اليوم يوم مصيري في حياتي فاليوم تخلصت من زوجي العزيز، و ها قد أرحت ضميري و أبلغت عن الواقعة.
ربما تلعنني و تصفني بأقسى الالفاظ، و لكن رجائي الا تحكم علي دون أن تعرف أسبابي، ولا تحكم علي أسبابي دون أن تعيش حياتي.
كان زوجي استاذا بكلية العلوم في احدى الجامعات المرموقة، و يبدو أنه كان مميزا في عمله و شهيرا في مجاله... لذا ندر الا يتواجد في أغلب المؤتمرات العلمية، و التي كانت تنظم معظمها في الفندق الذي أعمل به حيث التقينا و حيث طلب يدي.
تمت اجراءات الزواج سريعا، فقد كنت اتطلع الى العيشة الرغدة التي وعدني بها، و سرعان ما انتقلت الى فيلته العتيقة بمنطقة المعادي الهادئة.
منذ اليوم الأول اصبت بصدمة شديدة و رعب هائل عندما وجدت ذلك العنكبوت الضخم يعبث بطرف حذائي، بينما اتناول طعام الغداء.
صرخت بشدة و ركلت الكائن الوبري المقزز ليصطدم في الحائط و ينفجر.
أخذت ارتجف، بينما اسرع هو ليستطلع الأمر، و عندما وجد جثة العنكبوت القتيل، نظر لي نظرة نارية و هتف:
- ماذا فعلتي أيها التعسة لقد قتلتي مارجريت؟
- مارجريت؟ هل لذلك الكائن المقزز اسم؟
- بالطبع مارجريت واحده من العناكب الأليفة التي اربيها
- تربيها!! هل تربي العناكب؟
- بل أربي عشرات الأنواع من الحشرات، ان القبو ما هو الا مختبر مليء بالعديد من السلالات، ماذا تتوقعين من عالم حشرات مخضرم.كانت تلك صدمة عمري فأنا مصابة بفوبيا الحشرات و المسماة (اينتوموفوبيا) منذ الصغر، تخيل الجحيم الذي تعيشه امرأة مصابة بفوبيا الحشرات عندما تعيش في مختبر لدراسة الحشرات مع عالم للحشرات.
و لكن ذلك لم يكن السبب الرئيسي لتخلصي منه.
صحيح ان حياتي صارت جحيما غارقا في المطهرات لا انعم فيه بالراحة للحظة واحدة و أنا اتخيل تلك الكائنات تهاجمني اثناء النوم ، و لكني لم اقرر الخلاص منه الا منذ أن حكى لي عن مشروع حياته في احدى الليالي التي قرر أن يثق في بها خاصة أنه كان ثملا.
حكى لي عن حشرة تشبه الصرصور المقزز و اسمها الكريكت، تمتاز تلك الحشرة بأنها تأكل لحوم بعضها البعض بشراهة كبيرة.
و بتفاخر ذكر أنه نجح في تعديل جيناتها لتأكل لحوم الانسان و الحيوان و لتصبح أخطر سلاح بيولوجي علي وجه الأرض.
هنا اتخذت قراري... ذلك المجنون يجب أن يموت، قبل أن يدمر العالم.
في اليوم التالي لم اتردد كثيرا و انا اباغته من الخلف بتلك الهراوة الضخمة أثناء انهماكه في ابحاثه في معمله القذر... لم يكن يتوقع أن اجرؤ علي دخول المعمل لذا لم يحكم اغلاقه، و لكني تحاملت علي نفسي لأنهي مهمتي.
سقط ارضا غارقا في دمائه، و مع سقوطه تحطمت بعض الاقفاص الزجاجية لتخرج منها حشرات مقززة غطت جثته و حاول بعضها الوصول الي.
اطلقت صرخة رعب و غادرت المكان القذر مسرعة و ها انا امامك يا حضرة الضابط لأبلغ عن جريمتي فورا.
لقد حكيت لك القصة عدة مرات منذ اتيت لأعترف.... لماذا تنظر لي تلك النظرة و كأني مختلة عقليا؟
ماذا تقول؟
القوة التي ارسلتها لم تجد الجثة، و لكنها وجدت هيكل عظمي كاملا ملقي علي الأرض يبدوا لشخص مات منذ فترة زمنية طويلة.اذن فقد كان القفص الزجاجي الذي تحطم خاصا بتلك الحشرات المسماة كريكت.
لقد تحررت تلك الحشرات أكلة لحوم البشر و انتشرت دون وسيلة واحدة لوقفها.
فليرحمنا الله جميعا.
(تمت)
#فوبيا
#قصص_قصيرة_جدا
#أحمد_مجدي_جلال
أنت تقرأ
فوبيا
Horrorسلسلة من القصص القصيرة، التي تحكي عن الفوبيا التي تصيب الإنسان في اطار من الخوارقيات و الرعب و التشويق و الإثارة