كرة النار١١

6.4K 213 3
                                    

الحلقة الحادية عشر والأخيرة من #كرة_النار
الجزء١👏🏻👏🏻

كانت الإستعدادات فى المنزل قائمة على قدم وساق فروچين ستتزوج وليس بحدث يحصل كل يوم بل إنها سابقة فى تاريخ البشرية بأكملها ..كان عامر لا ينته من اتصال حتى يتلقى آخر يطمئن على قاعة الإحتفال ، الأطعمة ، يحادث أدم ...أنهى عامر فقرة الإتصالات ليصعد لأعلى يخبر زوجته بآخر الأحداث وشئ ما إلهى نكز قلبه ليدخل غرفة روچين ليقف دقائق أمام الباب يتأمله بقليل اشتياق وكثير من تأثر لم يتوقع أن تحبه بهذه السرعة وإذ أن قلب ابنته المشتعل كان ينتظر بوله لعاصفة مطيرة ،فيتخلل الماء ثنايا ويربطه نابضا بالحياة والحب ...روچين حتما ذهبت إلى مركز التجميل ... فتح الباب رغبة فى تأمل غرفتها الخالية ليجد الغرفة مظلمة تماما ونظام تبريد الغرفة يعمل ...أحدا بالغرفة دخل عامر مندفعا لتصطدم قدمة بشئ صلب لدن ليصيح عامر عاليا ولا حركة فى الغرفة اقترب من الفراش فشعر بأنفاس ثقيلة ومنتظمة لا يمكن أن يخطأ عنها أبدا إنها صوت ابنته غارقة فى النوم ..الفرح ..ادم ...الناس هتف بها حانقا " نهار ابوكى مش فايت انتى نايمة !! انتى يا قدرى الأسود اصحى...لسا نايمة الطم .. انت اكيد بتيفى تلج مخليكى بالبرود دا ..اصحى" ولم بنتظر منها جوابا كان ينزع عنها الوسادة والغطاء ليجد كنغر متكور على نفسه يحرك شفتيه بشكل متلعثم لتهمس من نومها " ياااح ..يا بابا متهزرش الجو ساقعة !"
برودها زاد من غضبه فهتف حانقا " ساقعة !! دا الى هامك انتى بتعملى ايه هنا ؟؟؟ "
انتفضت روچين تجلس على فراشها ناعسة تطفئ جهاز التكيف وتفرك وجهها لتجيب بسخرية حانقة " محسسنى انك قافش حرامى ...واحدة على سريرها ومشغلة التكيف ومتغطية هكون بلعب سودوكو ! اكيد نايمة يا حاج ..."
جلس على الفراش أمامها ليتسائل بتحسر " اصلهم قالولى ان فرحك النهاردة يعنى ...ولا دا كان تهيؤات !"
رسمت ملامح التفكير لتهتف بتأكيد " لا حقيقى فعلا ادم بردو قالى ان الفرح النهاردة !"
لازالت باردة واضح ان ادم ترك بصمته بها مجددا انتفض عامر يمسك رأسه غيظا ويهتف " ولما هو النهاردة فرحك ليه سيادتك فى السرير لحد دلوقتى ؟؟"
هتفت روچين بإهتمام " ليه الساعة كام؟؟"
تهللت اساريره زال البرود هتف بآهتمام " الساعة ٣ العصر ! يا دوبك تلحقى"
عادت مجددا لبرودها وهتفت " طب لسا بدرى هروح اجيب المعازيم من بيتهم يعنى بص صحينى عالساعة ٧ اغسل وشى والبس وانزل "
" لا وجاية على نفسك يا بت !!طب ما اقولك انا جايب نص بطيخة تعالى نتغدى بدرى ونحلى وننام !"
هتفت بتحمس " طب والله فكرة انا اصلا مبحبش الأفراح" واستدارت لتمدد جسدها على الفراش فشعرت بيد والدها تقبض على رقبة الثوب بقوة لينهضها من الفراش وهو يهتف "  هتقومى تلبسى ولا تروحى الكوافير بالبيچامة وانتى متعودة !"
" فى رأيى بمسكة الأرنب دى منروحش !"
وجهه نظرها نحو سكينة بطبق فاكهة موضوع على الطاولة فهتف يوجه نظرها لها ويشير بإصبعه على جذعها " عايزاها عادة ولا خياطة ولا تحتار فيها الأطباء !"
لنظرت لبطنها بذعر وهتفت " الى تشوفه يا بابا !"
هتف " خمس دقايق وآسر يوصلك يلا !"
كأنها إعصار اندفع نحو الحمام لتتجهز خلال دقائق تحمل الحقيبة والفستان وتتجه للسيارة مع اسر !!
______________________________
حل المساء وأسدل الظلام ستاره وتلألأت نجوم تنير السماء مزينة إياها ...كان إسطول من السيارات قد وصل إلى قاعة الأفراح يتوسطها سيارة أدم السوداء ذات ماركة "المارسيدس" مزينة بالورود والشرائط الملونة ...نزل أدم وحده وسط طبول وزغاريد ...وسيم بسترة رسمية سوداء دخانية بقميص ابيض تتوسطه ربطة عنق سوداء ذقن حليق شعر مرتب ورائحة عطر تتراقص على الأشمام تسحرها ...يتقدم بإبتسامة نحو القاعة وسط زغاريد وطبول يقرع يصاحبه اصوات عذبة تدندن بألحان شعبية مخلوطة بإيقاع كلاسيكى ...دخل القاعة سار وسط تصفيق وكذلك صفير من صفين ارتصا يرسمان ممر له حتى وصل أمام المقعد المزين يقف مبتسم ...بعدها بدقائق صدح صوت أن العروس قد وصلت وصوت مزمار صعيدى يشق تلك الأصوات يعلن استقبالها ...نزل عامر بسترتة السوداء وهيئته المنظمة والوسيمة رغم العمر يفتح باب السيارة لتنزل روچين برقة وهالة من حياء وخجل جديدة عليها بالكامل بفستان كان من اختيار ادم بكل تفاصيله محتشم ضيق من الصدر ينسدل بأمواج من الشيفون والحرير تتموج مع حركتها ...بشعر معقوص كعكعة إسطوانية خلف أذنها يطوقها سنبلة قمح فضية وطرحة بيضاء تغطى مؤخرة رأسها رغم قلة مساحيق التجميل إلا أن تلك الضحكة المرسومة وهذه السعادة الى تكسو ملامحها أضافا لها هالة ساحرة ...أثنى عامر ذراعه لتتشبث بها برقة فنظر لها يبتسم وكل ما فعلته به يهون للحظة ...كم حرقت دمه أصابته بألاف الجلطات الثلاثة والخماسية ...صوتها عال تثير زوبعة فى أى مكان ...إلا انه يود لو يحتضنها ويأخذها بعيدا ..رغم ثقته بمن اختاره الله لها إلا انه مع كل خطوة نحو القاعة كان كمن يغرز نصل متلثم بقلبه يجرح ولا يذبح ...سار يصطحبها ويراها تضحك من قلبها ضحكة تزين وجهها الجميل ...برئ رغم كل شئ حتى وصلا باب القاعة لتهدأ الطبول وكذلك المزمار وينبعث صوت أغنية طلى بالأبيض فتهادت عليها نحو شريكها ومن اختارته عن اقتناع بينما أدم يقف على جمر من شوق يحرق أوتار صبره يود لو يقطع تلك المسافة التى طالت يحتضنها حتى يدمج روحه بها فيكونا فرد واحد من الآن ...فرت من عينا عامر دمعة هاربة وهو يرى سعادة أدم وتلهفه ليستقبلها بلوعة ....بينما كسا وجهها الخجل وامتاز محياها بحياء رقيق ... انقضت المسافة وترك عامر يد ابنته ليحتضنها بقوة لا يريد أن يفارقها كانت ولازالت وستظل دوما قطعة من قلبه مهما فعلت هى روحه التى سيفتقد شغبها وحيوتها .. سلمها لم يصون جوهرته ويحفظها جار قلبه فاحتضن ادم يدها بقوة لتنظر بعمق فى عينيه ثوانى قبل أن تخفض عيناها هروبا منه لما فاجأتها من عاطفة جياشة اجتاحت كيانها بأكمله لم تترك لها حصن أو جدار إلا وهدمته...اراد ترك يدها ليثنى ذراعه ولكنها ظلت متشبثة بيده فلم يتركها بل أدخلها فى ذراعه وأشبك أصابعه بأصابعه ليقفا سويا جنب إلى جنب والآن وأمام العالم سيعلم كل منهما إقترانه بالآخر شريكا لدربه ورفيقا لأيامه وصديق رحلته فى هذه الحياة !
