٤- ارتِـبَاك

57 12 38
                                    


" فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ
وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ "

••••••••

أغمضَ عيناه زافِرًا بحُرقة ، لِما لا يستطيع التركيز الآن !

عاتَب عقلُه مِرارًا و هو يُكرر أنه يجب ألا يفكر بغير تلك اللوحة ، لكن عقله استمر بالخضوع لقلبه و هو يُذكِره أنه اشتاق لعيناها ، حاول تجاهُل الأمر للمرة المئة بدون جدوى

ركل تلك الأقدام الخشبية التى يضع عليها اللَوحة ، زفر بحنق و هو يرى اللوحة على الارضية ، رفع حذاءه ثم وضعه علي اللوحة مما تسبب بفوضى لطالما كرهها ، لقد أزعجته المحاولة ، مُحاولة نسيانِها .

حاول إغلاق أزرار القميص من ثَم التقط هاتفه و بضع أوراق كانت مُلقاة بإهمال على مكتبِه ، تحسس القلم الذى لطالما وضعه خلف أذنه ، و حين تأكد أن لا شئ ينقُصه ، خرج يغلق خلفه باب المَرسم بحرص

و ما كاد يلتفت حتى أحس بأحدهم يقفز فوق ظهره و هو يعانق خصره بساقيه ، ابتسم بمشاكسة و هو ينظر لعينى اختُه الوسطى ، لن تكبُر تلك الطفلة أبداً

" ليرا بربِك ألم تكبُرى بعد ؟ "

أنزلت قدماها عن خصره و هى تدور حوله لتقف أمامه و تتقدم تمطُ وجنتيه بأصابعها مما جعله يقلِب عينيه و هو يمسك بيديها و يُبعدهما عن وجهه

" لما رسامِى يبدو فى مزاجٍ متعكِر ؟ "

ضحك و هو يداعب خصلات شعرها مما جعلها تصرخ و هى تُبعد يده سريعًا و تنظر له بـشرٍ واضح

" لقد صففته فى ساعة و أنتَ أفسدته فى ثوانٍ "

رفع يديه باستسلام و هو يتراجع يُحاول كتم ضحكاتِه و التكلم ببراءة

" أنى أسف لم أقصد أقسم ، ليرا لا ، لا اياكِ و التفكير حتى "

صاح بالجزء الأخير من حديثه و هو يراها تقترب تنوى العبث بشعره ، تراجع و هو يرى أمه قادمة اتجاههم مما جعله يُسرع بالركض يتحامَى خلفها

" أُماه إنها تنوى تدمير تصفيفتى المسكينة ، أرجوكِ أوقفيها "

ضحكت والدته و هى تقف أمام ابنتها حاجزةً بينها و بينه مما جعله يُقبل رأس أمِه من الخلف من ثَم يُخرج لسانه مُغيظًا لأخته و يفتح باب المنزل و هو يخرج و يغلقه خلفه سريعًا تاركًا أختُه تشتعل غيظًا و هي تنظر لوالدتها بعتاب و تضرب الأرض بقدميها

" استمرى بالدفاع عنه و كأنكِ لم تُنجِبى غيره "

ضحكت والدتها و هى تضمها و تعدِل شعرها الأشعث مخبرة إياها أنها تحبها أيضًا مما جلعها تتمتم بغيظ

الثَـانـِى مِـنْ مـَـايـُو | Second Of Mayحيث تعيش القصص. اكتشف الآن