"أنت شيطان نفسك جونغ هوسوك"
***
"ما هذا أنا لا أفهم شيئا"
نطق هوسوك بتشتت
"لا تقلق عزيزي أنا هنا لتوضيح الحقيقة"
أتاه صوت شيطانه مجيبا، ليكمل بعدها:
"كنت دوما جزءا منك
قمعتني براءة طفولتك، كنت متفائلا و لهذا كنت ضعيف.
حين تركتك أمك كرهتها، نمى في قلبك الشر
أصبحت أقوى أستمد طاقتي من كرهك و مشاعرك السلبية
و ثم حين صافحتني في القبو، أنت يا جونغ هوسوك أعلنت عيشك بجانبك الشرير و دفنت الخير فيك
كنت تعاني من ذكرى والدك المتفحم تحت أنظارك، و كان الطفل بداخلك يصارع للخروج،
لكنك دفنته مرة أخرى، حين تعاطيت، و حين سرقت، و حين عشت في الشارع فتعلمت أسوء ما يمكن لطفل تعلمه.
الشارع لا يرحم جونغ هوسوك و أنت كنت ضعيفا
كنت كلما أحسست بالخطر تشد قبضتك التي تمسك يدي، كنت فرحا بحريتي حتى التقيتها
لي دينا
أذعنت لها كما لم تفعل يوما لأحد غيري
كنت أراها تحيي الطفل بداخلك
تجعلك جشعا بشأن حلمك و الذي بدأت العمل من أجله
كنت أراقب نمو حبك لها، و كان علي ضمان حريتي"
قاطعه هوسوك بإرتجاف:
"و لهذا أنت أخبرتني بأن أشوه وجنتها الندية
جعلتني أؤذيها و أضربها كلما منعتني عن مخدراتي
أفرغ جل غضبي فيها كلما شعرت بالسوء
حتى سأمت مني و ألقت بي في السجن"
قهقه الشيطان بصخب:
"لا تزال أحمقا تصدق شيطانك"
نظر هوسوك لشبيهه بتساؤل، ليكمل الآخر:
"في الواقع ليست هي من إشتكى عليك بل صديقها و الذي كنت تضربها كلما تحادثه، و هي كالخرقاء لا تزال باكية في إنتظار عودتك"
"دينا"
همس هوسوك بإنكسار
"أنت لم تستحقها يوما
أنت صافحت الشيطان
و لم يكن ليد دنسها شيطان أن تتمسك بملاك"
رفع هوسوك يديه ليسد أذنيه
"توقف لا أريد سماع المزيد"
قهقه بصخب ليجيب:
"أنت شيطان جونغ هوسوك شرير جدا"
" لا دينا سامحيني"
أخذ يصرخ بينما يسد أذنيه و يضرب بقدمه الأرض التي إنشقت كما حال الجدران و التي إمتلأت تصدعاتها بألوان مشعة بينما إنطلقت الموسيقى في المكان
أخذ هوسوك بإخراج جميع مشاعره في تلك الرقصة التي حملت جميع مراحل معاناته مع جانبه المظلم
جسد جميع آلامه في تلك الحركات المتناسقة ليجثو أخيرا على ركبتيه أرضا.
أنهى هوسوك صراعه مع شيطانه، مع نفسه الشريرة
.
.
.
"إقطع"
جاءه صوت المخرج ليستقيم بينما يبتسم بإشراق
"أحسنت عملا جيهوب، أبدعت في رقصك كالعادة"
تحدث المخرج بإنبهار من أداء الآخر
"شكرا سيدي هذا لطف منك"
أجاب بخجل ليقهقه المخرج بينما يضع كفه على كتف الآخر
"لا داعي للخجل جيهوب أنت تعلم أنك جدار في هذا المجال و أنك أيقونة الرقص"
"شكرا سيدي"
إنحنى له بأدب ليرفع أنظاره و تلتقي بخاصة تلك القابعة في الزاوية.
إتجه نحوها مبتسما بإتساع ليحيطها بذراعيه
"كيف حال زوجتي الجميلة و إبنتي الظريفة؟"
تحدث بينما يتلمس بطن الأخرى المنتفخة و التي زينت ثغرها إبتسامة ظريفة
"أحسنت عملا عزيزي رقصك كان معبرا لدرجة أدمعت لها عيناي"
إستقام ليواجه زوجته بينما إرتخت ملامحه حين رأى الندبة التي إعتلت خدها، تلمسها بحنان ليقول:
"دينا، ترى كيف ستكون ردة فعل الجمهور لو علموا بأن كل ما في الفلم القصير هو واقعي؟"
أحاطت وجنتاه بيديها لتهمس:
"عزيزي كان هذا منذ ست سنوات.
أنت الآن لم تعد جونغ هوسوك صاحب الثمانية عشر عاما، ذاك الفتى البائس
أنت الآن جيهوب، أمل الجميع، الرجل الرائع الذي يعمل على حماية أسرته الصغيرة و الذي يملك آلافا من المعجبين
ثم لا تنسى أنك كنت مريضا و لا لوم عليك بعدما تلقيت العلاج "
غلف كفها بخاصته ليقبل باطنه
"أنت كنت و لا تزالين أجمل شيء حدث في حياتي دينا
و منذ أن علمت أني و بحبك أضرك و أنه سيء لي و لك إلا أني لم أتوقف عن هذا
حبي لك يا دينا
سيء جدا لكنه حلو "
***
-تمت-
28-04-2018