مرت فقرات الحفلة على خير سوى تلك التى تبعت الرقصة الهادئة كان وجه روچين أحمر بالكامل من غزل ادم الذى لم يرحم أى من مشاعرها ليفاجئها يحتضنها بقوة ويرفعها يدور بها فى الهواء ليردد فى اذنها " والله العظيم بحبك !" كانت تحتضنه بقوة لتهمس بعد أن انزلها وأنا كمان بحبك !" وسط تصفيق الحضور وإعجابهم !!
وصلا بوابة مبنى السكن ليودعان الجميع وسط دموع من امهاتهما واحتضان عامر لها بقوة ليتركها أخيرا تصعد ...ما ان دخلت البوابة حتى انحنى ادم كى يحملها لأعلى فهتفت بخجل وسخرية " انا مجاليش شلل بعرف أمشى على فكرة "
هتف لها حانقا " وربنا كنت عارف قولت الهدوء دا ورا داهية !"
أكملت وهى انزل نفسها من بين يديها " لا مخلاص بقى الفرح خلص نرجع لأصلنا بقى مش هفضل رقيقة كدا كتير !!" نظر لها من اعلى لأسفل ليتركها متجها نحو الدرج كى يصعد لتصعد خلفه حتى وصلت للطابق الثالث وهتفت تلتقط انفاسها بصعوبة " استنى انت جارر فرخة مش قادرة اطلع !!"
هتف مغتاظ " شلتك مش عاجب طلعنا السلم مش عاجب تحبى سيادتك نقعد عالسلم ولا تطلع وانزل سبت اسحبك !"
هتفت بلا مبالاة آمرة " شلنى !!" لما يشعر به يريد خنقها !! اقترب منها والشرر يتطاير من عينه وقبل أن تستوعب حتى كان يحملها على كتفها كشوال من العدس المجفف رأسها تتدلى لأسفل ويقبض على فخذيها عن صدره وبدأ فى الصعود فهتفت بحنق غاضب " يعنى انت رقتنى من فرخة لفخدة خروف هفضل كدا كتير اعد رخام السلم وانت طالع اعدلنى !!"
هتف يغيظها " سحات وبيؤمر ...مش كفاية شايلك"
هتفت بصوت أعلى " انت لو شايل شوال قطن كنت خدته فى حضنك ...انا حاسة الدميا معكوسة وربنا ما ينفع كد...." شهقت تقطع كلامها وهو يقلبها بتمكن ساعده به جسدها الهزيل وهو يهمس لها بهيام " يعنى عايزانى اشيلك فى حضنى ما كان من الأول !!" وابتسم لها وهو يصعد الطوابق الباقية بسهولة حتى وصلا للباب فتحه ادم بصعوبة ثم دخل بها شقتهما ينزلها ويضئ الأنوار لتتقدم نحو الداخل ولكنه اسرع منها اغلق الباب بقدمه وقبض على معصمها برفق فسحبها إليه ارتطم ظهرها بخفة فى الحائط وبقيت محاصرة بين صدره وبين الحائط...فشعرت بقلبه مضخه تضرب صدرها بلا رحمة وبأنفاسه تتسارع بوتيرة مثارة غير مستقرة وهتف بنبرة مثقلة " اخيرا ...بقيتى على اسمى ونورتى بيتى والأدق بيتنا نور بيكى !! "ثم ابتعد قليلا ينظر لها من أعلى لأسفل بإعجاب ليهتف" مكنتش اعرف ان الفستان هيبقى حلو كدا تخيلت كتير بس تفوقت على أى خيال انتى تسحرى !"
لم تعرف أين ذهب صوتها ولما خمد عقلها وصارت نبضات قلبها تتسارع ووقعها يغطى على اى تفكير لتشعر بيده تمتد لطرحة الشعر وبشفتيه تجول على وجنتها فاستغلت هيامه لتفلت منه بفستانها نحو الداخل لتركض تهتف بخجل وضيق خافت " لا انسى احنا متفقناش على كده" وركضت منه نحو رواق الغرف
هتف بها وهى تركض بفستانها الهش المنتفخ نحو الغرفة " يا روچين هفهمك هو احنا بنلعب استغوماية "
هتفت بمرح خجول " لا يا عم انت بتجرجرنى للرذيلة وانا بصراحة بحبها !"
ضحك ادم على جنون حبيبته وهتف " طب تعالى ومش هجرجرك لحاجة !! بطلى جرى بقى انتى تقمست الكنغر تانى !"
