"كان يجب التشبث ببارك جيمين" أخبرت نفسي و أنا أناظر ساعتي، ما زال هناك الكثير من الوقت.
وقد أنهيت فطوري الغير مرغوب به للتو.
"حسناً، لنأخذ جولة في المدينة"
أطلقت تنهيدة قوية، خلعت قبعتي الخاصة بالعمل و حللت ربطة الشعر لأجعله ينسدل متجاوزاً ظهري.
ما يميز المضيفات أنهم سائحات في أوقات الفراغ.
و حتى وقت العمل، سأعتبر نفسي سائحة!
غادرت المطار بثقة حاملة معي دليلاً سياحياً ورقياً قد انتشلته في طريقي.
كان الطقس صيفياً عكس طقس مدينتي، شعرت بالحر فور خروجي من المطار، و فكرت في خلع الجاكيت الخاص بالمضيفات كي أترك بشرتي تتنفس.
كذلك لا أريد للناس أن تراني كمضيفة هاربة.
خلعته لأكشف عن قميص أبيض قطني غطى جزءاً بسيطاً من كتفاي، ولففته حول ذراعي لأبدأ جولتي بثقة أكبر.
استوقفتني بعض المحلات الشعبية، فهي بشكل طبيعي تتواجد هنا كوجهة أولى للسياح بهدف التعرف على ثقافة البلد.
خيار ذكي.
اكملت المشي بين الأسواق، لكن قدماي لم تساعداني بسبب الحذاء الذي ارتديه.
اتجهت نحو الشارع و مدذت يدي، علّني أجد سيارة أجرة.
لكن حينها شعرت بلمسة خفيفة على كتفي فاستدرت مستعدة لضرب من يلمسني.
"أتحتاجين مرافقاً؟" لم يكن سواه! صاحب الابتسامة التي تخفي عيونه.
"جيمين!"
"قلت أن رحلتك قريبة"
"لقد حدث تغيير طارئ في الجدول، سأصعد رحلتك"
"حقاً؟ حظ جيد" ابتسم مجدداً، لكن هذه المرة كانت ابتسامة ثقة قوية.
اقترح المشي وتناول الفطور، و لم أرفض رغم أنني تناولت الفطور و أعاني من ألم في ساقي.
لم أرد أن أرفض..
"ما خيارك المفضل على الإفطار؟"
"أحب البيض"
"هل لذلك علاقة بمكان سكنك؟"
"أجل، فقد عشت منذ طفولتي في الريف، و اعتدت تناول البيض مع الخبز كل صباح"
"إذاً تعيشين منذ ولادتك في الريف؟"
"ماذا عنك؟ جيمين؟"
اختسلت نظرة لوجهه، فرأيته يفرك رقبته بتوتر.
لم أصر على المعرفة لكنني توقعت وجود قصة وراء سكنه في الريف.
بدأت أنظر يميناً و يساراً، أتصنع التحمس كي أنسيه ما سألت، لكنه بدا كمن يرتب كلامه.
"حقيقة، لقد انتقلت حديثاً إلى الريف" قال باقتضاب، لم أعرف إن كان يجب عليّ سؤاله عن السبب، فاكتفيت بهز رأسي.
دقائق من المشي بصمت حتى وجدنا عربة طعام تقدم شطائر بأنواع مختلفة، و قبل أن أستقر، أمسك جيمين برسغي و قادني نحوها.
"تريدين شطيرة بيض؟"
"أريد كعكة!"
"ألم تخبريني..."
"يجب أن نحتفل برحلتك الأولى، إنه شيء يستحق!"
"حقاً؟" نظر عالياً "لم أفكر في ذلك مطلقاً"
"الحياة مليئة بلحظات تستحق الاحتفال، و هذه واحدة منها" ابتسمت بدفء لأول مرة أمامه، فردني بابتسامة خجولة لاحظت خلفها احمرار أذنيه.
"حسناً لقد قطعنا محل حلوى قبل دقائق"
"بدا فخماً" تمتمت و أنا أدس يدي في جيبي محاولة إيجاد المزيد من النقود.
"لا بأس، تلك لحظة تستحق الاحتفال" استخدم جملتي، و انهاها بغمزة صغيرة، بدا كالطفل حينها.
مشينا بشكل أسرع حتى وصلنا المكان المطلوب.
كان محلاً ذا طراز قديم، تفوح منه رائحة الخبز و الشوكولا من بعد أمتار.
دخلناه قاصدين كعكة تكفي شخصين فقط، لكن جيمين أكمل وصولاً لقسم الأحجام العائلية و المناسبة لحفلات كبيرة.
