مضت ساعات و عيناه معصوبتان لا يكاد يدري ما يحدث حوله..هؤلاء المكسيكيون يعلمون جيداً ما يفعلون. سيدخل و يخرج من وكر الكارتل معصوب العينين حتي لا يتعين موقعه.. لم يسمع شيء منذ أن قال له ذاك اللاتيني أن الكارتل يريد مقابلته إلا بعض الهمهمات الإسبانية و صوت اصتكاك الإطارات بالأرض الوعرة.
علي ساحل ولاية تاماوليباس شيد الكارتل ولايته..ولاية داخل ولاية ازدانت بالفتيات العاريات و العرابدة هنا و هناك، خمور و مخدرات و كل ما لذ و طاب لعقول هؤلاء الملاعين من طعام و شراب و كل ما حلموا به لإشباع رغباتهم و شهواتهم المكبوتة . المسلحون في كل مكان و في كل جانب و علي كل ثغر مستعدون للتضحية من أجل الكارتل الذي انتشلهم من طُرُقات المكسيك فصاروا له كما المماليك . لم يكن الكارتل لينسَ حاشيته و عائلته بل سيُنعم عليهم بما يبقي عنده من نفاية. كانوا يقدسونه كما الإله فهو من يعطيهم كل ما يحلمون به بلا مقابل و قبل حتي أن يطلبوا أي شيء فكل شيء متاح و أي شيء مباح .
ما إن وصل (كيفن) لقصر الكارتل المكسيكي حتي أُزيلت العُصبة من علي عينيه.. رمش كثيراً حتي تبين الضوء و تبين أمامه شاباً بدا من نبرة حديثه الأمّارة للحراس أنه ذو مكانة مهمة. ما إن أنهي الشاب حديثه الإسباني حتي رحل الحراس و التفت إلي (كيفن) قائلاً : "مرحباً بك في قصر الكارتل". قالها الشاب بإنجليزية مُتقنَة " أنا (جوستافو) الابن الروحي للدون (نازاريو)، اتبعني". سار (كيفن) خلف (جوستافو) و لم ينبَس ببَنت شفة، بقي ثابتاً هادئاً كعادته ينتظر ملاقاة الكارتل. وصل لحديقة مهيبة تخللها ضجيج الأغاني اللاتينية و صوت الضحك الذي تعالي هنا و هناك بين الرجال المُغيَبين و بين الفتيات اللاتي يداعبن هؤلاء الرجال. هناك وقف الكارتل يحاور بعضاً من رجاله.
كان رجلاً لاتينياً أصيلاً يبدو في الستين من عمره و لكنه مازال محافظاً علي قامته من الانحناء، كان أبيض الشعر حليق الذقن يرتدي قميصاً مفتوحاً كشف عن قلادة ذهبية. يحمل كأساً من النبيذ في يده اليسري و اليد الأخري يوزع بها سلامه علي حاشيته التي احتلت حديقة قصره بحثاً عن المتعة. "شرفاً لك أن تكون في حضرة الدون (نازاريو)" قالها (جوستافو) و اتجه نحو الدون يخبره بقدوم (كيفن). نظر الدون ل(كيفن) نظرة خاوية و أشار له (جوستافو) بالقدوم. اتجه (كيفن) نحوهم و ما إن وصل حتي بادر الكارتل : "شرفاً لي أن أكون في حضرة الدون (نازاريو)" ابتسم الدون و أشار ل(جوستافو) بالانصراف و تجول في حديقة قصره يجاوره (كيفن) : "هنا تري زعماء المخدرات في المكسيك و أمريكا كأنهم مراهقون" قالها الكارتل بلكنة من عاش في أمريكا طوال حياته. "لمن في هؤلاء الحاقدين بعت بضاعتي؟"
اشتدت لهجة الكارتل فأجاب (كيفن) في هدوء لتخفيف الوضع:"نحن لا نبيع أي بضاعة..نحن فقط ننفذ الأوامر" ليسأله الكارتل و قد بدأ بالسكون :"و ما كانت الأوامر ؟"
أنت تقرأ
The Hounds..كلاب الصيد | Completed
Historia Cortaلم يعد شيء كما كان..حالٌ لم يختاروه بل فرضه عليهم القدر حتي أدركوا أنهم ليسوا ضحايا القدر بل جناة اختاروا السراب لكان خيراً لهم الرضا بالواقع لكنهم طمعوا في المزيد فانعدمت سبل الخسارة درباً اختاروه و عليهم الوصول للنهاية : من مسابقات الصيد إلي تجارة...