Chapter3

1.1K 74 132
                                    

"في ساحة الحب، حيث تتجاذب القلوب والعواطف، تبقى الكرامة سيدة الموقف، تفرض نفسها كخط فاصل بين الضعف والقوة، وبين الرغبة في التملك والتوق إلى الحرية."
______________________

خرجت إيزابيلا إلى الشرفة، حيث أبصرَت طائرًا ضخمًا يُحلّق حول القصر، بريشه الأبيض الذي يعكس ضوء الشمس بتوهّج غريب. كان حجم الطائر مُبهرًا، يكاد يغمر السماء بظله الكثيف.

قطع تأمّلها صوت عمها، سايمون، وهو يقول بنبرة متوجسة: "أهذا تنين الساحرة؟"

أجاب إليك وهو يتفحّص الطائر: "أعتقد ذلك."

في تلك اللحظة، تقدمت شرى بخطى ثابتة، وقالت باهتمام متزايد: "لماذا جاء إلى هنا؟"

رد إليك بتمعّن: "يبدو أنه يبحث عن الساحرة."

رغم تتابع الحديث من حولها، بقيت إيزابيلا مسحورة بمنظر التنين، وكأنها تُحاول استرجاع ذكرى قديمة، تشعر بعلاقة غامضة تربطها به. التفتت إلى والدتها وسألت بقلق: "أين شارل وجيري؟"

أجابتها والدتها بهدوء: "إنهما مع جاك."

أعادت إيزابيلا نظرها نحو التنين الذي بدأ بالتراجع نحو الأفق، وفي تلك اللحظة، اجتاحتها آلام غريبة، مع سحابة سوداء بدأت تغطي عينيها. شعرت بأن جسدها يخونها، وبدأ يهوى على الأرض، قبل أن يفقد وعيه تمامًا.
____________________

في مكان آخر، وتحديدًا داخل الغابة...

كان جاك يسير بلا وعي، غارقًا في بحر أفكاره، مسترجعًا كل ما قالته له إيزابيلا وكل ما فعله. شعور غريب كان يتملكه في لحظةٍ من اللحظات، إحساس بأنه يفرض حبه عليها، شيءٌ لم يرده قط.

كانت كلمات إيزابيلا تخترق قلبه كالسكاكين الحادة، تقطّع روحه وتسري في كل جزء من جسده. لقد أصبح مدمناً على إيزابيلا، لا يتنفس إلا هواءها، لا يعيش إلا لرؤيتها. وجوده كله بات متعلقًا بها.

وفي تلك اللحظة، قرر جاك أن يهرب من دوامة أفكاره المتشابكة، عازمًا العودة إلى واقعه الحقيقي. لكنه لم يكن منتبهًا لوجود جيري وشارل خلفه منذ خروجهما من القصر.

فجأة، لفت انتباهه صوت جيري وهو يتحدث عبر الهاتف، ثم أغلق الخط بسرعة وقال لشارل: "إيزابيلا فقدت الوعي! هيا بنا!"

التفت جاك إليهم بعدم تصديق، بينما ركض شارل وجيري مسرعين نحو القصر. لكن جاك بقي واقفًا وسط معركة داخلية، حيث كانت الكرامة والقلب يتنازعان على حكمه. هل سيتغلب قلبه على كرامته؟

كلا، إنه جاك، المغرور. لن يسمح لقلبه بأن يتفوق على كرامته.

لكن، هل للحب حقًا كرامة؟

WSENVحيث تعيش القصص. اكتشف الآن