جلس (كيفن) منتشياً بشراب البراندي الذي اعتاد (لويس) المسؤول عن الحانة تقديمه إليه، فما انفك (كيفن) يسمر بهذه الحانة حتي يطلب البراندي بعد وجبة العشاء التي يتناولها مع أبيه ثم يسمر مع أصدقائه في أقرب حانة لمنزله. تعالت هتافات حاصدي جوائز مسابقات الصيد في أرجاء الحانة فخراً بما قدموه من مستويات منشودة في براري تكساس علي مدار ما انقضى من الخريف سعياً وراء الرءوس و الجلود و الهياكل و الخياشيم و الجوائز!
اعتاد (كيفن) التعامل مع ردود أفعالهم المبالغ في تقديرها بابتسامة صفراء علي مدار ثلاث سنوات نعي فيها كلبه ونعي فيها رحلاته للصيد و لكن ما زال يخاجله الاشتياق للتنافس مع هؤلاء المختالين الذين اعتادوا الانقياد تحت رمحه و شبكته وما لبث (كيفن) يسترجع الذكريات حتي قاطع خيط أفكاره اعتداء (راندي) علي أذنيه بصوته الحاد : "فيما تفكر أيها الوسيم؟"
نظر له (كيفن) باحتقار مُفتَعل : "أفكر في عاهرتي التي تأخرت". فرّد (راندي) مُسرعاً : "لقد أخبرت (أليكس) بألا يتأخر عليك فأنت سريع الاشتياق". تهكم (أليكس) قائلاً : "بل عاهرته التي تغنّت بوسامته عندما دخلنا إلي هنا"
ضحك (كيفن) ثم سألهم في نوعٍ من الجدية :"حسناً يا رفاق، لمَ تأخرتم ؟". نظر (أليكس) و (راندي) لبعضهما البعض في انتظار ليبادر أحدهم بالرد فأجاب (أليكس) : "كنا نتخلص من آخر رولكس لدينا"
قاطعهم (لويس) سائلاً إياهم عما سيشربان فأشارا علي كأس (كيفن) طلباً للبراندي فأحضره لهما ثم نظرا لصديقهما بحثاً عن ردٍ لِمَا قاله (أليكس) لكنهما وجداه شارداً فأخذ (راندي) المبادرة هذه المرة سائلاً (كيفن) : "فيما كنت تفكر جدياً قبل قدومنا؟". رمقه (كيفن) بنظرات خاوية مُتحدِثاً :" بدأت أسترسل الماضي، كم كنا فريقاً رائعاً لم يترك مسابقةً إلا اشترك بها ولا غابةً إلا اقتحمها ولا جائزة إلا حصدها، أتذكّرُ (كيرا) و كم كان وفياً مُخلصاً معاوناً لي في خروجي للصيد، أتذكرُ يوم اقتناه لي أبي و كلّفني رعايته و تدريبه، و بالطبع أتذكرُ يوم التقينا نطارد نفس الفريسة حتي انسجمنا و التقينا مرةً تلو الأخٌري حتي صرنا علي ما نحن عليه الآن"
ابتسموا ثلاثتهم يسترجعون تلك الذكريات التي تخللتها ذكريات أخري لا تدعو للابتسام ثم سأل (كيفن) مُوجهاً نظره ل(أليكس) : "مهلاً، أين (آشلي)؟" فأجاب (أليكس) بضيق :"إنها تزور أبويها" فأردف (كيفن) بسؤال آخر : "أتريدُ أن تقطع علاقتها بأبويها كما قطعَتَ علاقتك بذويك ؟"
ردّ (أليكس) مستنكراً : "بالطبع لا، لكنّي ما زلتُ أستعجب تعامل أبي وأمي معي لأني اخترت أن أعيش مع الفتاة التي أُحبها لا الفتاة التي اختاراها هما، اشتقتُ لهما لكن لن أعود لمنزل طرَدَاني منه جرّاء اختياري لصديقتي". فقاطعهم (راندي) محاولاً تغيير ما اندرجا إليه من حديث : "و كيف حالها معك؟" فأجابه (أليكس) : "إننا متفاهمان للغاية و نادراً ما نختلف". فأردف (راندي) مازحاً : "أقصد حالها معك في الفراش". فوكزه (أليكس) مُجيباً :"فلترقد أمك في سلام أيها اللعين..وكذلك أبوك".
زفر (راندي) معقّباً : "و كذلك عمي" ثم أكمل في سخرية : "لقد تزوج عاهرةً لينجب منها ملاعين..ربما جعلتني أعيش في القبو خوفاً علي شرف عاهراتها الصغيرات فقد ربتّهم تربية بنّاءة ستخدم مقاطعة الضوء الأحمر في أمستر...".
"فليذهبوا للجحيم يا (راندي)" قاطعه (كيفن) و أردف قائلاً :" لقد عوضّك العم (جيمي) عن كل شيء". فعقَب (راندي) :" نعم، لقد كان بمثابة أبي" ثم زفر في ضيق :" حتي مات هو الآخر..يا لي من منكود لعين". واساه صديقاه ثم غيرّا مسار الحديث.
بات الشُبان يتسامرون و يتمازحون حتي قطع سهرتهم صوتُ أنثى بدت تعبث بكرامة أحدهم في الأرجاء "أيها الحقير لقد ساعدتك حتي تحصل علي هذه الجائزة و الآن تأبى أن تعطيني حقي، أنت و سلالتك القذرة لا يجب إلا أن تُهان حتي لا تتجرأ علي معاملتي هكذا" كانت تخاطب شاباً ضخماً لا يكترث لثرثرتها ثم دفعها عن طريقه جالساً مع رفاقه و هي ما زالت تتوعده بالأفاعيل التي لا تزيد عن كونها هُراء لا مجال لتنفيذه فهبَ الضخم بعدما نفد صبره محاولاً الاعتداء عليها.
تبادل (كيفن) النظرات مع صديقيه ثم اندفعوا نحو الحدث و دفعوا الشاب بعيداً عنها فقام رفاقه و دبّ شجارٌ بينهم تدخّل علي إثره (لويس) مهدداً بالاتصال بالشرطة فخرج الشاب الضخم و رفقائه من الحانة يرمقون (كيفن) و صديقيه و الفتاة بنظرات الوعيد.
عاد (كيفن) و (أليكس) أدراجهم و وقف (راندي) يطمئن علي الفتاة مُوضحّاً تدخله هو و صديقيه :" لقد سمعنا شجارك مع هذا الفتي و يبدو أنه أكل عليكِ حقك و ما إن حاول الاعتداء عليكِ حتي تدخلنا".لم ينل (راندي) أي رد من الفتاة فأتبع حديثه : " أنا (راندي ويليامز) و هذان صديقاي (كيفن) و (أليكس) يمكننا مساعدتك في إسترجاع حقك لو أخبرتنا بما حدث" قالها (راندي) مشيراً علي صديقيه ثم عاد جوارهما.
وقفت الفتاة تفكر قليلاً ثم أقبلت نحوهم في تردد تبعته قائلة :" شكراً لما فعلتموه" ثم أردفت :" أنا (جينيفر)..(جينيفر جيمس)، و سأخبركم بما حدث".
أنت تقرأ
The Hounds..كلاب الصيد | Completed
Contoلم يعد شيء كما كان..حالٌ لم يختاروه بل فرضه عليهم القدر حتي أدركوا أنهم ليسوا ضحايا القدر بل جناة اختاروا السراب لكان خيراً لهم الرضا بالواقع لكنهم طمعوا في المزيد فانعدمت سبل الخسارة درباً اختاروه و عليهم الوصول للنهاية : من مسابقات الصيد إلي تجارة...