الفَصل الثَامِن.

48 10 0
                                    


مضت ساعات و عيناه معصوبتان لا يكاد يدري ما يحدث حوله..هؤلاء المكسيكيون يعلمون جيداً ما يفعلون. سيدخل و يخرج من وكر الكارتل معصوب العينين حتي لا يتعين موقعه.. لم يسمع شيء منذ أن قال له ذاك اللاتيني أن الكارتل يريد مقابلته إلا بعض الهمهمات الإسبانية و صوت اصتكاك الإطارات بالأرض الوعرة.

علي ساحل ولاية تاماوليباس شيد الكارتل ولايته..ولاية داخل ولاية ازدانت بالفتيات العاريات و العرابدة هنا و هناك، خمور و مخدرات و كل ما لذ و طاب لعقول هؤلاء الملاعين من طعام و شراب و كل ما حلموا به لإشباع رغباتهم و شهواتهم المكبوتة . المسلحون في كل مكان و في كل جانب و علي كل ثغر مستعدون للتضحية من أجل الكارتل الذي انتشلهم من طُرُقات المكسيك فصاروا له كما المماليك . لم يكن الكارتل لينسَ حاشيته و عائلته بل سيُنعم عليهم بما يبقي عنده من نفاية. كانوا يقدسونه كما الإله فهو من يعطيهم كل ما يحلمون به بلا مقابل و قبل حتي أن يطلبوا أي شيء فكل شيء متاح و أي شيء مباح .

ما إن وصل (كيفن) لقصر الكارتل المكسيكي حتي أُزيلت العُصبة من علي عينيه.. رمش كثيراً حتي تبين الضوء و تبين أمامه شاباً بدا من نبرة حديثه الأمّارة للحراس أنه ذو مكانة مهمة. ما إن أنهي الشاب حديثه الإسباني حتي رحل الحراس و التفت إلي (كيفن) قائلاً : "مرحباً بك في قصر الكارتل". قالها الشاب بإنجليزية مُتقنَة " أنا (جوستافو) الابن الروحي للدون (نازاريو)، اتبعني". سار (كيفن) خلف (جوستافو) و لم ينبَس ببَنت شفة، بقي ثابتاً هادئاً كعادته ينتظر ملاقاة الكارتل. وصل لحديقة مهيبة تخللها ضجيج الأغاني اللاتينية و صوت الضحك الذي تعالي هنا و هناك بين الرجال المُغيَبين و بين الفتيات اللاتي يداعبن هؤلاء الرجال. هناك وقف الكارتل يحاور بعضاً من رجاله.

كان رجلاً لاتينياً أصيلاً يبدو في الستين من عمره و لكنه مازال محافظاً علي قامته من الانحناء، كان أبيض الشعر حليق الذقن يرتدي قميصاً مفتوحاً كشف عن قلادة ذهبية. يحمل كأساً من النبيذ في يده اليسري و اليد الأخري يوزع بها سلامه علي حاشيته التي احتلت حديقة قصره بحثاً عن المتعة. "شرفاً لك أن تكون في حضرة الدون (نازاريو)" قالها (جوستافو) و اتجه نحو الدون يخبره بقدوم (كيفن). نظر الدون ل(كيفن) نظرة خاوية و أشار له (جوستافو) بالقدوم. اتجه (كيفن) نحوهم و ما إن وصل حتي بادر الكارتل : "شرفاً لي أن أكون في حضرة الدون (نازاريو)" ابتسم الدون و أشار ل(جوستافو) بالانصراف و تجول في حديقة قصره يجاوره (كيفن) : "هنا تري زعماء المخدرات في المكسيك و أمريكا كأنهم مراهقون" قالها الكارتل بلكنة من عاش في أمريكا طوال حياته. "لمن في هؤلاء الحاقدين بعت بضاعتي؟"

اشتدت لهجة الكارتل فأجاب (كيفن) في هدوء لتخفيف الوضع:"نحن لا نبيع أي بضاعة..نحن فقط ننفذ الأوامر" ليسأله الكارتل و قد بدأ بالسكون :"و ما كانت الأوامر ؟"

The Hounds..كلاب الصيد | Completed حيث تعيش القصص. اكتشف الآن