وقت تمسك خصرها بيدها وتهتف " مكنش اتفاقنا ...احنا اتفقنا  اننا هناخد على بعض قيمة سبع تمن تسع شهور !"
ابتسم بسخرية وهتف " ما تخليها سنة ..وبعدين مكنتش اعرف انك هتطلعى حلوة فى الفستان كدا !"
رفعت كتفها بخيلاء وضيقت عينيها تهتف " انا حلوة على طول أنا ماااالى.."
وقبل ان تكمل كان قد انقض عليها يقبلها بنهم دون ان تستطيع ان تفر منه ليدخلها الباب خلفها دون ان يترك شفتيها الا بعد فترة طلبا للهواء فهمست بخجل " ادم !"
أجابها بصوت محموم " مش وقت رغى خالص...النهاردة لينا وبس"
ولم يدعها تكمل بل أكمل هو هذه الليلة كما ينبغى لقلبى وقعا فى الحب أن يلحما مصائرهما معا !!!
__________
كانت تفترش صدره وشعرها الأحمر النار يغطى وجهها بينما نائمة بعمق وراحة تحتضنه بقوة تبعث بها الأمان بينما داعبت أشعة الشمس وجهه فتململ فى الفراش قبل أن يفر النعاس من عينه ويفتحهما على منظر طفولى لا شئ أجمل منه سيراه فى حياته نائمة بعمق وراحة تحتضنه بقوة وتستوسد ذراعه ليبتسم أدم بخفة وهو يتذكر تفاصيل الليلة السابقة فتزيده سعادة وشوق لتكرارها ليداعب وجهها بخصلة من شعرها تدغدغ وجنتها فابعدتها بضيق ولكنه عاد مجددا لتحاول فتح عينها رويدا رويدا تستوعب أين هى وماذا تفعل بالظبط لتراها نائمة دون ملابس تذكر تفترش صدر ادم وتحتضنه فنهضت صارخة تتمسك بالغطاء " انت عملت ايه !!؟ الناس تقول عليا ايه دلوقت نهار ابوك مش فايت !!"
وظلت كأرنب مذعور ترمقه بنظرات شك ليهتف وهو يمسد شعره من الخلف للأمام زافرا " فعلا انا عمرى ما هتوقع ردة فعلك يا روچين مهما حصل ...لا فعلا الناس هتاكل وشك ازاااى على اساس امبارح كان فرح ابويا مثلا ...وبطلى تهببى نهار ابويا دا حماكى بردك "
هتفت " بردو مقولتيش انت اكيد شربتنى حاجة اكيد ...."
رفع رأسه للسماء وهتف " يارب اشفيها من الزهايمر يارب " ثم وجه نظره لها وهتف بسخرية " روجين حبيبتى انتى مراتى والله العظيم مراتى اجبلك مصحف عشان تصدقى !!"
هتفت روچين به بحنق " وايه يعنى مراتك هاااه ايه يعنى انت اصلا كنت عايز وشى التانى بس عشان تعبت من الفرح عارف لو بابا سمع الكلام ومروحتش الفرح كان زمانى فوقت لك كدا "
لا فائدة من الحديث نهض أدم من الفراش فتركت الغطاء لتغمض عيناها فسقط الغطاء فاغلقت عيناها بيد وامسكت الغطاء بيد ولكنه كان يرتدى بنطاله صدره العارى فقط فتحرك نحو المرحاض وفجأة طبع قبلة خفيفة على رأسها ليهتف بشقاوة " صباح الخير يا روچين ...لا بس بجد اتمنى تتعودى يعنى انك مراتى عادى يعنى عشان مش كل مرة هتقطعى خلفى كدا انا عايز اجيب كور نار صغيرة "
تبعه صوتها الى المرحاض " ليه متجوز بنزين .؟؟"
هتف من المرحاض " وانتى الصادقة نفثالين !!"
وضحك يغلق الباب قبل ان يفتحه ويخرج رأسه هاتفا " استعدى عشان وراكى مذاكرة فاضل عالإمتحانات شهر ومش عايز الناس تاكل وشى عيب !! "
رفعت حاجبها لتهتف بتحسر" هو مش كل العرايس بيروحوا شهر عسل !! ولا انا سمعت غلط مذاكرة !! تانى ؟"
________
أجبرها أدم على الإستذكار فى هذا اليوم بعد

كرة النار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن