تعرفته عن طريق ذلك الموقع الشهير للتعارف علي الانترنت.كانت تحبه للغاية بالرغم من انها لم تلقاه ابدا، نظرا لإقامته في الخارج كما اخبرها... و عندما أتى موعد عيد ميلادها، كادت تطير من الفرح عندما اهداها ذلك الدبدوب الضخم رائع الجمال، هدية في عيد ميلادها عن طريق شركة الشحن.
تسأله على موقع التواصل الاجتماعي:
- لماذا اختار ذلك الحجم العملاق؟
يجيبها في غموض :
- أنه لم يجد أكبر منه ليتسع لحبها... و كيانه.
تهز رأسها موافقة ببلاهة مرسلة له قلبا كبيرا و هي تنهي المحادثة دون أن تعي معنى الجملة، و تختار كرسيا كبيرا في ركن غرفتها لتضع عليه الزائر الجديد.
تمر الأيام... و يفاجئها يوميا في محادثاتهم على الانترنت، بسرده لتفاصيل حياتها الشخصية الدقيقة، و كيف انها كانت رائعة و هي تبدل ملابسها لتجرب الزي الفلاني، أو كم كانت فاتنة و هي مستلقية علي الفراش تتحدث ليلا في الهاتف.
تسأله في توتر:
- كيف عرفت كل تلك التفاصيل؟فيكتفي بإرسال وجه مبتسم في غموض دون أن يجيب.
بدأت تشعر بالذعر، و هداها تفكيرها انه من المؤكد أنه قد زرع كاميرة ما في ذلك الدبدوب العملاق ليراقبها بها.
تتخذ قرارها و تستل السكينة الحادة من المطبخ...ستمزق تلك الدمية اربا، حتي تجد تلك الكاميرا و تواجهه.
تهوي بالسكين علي الدمية العملاقة فتنبثق من الفتحة نافورة صغيرة من الدماء تغرق وجهها و ملابسها.
تلجمها المفاجأة و تتسع عيناها في ارتياع و هي تشاهد الدبدوب يلتفت نحوها بعينين تشتعلان غضبا و قد انقلبت سحنته البريئة، قبل ان يخطف منها السكين و يقول :
- يا لك من لعينة، تحاولين قتلي بالرغم مما اكنه لك من حب.
لم تجبه فمن الصعب أن تجيب و قد سقطت عنك رأسك بعد ان جزها دبدوب ضخم غاضب بسكين حاد
"تمت"
#فوبيا
#قصص_قصيرة_جدا
#أحمد_مجدي_جلال
أنت تقرأ
فوبيا
Horrorسلسلة من القصص القصيرة، التي تحكي عن الفوبيا التي تصيب الإنسان في اطار من الخوارقيات و الرعب و التشويق و الإثارة