شجرتي الجنة

252 9 1
                                    

١
منذ القدم بحث الإنسان في فهم أصوله و قد تم استعمال الرموز الأسطورية في جميع الديانات و الكتب المقدسة و التي يجب تأويلها ،فلندرس شجرة معرفة الخير والشر التي منع آدم و حواء من أكل فاكهتها
هذه الفاكهة ترمز للقوى التي لم يستطع الإنسان الأول رجل أو إمرأة التحكم فيها و استعمالها و لهذا أخبرهم الله أنه يوم ما يمكنهم أن يأكلوا منها و لكن حتى الآن لا تستطيعان لأنكم تموتان أي تتغير حالة الوعي (لما أدركا أنهما عريانان)
شجرة الحياة ترمز لوحدانية الحياة أي لا يوجد قطبين متجليين بعد أي لا يوجد الوعي بالخير و الشر ، النهار و الليل ،الفرح و الحزن مثلا فهي حالة وعي أعلى من أكل من شجرة المعرفة ،هاتان حالتا وعي و ليس مجرد نباتات
ووجود شجرة المعرفة دل على أن هناك كائنات قادرة على التعامل مع هذه الحالة الواعية لكن آدم و حواء لم يكونا مستعدين بعد لكون (كالطفل الرضيع الذي لا يستطيع تناول طعام الكبار بعد) والنزول يدل على تغير مادتهما من دقيقة إلى غير شفافة
بعد أكلهما من الشجرة أصبحا ثقيلين (رأيا أنفسهما عريانين ) استمرا في العيش لكن ماتا في حالة وعيهما العلوية و هما على الأرض ،فكيف نفهم أنهم نزلوا من الجنة إلى الأرض عن أي أرض نتحدث ، للأرض ٧ أشكال لكل خصائصها من الكثيفة الى الدقيقة ، الدقيقة هي التي طرد منها الإنسان
نعلم من بعض المصادر أن للأرض زوج أثيري يحيط بها كالغلاف من نور ،هذه الأرض الأثيرية الدقيقة هي التي يتكلم عنها سفر التكوين و ليست هذه الصلبة التي نلمسها هناك جنة وضع فيها الإنسان الأول الذي لم يعرف الألم و لا المرض و لا الموت
إن هذه الأرض الدقيقة الأثيرية موجودة دائما في العالم الدقيق للمادة لأن البعد الأثيري هو مادي ،كما أن شجرة الحياة لا زالت موجودة كان يتغذى عليها الإنسان الأول ،هذه الدقيقة هي التي كانت تحافظ على نورانيتهم و طهارتهم فهي لم تكن شجرة و لكن كالشمس
و كل إنسان لا يزال لديه الآمكانية لتلقي أشعة هذه الشمس والأكل من شجرة الحياة أي الرجوع إلى الله
شجرة المعرفة تمثل مجرى آخر يمر من الجنة و الذي مكن الإنسان من التماس مع الشكل المكثف للأرض
كالكون الإنسان أيضا متكون من موضعين موضع علوي يطابق شجرة الحياة و سفلي يطابق شجرة المعرفة
من كان ذاك الشيطان أو الأفعى التي وسوست لحواء
الأفعى رمز عميق لعدة مظاهر مختلفة :قوة الكونداليني ،الشيطان ،أو العامل السحري الذي يحول كل شئ من السماء إلى الأرض ومن الأرض إلى السماء و يقال أنه النور النجمي الذي إن تلقح بعناصر فاسدة أعطى نتائج ضارة و إن تلقح بأفكار نورانية للأنبياء و الصالحين ، نقلت حتى عرش الله أي يمكن أن تكون هذه الأفعى نورية في جزءها العلوي و ظلامية في جزءها السفلي ،إذن فهو عامل يلقح الكون حتى نجومه و يوصل الترددات سلبية كانت أم إيجابية
الأفعى تمثل مجرى يصعد من الأرض

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 19, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مداخل في علم الباطن و الروح للمبتدئينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن