" فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ
وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ "••••••••
أغمضَ عيناه زافِرًا بحُرقة ، لِما لا يستطيع التركيز الآن !
عاتَب عقلُه مِرارًا و هو يُكرر أنه يجب ألا يفكر بغير تلك اللوحة ، لكن عقله استمر بالخضوع لقلبه و هو يُذكِره أنه اشتاق لعيناها ، حاول تجاهُل الأمر للمرة المئة بدون جدوى
ركل تلك الأقدام الخشبية التى يضع عليها اللَوحة ، زفر بحنق و هو يرى اللوحة على الارضية ، رفع حذاءه ثم وضعه علي اللوحة مما تسبب بفوضى لطالما كرهها ، لقد أزعجته المحاولة ، مُحاولة نسيانِها .
حاول إغلاق أزرار القميص من ثَم التقط هاتفه و بضع أوراق كانت مُلقاة بإهمال على مكتبِه ، تحسس القلم الذى لطالما وضعه خلف أذنه ، و حين تأكد أن لا شئ ينقُصه ، خرج يغلق خلفه باب المَرسم بحرص
و ما كاد يلتفت حتى أحس بأحدهم يقفز فوق ظهره و هو يعانق خصره بساقيه ، ابتسم بمشاكسة و هو ينظر لعينى اختُه الوسطى ، لن تكبُر تلك الطفلة أبداً
" ليرا بربِك ألم تكبُرى بعد ؟ "
أنزلت قدماها عن خصره و هى تدور حوله لتقف أمامه و تتقدم تمطُ وجنتيه بأصابعها مما جعله يقلِب عينيه و هو يمسك بيديها و يُبعدهما عن وجهه
" لما رسامِى يبدو فى مزاجٍ متعكِر ؟ "
ضحك و هو يداعب خصلات شعرها مما جعلها تصرخ و هى تُبعد يده سريعًا و تنظر له بـشرٍ واضح
" لقد صففته فى ساعة و أنتَ أفسدته فى ثوانٍ "
رفع يديه باستسلام و هو يتراجع يُحاول كتم ضحكاتِه و التكلم ببراءة
" أنى أسف لم أقصد أقسم ، ليرا لا ، لا اياكِ و التفكير حتى "
صاح بالجزء الأخير من حديثه و هو يراها تقترب تنوى العبث بشعره ، تراجع و هو يرى أمه قادمة اتجاههم مما جعله يُسرع بالركض يتحامَى خلفها
" أُماه إنها تنوى تدمير تصفيفتى المسكينة ، أرجوكِ أوقفيها "
ضحكت والدته و هى تقف أمام ابنتها حاجزةً بينها و بينه مما جعله يُقبل رأس أمِه من الخلف من ثَم يُخرج لسانه مُغيظًا لأخته و يفتح باب المنزل و هو يخرج و يغلقه خلفه سريعًا تاركًا أختُه تشتعل غيظًا و هي تنظر لوالدتها بعتاب و تضرب الأرض بقدميها
" استمرى بالدفاع عنه و كأنكِ لم تُنجِبى غيره "
ضحكت والدتها و هى تضمها و تعدِل شعرها الأشعث مخبرة إياها أنها تحبها أيضًا مما جلعها تتمتم بغيظ
أنت تقرأ
الثَـانـِى مِـنْ مـَـايـُو | Second Of May
Romanceأعلي تصنيف : ( #7 - nonfiction ) .. " لطَـالـمَا أَزعَجنِـى مُـصطَلحُ الحُب ، لكنْ حِينما أحْبَبتكَ وَجدْتُـه حُلـوًا عـلى مَسـامِعـى ، و الآن أجِـدهُ مُـؤلـِمًا لـقلْبِـي ، تُـرى أتِـلكَ هِـى النِـهـاية ؟ " - " لَيِـتَها كانَـت أنتِ "