الجزء الخامس

135 12 14
                                    

"خذني معك، سيد جيون" كان صوتي مبحوحاً، كالغريق الذي يترجى النجدة.
رأيته يمد يده نحوي من خارج سيارة فخمة الطراز، ابتسامته لم تفارقه، لكنها كانت دافئة على عكس المعتاد.
"أصعدي، سأجعلك السيدة جيون قريباً عزيزتي"
اقشعر جسدي لدى سماعي كلمته الأخيرة، كان شعوراً لطيفاً جعلني أتجه نحوه دون تردد.
شخص لا أعرف سوى اسمه الأخير...
ومغزى ابتسامته..
.........
"هيرا! هل أنتِ على قيد الحياة؟"
صوتٌ أنثوي كان الفاصل بين الحلم والواقع.
فتحتُ عيناي لأجد نفسي مستندة لنافذة المطبخ الصغيرة.
لا أدري كيف وصلت إلى هنا ومتى نمت.
يبدو أن جسدي قد تعب من رحلتي مع جيمين.
"منذ متى وأنا نائمة؟" سألتها وأنا أعدل قبعتي
"ربع ساعة تقريباً، نكاد نقلع وعلينا تجهيز الطعام"
"سأنهض حالاً"
"بالمناسبة" أستوقفني سؤالها "هل حلمت بكابوس؟ ملامح وجهك كانت غير مستقرة"
"كابوس؟" تساءلت، وحينها عاد لي الحلم كشريط الفلم.
السيد جيون؟ لماذا؟!
"لابد أنه التعب" أجبتها محاولة إقناع نفسي، ثم اتجهت نحو طاولة المطبخ.
كنت أستطيع سماع صوت جيمين من قمرته، كان مزاجه سعيداً، وضحكاته عالية.
أسعدني ذلك..
"سأنادي على الراكبين لربط أحزمتهم بما أن صوتك غير مستقر الآن" قررت زميلتي واتجهت دون انتظار جواب مني.
فصوتي النائم الحائر كان كافياً..
"إلى جميع الركاب.." انهالت بالتعليمات المعتادة إلى المسافرين، وكنت قد أعددت الطعام وبدأت وضعه على العربات.
كدتُ أجرها قبل الإقلاع..
إنه فضولي من جديد..
انتظرت، غنيت، طرقت بكعبي على الأرض محاولة صنع إيقاع ريثما تقلع الطائرة.
وفور إقلاعها توجهت بالعربة كمن بدأ السباق.
مقعد.. إثنان.. عشرة.. حتى وصلت لمقعده..
لم يكن فارغاً...
استطعت رؤية ابتسامته وهو يراقب المقعد الفارغ بجانبه..
مجدداً؟!
"تفضل" حاولت قدر المستطاع إخفاء كم المشاعر المضطربة التي تملكتني، لكن يبدو أنني فاشلة في ذلك، فقهقته الساخرة دليل على ذلك.
"ألن تجلسي هذه المرة؟" رمقني بحاجب مرفوع بينما أشارت يده للمقعد الخالي.
"وهل ترغب؟"
"عيناك من ترغبان" هز رأسه، جاعلاً الخجل يعتصرني.
"لا أدري، لمَ قد أفعل؟" كنت على وشك الإنصراف بكرامتي، لكن سؤاله التالي باغتني.
"هل استمتعت بالكعكة؟"
"أي كعكة؟" سألته قبل أن أتذكر، ثم نظرت له بعينان متفاجئتان.
"كيف علمت؟"
"هل ترغبين في الجلوس؟" أعاد سؤاله بنفس الإيماءات السابقة، ورفضته مجدداً.
"آه، لابد أنك كنت هناك" تصنّعت الابتسامة "تشتري كعكة زفافك ربما؟"
"زفافي؟" هذه المرة جعلته متفاجئاً، لكنه ضحك مباشرة بعد ذلك ليكمل:
"ليس لدي من أقيم زفافاً من أجله"
"آه، للأسف" تمتمت ثم أنهيت حديثي بحجة أنني يجب أن أسلم بقية الأكل قبل أن يبرد، ولم ينبس بحرف عندها، فمشيت وقدماي لم ترغبا بالمشي.
لم أشعر بنفسي وأنا أراقب المقعد الخالي بجانبه طوال الرحلة، فضولية إن كان سيُجلس به إحدى المضيفات كما فعل معي، لكنه لم يفعل.
مللتُ وقد كانت أول مرة أشعر بالملل على متن طائرة، ربما لأنني أعرف أن هناك مكاناً يمكن أن يُذهِب الملل عني.
أردت الذهاب له..
كحلمي..
لكن دون ترجٍّ.
استجمعت شجاعتي وذهبت نحوه بإصرار من خرج إلى الحرب.
كانت حرباً ضد مشاعري..
"هل يمكنني الجلوس؟" سألته وأنا أعض على شفتي من الخجل.
ابتسم كعادته "وهل يمكنني الرفض؟"
جلست وحبست كفّيّ ببعضهما، شعر بعدم ارتياحي فسأل:
"ألن تخبريني باسمك؟ أظن أننا التقينا مرّتين وسنلتقي مرة أخرى"
"لا داعي لمعرفة أسماء بعضنا، ولا أظن أننا سنلتقي مجدداً في السماء الواسعة هذه، لذا، لنجعل هذا اللقاء عابراً سيد جيون"
"ذكية" همس لنفسه "إذاً فلمَ تجلسين بجانبي؟"
"لأنني مللت من الوقوف والنظر لسماءٍ فارغة"
"ألم تكن هذه وظيفتك منذ سنوات؟"
حاصرني بسؤاله مجدداً، لقد كذبت ولم أكذب.
فلطالما استمتعت بوظيفتي وبالنظر للسماء والغيوم.
لكن هذه المرة انتابني الملل، ولم أرد إخباره.
ذكي...
"لا بأس.." أجبت باختصار وشعرت بأنه دوري لطرح الأسئلة.
"منذ متى وأنت تحجز مقعداً فارغاً؟"
"مند حادثة حصلت منذ زمن"
"ماهي؟"
"وما سبب سؤالك إن كانت علاقتنا عابرة؟"
"عن أي علاقة تتحدث؟ إنه مجرد لقاء"
"إشباع فضول؟"
"ربما.."
"إذاً أنا فضولي أيضاً، فهل ستجيبين على أسئلتي مقابل إجابتي على أسئلتك؟"
صمتت لثانية..
وأعلنت الطائرة عن وصولها للوطه المطلوبة..
هل أنا سعيدة؟ أم لا...
💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙
بعد طوول انتظاار نزلته😭
أنا جد اسفة لأن طولت بس بدأت امتحاناتي وما كان عندي وقت فكر💔
رح حاول نزل كل أسبوع جزء او اثنين🙈
المهممممم إلى الأسئلة:
- أيش تتوقعون الحادثة يلي خلت جيون يحجز مقعد إضافي دايماً؟
- كيف تتخيلون شكله؟(أوصفولي ياه و اتحفوني😂)
- أيش هو أفضل وقت لكم لتنزيل بارت جديد؟ اعطوني أيام او اوقات تكونو فاضيين فيها🙈

💙وبس و الله، احبكم، بانتظار آراءكم😍💙

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 31, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

بلا جاذبيّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن