•3• The last

45 4 2
                                    

العديد من الركل والضرب المبرح الذي هل على جسد يونج سو
وعلى الرغم من الدماء التي خرجت مع فمه وغطت بعضاً من ملابسه لم يكف الضرب،هذا المره لم يصرخ ولم يقاوم وكانه يضع مصيره بين يديه
"ايها الفاشل،لماذا لازلت على قيد الحياه"
صوت ضحكات وقهقهات ملأت المكان،ليكمل بضحك
"كان يجب عليك ان تنتحر وقتها،يالك من متماسك حتى على الرغم من انتحار امك بسببك لازلت حيا"
لينهل الضحك على مسامع يونج سو،نهض مستنداً على يده وهو يصرخ قائلا
"فالتصمت ايها الحثاله،انت السبب"
بدا بالكباء مكملاً
"لو أنك لم تتنمر علي اثناء الثانويه لما ماتت امي كهذا"
"هوول،هل تضع اللوم علي الان؟"
ليرفسه بقوه هائله على بطنه،وتنهال الدماء من فمه

نهض بصعوبه بعد ذهاب الحثاله واصدقائه بعيداً
استند على الحائط وبدا بالسير بثقل مبتعداً عن مكان اندثار دمائه،توجه لاحد المراحيض العامه وهو يضع راسه اسفل صنبور المياه، قليل من القطرات توزعت على راسه ومسحت معظم الدماء من وجهه وراسه،امال راسه وارتشف القليل من المياه التي سدت حاجته،رفع راسه بعدما اغلق الصنوبر وهو يرى وجهه بالمرآة،الكثير من المياه المختلطه بالدماء
ليصبح شبيها بالوحوش فأخذ يمسح بقميصه وجهه الرطب
بقوه متمنياً اختفائه،عاود النظر ليرى الكدمات التي لازلت على وجهه والدماء الجافة على قميصة من الاعلى.

بدا بالسير بخطى ثقيلة نحو حي ذا ذكرى مأساوية بالنسبة له،نظر له ليراه بنفس الشكل الذي اعتاد على رؤيتة ايام الثانوية لينطق بصوت متألم "امااه".

صعد السلالم حتى وصل للشقه التي سكنها سابقاً القى نظرة مطولة على بابها واكمل سيره للاعلى،واضعاً يده على صدره.

"قد تكون الخطوات العاليه بالنسبه له مصيراً ابدياً للاسفل"

ابتسم لاول مرة منذ زمن طويل والهواء يُطير خصلات شعره الرطبة تنهد بقوه وهو يكمل سيره للامام،امسك قضبان الحديد ووقف خلفها،وجه نظره للاسفل بابتسامه مهزوزه ليرفع نظره لاحقا للسماء ناطقاً بصوت مرتجف:
"اماه،لقد كان العيش صعباً كثيرا بالنسبه لي،اماه هل تعلمين لقد مضت فترة طويلة منذ احسست بالسعادة،اظن انني اصبت بالاكتئاب بعد انتحارك الصادم ،امااه كنت اتمنى لو لازلتِ حية تبعثرين خصلات شعري وتضمينني الى صدركِ كما كنتِ تفعلين في صغري،امااه اسف جداً لكل شي لكن هل تعلمين اشعر بالسعاده الان وبعضاً من الخوف،اعتقد انني سأنهي كل شي مثلكِ،امااه انا ذاهب للموت،الى اللقاء"
اطلق صرخة عالية قبل افلاته القضبان ليطير في الهواء محلقاً الى حين ارتطامه بالارض بقسوة،لتسيل الدماء بهدوء واضعة اثراً لموت صاحِبها.

"النهاية"
السادس من مايـو لسنة ٢٠١٨ ميلادي.

يونـج سوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن