١- بَنفْسـَـج

121 19 29
                                    

- اذكروا اللّه 🌼

••••••••

تَردد و هو يُراقِبُها ، مَرت سنتَان و هو يُكرِر الرُوتين ذَاتـه الذى لا يَمِل منْه ، يقِف عِند الباعَـة يُراقِبها وَسطِ أصدقائِها و هي تتعَـدى بوابة المدرَسـة ، تارة تبتَسِـم و تارة تَشرُد فيتُـوه و يَشـرُد هو الأخير بتفاصـيِلِها إلـى أن تختَـفى أو ينتشلَـه البائِع مِن هيَامِه المُستَديـم .

اليَوم كانت مَلامِحها تمِيل للحُزن ، عَلم ذلِك حينَما رأى مُشاركَتها الضَحِك مع زُملائها بامتعاض ، لم تَكُن فى حالٍ يسمَحُ له بتنْفيذ ما نَوىَ فِعلُه و ذلك الاستِنتاج جَعله يزفُر داخليًا

لم تتجَمع لديِه الشَجاعة بَعد ، إذًا ليُؤجل الأَمِر لكن الآن كَيف سيَرى ابتسامَتِها ؟
انتظرَ إلى أنْ وَدعَت أصدِقائِها بابتسَامة كاذِبة لم تَكفِيه ليَكتَمِل يَومُه

سارَت بالشارِع الفرعِى و قد سقَط قِناعُ سعادَتِها الزائف و قد استسلَمت لحُزنِها ، فَكرَ قليلًا و نظرَه مُعلَق بِقطرة من دِموعَها المالِحة عَلِقت برُموشِها السَوداء الكَثيفة ، حَان وَقتُه ليُضيف إلى وجهِها ابتِسامَتِها فتَكتَمِل لوحَتَه الفنِية ، كانَ فنَانٌ مُولِع بِوجهِها فَقط كَأنه لم يتَعلَم رَسِم أىِّ شئٍ سِواه

لاحَظ اقتِرابِـها من منزِلها فسـارَع بالنِداء لطِفل كانَ يلعَب بالجِوار ، أعطاهُ شيئًا ثم همسَ إليهِ ببضِع كلِمات مشِيرًا إليها ، أخرَج لوحِ شُوكولاه من جَيبِ سروَالِه و دَسهُ فى كفِ الطفل فالتمعَت عينَاه و هو يتأمَل اللَوح بفرحٍ وَليدَ اللحظَة

أومَأ الطفلُ مُشيراً إلى مُوافقتِه و انِطلق نحوَ الفتَاة التى تَقِف أمامَ منزِلها الآن محنِية العُنق تُفتِش عن مُفتاحِها بداخِل الحَقيبة

تَخفـى جَيدًا بينَ الشُجيرات و هو يرَى ملامحَها المُشوَشة عِندما أعطَاها الطِفل زَهرة التُوليب البنفسِجية مع الوَرقَة المَطوِية بِعنايَة ثم فَرَّ راكِضًا غير مُستَجيب لنِداءِ الفتَاة

تنَهدت و هى تتفَحص الزَهرة ذاتَ اللوِن الفَريد ، فضَت الورَقة لتَقِرأ الكَلِمات القلِيلة التى اعتَلَت السُطور

" مَلِكَتـى ، لا يَليقُ الحُزنُ بكِ "

احمَرت وِجنتاها بِحرارة تَبعها ابتِسامة شغُوفة احتَلت شَفتيها و هي تتلَفت علَها تَجِد المُرسِل

بيْنما هو كانَ هُناك يُتابِعُها بابتِسامة طِفل حصَل على هَدية العِيد ، راقَبَها تدِثُ الزَهرة و الورَقة بِعناية داخِل الحَقيبة ثم تلتقِط مُفتاحَها و هى تَفتحُ بابَ المنزِل مُتلَفِتة حَولها للمرةِ الأخِيرة قَبل أنْ تَختَفى بالداخِل مغلِقة البابَ خَلفـها .

•••••

• عَشِقتُكِ آلـافَ المَراتِ ، لَكِننى كُنتُ أجبَنْ مِنْ أنْ أعتَرِف •

الثَـانـِى مِـنْ مـَـايـُو | Second Of Mayحيث تعيش القصص. اكتشف الآن