز ..

اراكِ كل صباح ذاهبة لمدرستك ..
تقبلين الارض بخطواتكِ المترنحة الراقصة على انغام تلك الاغنية المبتذلة الصادرة من فمك
وارى ملامحك المتعبة عند رجوعك في الظهيرة وهي تحمل حكاياك التي ماتلبثين قليلاً حتى تفرغينها عليَّ بتذمر...

لقد كنتِ روتيني ..
كنتِ حاضرة عندما غاب كل هذا العالم عني...
لا احد يراني كما تفعلين
ولا اعني لاحدٍ شيئا كما اعني لك...
كنتُ موجودة من قبلك ولكنني لم اكن ذات قيمة الا بوجودك ..
تحملتُ فمك البذيئ ذاك ،وشتائمكِ التي تخجلين من قولها الا أمامي...

تحملتُ تمايلكِ المبتذل وتعابير وجهك المختلة تماماً أمام الكاميرا في محاولة لالتقاط صورة لك في عملية تنتهي بالتقاط تسعٌ وتسعون صورة تقومين بمسحها كلها في نهاية المطاف
بحجة انفك الذي يبدوا كبيراً في الصور على حد قولك ....

لطالما اردتُ تانيبكِ وتوجيه النصائح الطويلة لك بخصوص الاتزان ووجوب امتثالك له...
لكنكِ في الحقيقة كنتِ تبدين اكثر جمالاً في حالات جنونك تلك ...
ابتذالك ظريف جداً وعفويتكِ لا تُقاوم...

لاتكاد صورة لكِ تخلو مني,,
كنتُ ديكوراً تحرصين على ظهوره دائماً خلف ابتسامتكِ الربيعية تلك....

اتذكر بعد أول يوم جامعي لك خاطبتني قائلة:
[اسيل لمِ لم تسقطي علي مثلاً حين رأيتني ذاهبة الى تسجيل الجامعة في ذلك اليوم ]( بابتسامة ضجرة)..
وانتِ تشتمين دكتوركِ ودوامكِ وكل ماتحمستي لخوضه....

ضحكتُ كثيراً حينها
لكنكِ لم تسمعي...

كنتُ أنا من تسمع وتواسي...
لكن لم يواسِني احد قط..

لم ابكِ يوماً امامك
او بالاصح بكيت...
لكنكِ لم تسمعي...
كنتُ كلما حاولت البكاء أنبَتُ زهرة.

حينما بدأت احزانكِ تكبر
غدا حملي اثقل من ان يُحمل
لذا كبرتُ سريعاً اسرع مما يجب ،وصنعتُ سقفاً حانياً فوقكِ
كنتِ كلما حزنتِ زاد ميلي علِّي اصل اليك،عليَّ ابلغُ رأسكِ فأقبِله...
لكن ظلي كان اقرب ،كان حانياً وودوداً عليكِ...

لازلتِ تلعبين وقد بلغت الربيع الواحد والعشرون
ولازلتُ حاضرة في البومات صورك التي ابتلت بدموعِ امك
في ايام المطر ،وايام الخريف المفضلة عندك ..
كنتِ فصولي الاربعة ولم اكترث يوماً لطقس او مُناخ
كان يكفي ان تطوقني يداكِ حتى ازهر ..

كنت اتوق ليوم تجلسين فيه تحتي وتحدثيني عن شعورك بالحب لاول مرة ...
لكنك رحلتِ باكراً
باكراً للحد الذي انهكني...

مر وقتُ طويل على لقائنا الأخير
على آخر مرة جلستِ فيها تحتي واسندتِ رأسكِ عليَّ
مر وقت طويل على آخر ربيعٍ لي...
الخريف اخذ ما اخذ مني وذهب ياصغيرتي ...
غدوتُ وحدي وضاقت عليَّ الارض بما رحبت

الان ياعزيزتي كبرتُ كثيراً  ..
بلغتُ من الكبر عتيا...
والجيران يتذمرون كثيراً من انحنائي بدل مواساتي
انني اشيخ من فرط الحزن والشوق
حزني لانك لن تقرأي ما اكتبه لك
وددتُ لو باستطاعتي اخبارك كم احببتكِ
لكن الحال انكِ لن تعلمي ...

"مرحبا أنا اسيل"
انني اصرخ
فليسمعني احد ...
فليقتلعني احد ...
اما آن الأوان لاصبح سماداً يعانق تربتها يا الله..

-خلود النمر

ولِلحلمِ بقيــة⭐حيث تعيش القصص. اكتشف الآن