"أظن أن هذه تكفي" أشرت إلى كعكة دائرية بحجم كفّين، أملاً أن تشدّ انتباهه، لكن عبثاً، تجاهل طلبي محركاً رأسه و تابع النظر لبقية الحلويات.
"أظنها مناسبة" ثبت نظره على كعكة تكفي عشر أشخاص، مزينة بالفراولة و الكريمة البيضاء.
"لا اعتقد أن...." لم أكمل كلامي لأنه قد طلبها بالفعل و دفع ثمنها، آخذاً شمعة صغيرة معها.
"لا أحب الشوكولا" علّق بعد خروجنا.
"لم أعترض على نكهتها بل..."
"لا بأس!" فهمني فوراً "سنعطي الباقي للطاقم"
هززت رأسي موافقة و أكملنا سيرنا، لكن جرح قدمي ازداد سوءاً، حاولت إخفاء الألم لكن يبدوأن جيمين لاحظه.
"هل نطلب سيارة أجرة؟"
"إلى أين؟"
"وهل لدينا غير المطار؟ لن نذهب لفندق أليس كذلك؟"
قالها و انفجر ضاحكاً حين رأى وجهي يتحول أحمراً وقد ثقبت عياني الأرض من الخجل.
ثوان و كنا داخل سيارة الأجرة، ولم نتحدث طوال الفترة بسبب خجلي، لكن بدا عليه أنه كتم ضحكته طوال الطريق.
دخلنا المطار و دخلنا إحدى غرف الموظفين الفارغة
أخرجنا الكعكة و وضعنا الشمعة فوقها ثم أشعلها جيمين و سأل:
"ماذا الآن؟"
"حسناً" اخذت نفساً عميقاً و صفقت بيدي "بارك جيمين الطيار العظيم! رحلة أولى موفقة! أتمنى أن تكون رحلاتك جميعها عظيمة"
"أتمنى أن ترافيقيني فيها جميعها"
و دون سابق إنذار، وجدتُ نفسي بين ذراعيه، استطعت سماع ضربات قلبه، كانت طبيعية، زيادة بسيطة ربما بسبب حماسه و فرحه.
لكنه كان طبيعياً...
لمَ كنتُ أنا من تزداد ضربات قلبها؟
أبعدني بلطف لأرى ابتسامة كادت أن تشق خديه، ابتسمت بالمقابل، و وقفنا لحظة ثم فتح جيمين الباب
"سأنادي للطاقم قبل موعد رحلتنا"
و حين خرج، ترك لي الفرصة لأسند الحائط، و امسك نفسي.
"أرافقه..." رددتها عدة مرات وسط زفراتٍ سريعة
لقد جعلني جيمين غير مستقرة للحظة
لكنني قوية!
"مرحباً!!" استدرت على صوت الباب وهو يُفتح ليتهافت الطاقم الجائع كمن يرى كعكة لأول مرة.
"مبروك بارك جيمين!"
انهالت المباركات و المصافحات، و بقيت أوزع ابتسامات مزيفة لأخبئ وراءها توتري.
أُعلن بعد نصف ساعة عن رحلتنا فكان يجب صعود الطائرة.
انطلقنا كلٌّ أعاد وضع ملامح جامدة، و المضيفات عدلنَ زينتهن.
و أنا ارتديت الجاكيت و رفعت شعري
و عدت من هيرا الحقيقية للمضيفة "لي"..
وصلت الطائرة و بدأت تحضير الطعام قبل الإقلاع، ثم انطلقت لجولتي المعتادة بين المسافرين، أرحب بهم واحداً واحداً، و أعدهم بالاستمتاع بالرحلة.
ثم وقفتُ عند مقعد ذو أغراض مألوفة، لكن بدون صاحبهم.
"ذهب للحمام ربما" قلت لنفسي و أنا أتفحص المكان.
حتى وجدت حقيبة فخمة حملت اسماً
JEON
أيعقل أن يكون هو؟!....💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙
هااااي🙈🙈
بارت أطول من المعتاد😎🙈
كيف لقيتوه؟ يهمني رأيكم 😍
الأسئلة:
أكثر فقرة حبيتوها؟
ليش تتوقعو جيمين انتقل عالريف؟
حبيتو تصرفات جيمين؟🙈
شو بتتوقعو يصير بعدين؟👏
![](https://img.wattpad.com/cover/146649311-288-k911992.jpg)
أنت تقرأ
بلا جاذبيّة
Fanfictionقصّة بخفّة الغيوم ولطف لون السماء، حدثت وسط مكان قد تحدى الجاذبية... الطائرة.. التي نقلت الأجساد و المشاعر من أماكن إلى أخرى... بطولة: بارك جيمين/جيون جونغكوك