الجزء الثالث

125 17 31
                                    

ما زال السيد الذي لم أعرف اسمه يبتسم، يحدق في النافذة تارة، وفي المقعد الفارغ تارة أخرى.
وأنا أنتظر من يحلّ محلي جانبه.
لقد أخطأت حين قررت مشاركته المجلس.
لكنها لذّة الذنب...
"عليّ الذهاب" استأذنت جيمين وغادرت المقصورة منزعجة من نفسي.
فأنا سأقدم على القرار الخاطئ مجدداً.
تباً للفضول...
"أآتية لمقعدي؟" ناداني ولم أقترب بعد، فتوقفت لحظة مقطبة حاجبي.
و كأنه يعلم...
"بالطبع لا، سآخذ غداءك فحسب"
"أحتاج بعض الشاي"
"ألن تنام؟"
"الرحلة قصيرة، لا حاجة لي"
وسط الصمت قررّتُ الرحيل، ففضولي بات واضحاً، وأنا متأكدة أنه ابتسم حالما غادرت بسبب ملاحظته ذلك.
لم تطل الرحلة، و وصلنا المحطة الأخيرة بسلام.
انتظرتُ جيمين كي أهنئه، ولأسأله عن وجهته التالية قبل العودة للمنزل، فقد رأيته فرصة كي اعتزل المشي وحيدة نحو بيتي.
أو على الأقل نحو منطقتي الريفية الفارغة.
لكنني لم أكن أترقب نزوله وحده..
ذلك السيد المجهول...
"هيرا!" سمعت صوت جيمين لأستعيد رشدي
"عمل جيد! كانت رحلة موفقة" هنأته و قد غمرني الحماس كأنني أنا من قدتُ الطائرة، فقد شعرت بتوتره داخل المقصورة حين راقبت يديه.
"أشكرك" ابتسم حتى اختفت عيناه.
"ما هي الرحلة القادمة؟"
"إلى مدينتنا، الساعة السادسة مساءً"
"تباً" أظهرتُ بعض الغضب "رحلتي التالية قبلها"
لم يتكلم حينها، أفعلتُ شيئاً خاطئاً؟
مشينا بصمت حتى وصلنا الكافيتيريا الخاصة بالمطار، توقعت مشاركة فطوري معه، لكن رحلتي قريبة.
"سأكتفي بقطعة حلوى" أخبرته، لكنه كان ما يزال يحدق في القائمة، مع أن عيناه بدت تسبحان في الفراغ.
"جيمين؟"
"أوه اعذريني، علي الذهاب لمقابلة أحدهم"
و بدون أن يسمح لي بالرد، غادر مسرعاً، و تركني مع قطعة الحلوى التي اشتريتها له...
هل فعلتُ شيئاً خاطئاً؟...
أخذت قضمة صغيرة، بينما استدرت لأراقب المسافرين والعائدين.
الكثير من الأحضان..
دموع الفرع أو الفراق..
يحمل المطار مشاعر هائلة..
و تأخذها الطائرة إلى السماء.
لترميها أو تحتفظ بها كالغيوم..
فأين مشاعري منها يا ترى؟
راقبتُ رجلاً ضخم البنية بدى ينتظر أحدهم، لم يحمل أي مشاعر كالمتواجدين، بل حمل فقط ورقة لم استطع قراءة المكتوب عليها لبعده.
ثوانٍ و قد أنهيت قطعة الحلوى لأجد شخصاً يتقدم نحوه، حوله هالة من الثقة.
يمشي و كأن المطار مسرحه..
لقد كان ذلك الشخص! صاحب المقعد الفارغ..
رأيته يضرب كتفه كنوع من الترحيب، ثم يقترب عدة خطوات ليحيي فتاة فاقته جمالاً، لها نفس هالة الثقة.
إذاً هو في علاقة؟
و ما شأني، أنا؟!!
قاطع اهتزاز هاتفي الأفكار السخيفة.
"أجل أيها المدير"
"غيرنا جدولك، كوني متواجدة عند رحلة الساعة السادسة"
و أغلق دون أن أوافق، كعادته.
ما هذه الصدفة؟
هل يقرأ المدير أفكاري؟
ضحكت باستهزاء، فإن قرأها حتماً لن ينفذها.
لكن ما الذي جعل رحلتي تتغير؟
......
"غيرتُ جدولها، هل أنت راضٍ الآن، بارك جيمين؟"
"أشكرك سيدي على معروفك هذا"
"لو لم تكن ابن رئيس هذه الشركة، لا تتوقع مني تلبية طلباتك"
"أشكرك مجدداً"......
__________________________
ايييش رأيييكم؟😍
بانتظار تعليقاتكم جد انتو تشجعوني🙈💙
الأسئلة:
-وش سبب فعلة جيمين؟
-من تتوقعون ذيك يلي قابلت المجهول؟
-مين حالياً حابين أكتر؟😂😎

بلا جاذبيّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن