ما بعد كيفن.

89 7 0
                                    

"اللعنة يا راندي.. يالك من معتوه" صرخ بها أليكس بينما صافرات الإنذار يتخللها عويل سيارات الشرطة لتستيقظ البلدة.

انطلقا حاملين متاعهم و ما يستر وجوههم الا تلك رءوس الكلاب البلاستيكية اللي باتت منتشرة بأرجاء الولايات. هؤلاء من اشتروا أقنعة الوطواط و العنكبوت و ذاك المناضل ذا الفكرة التي لا تموت لن يتفانوا لوهلة في اقتناء رمز العُصبة الأشهر في تاريخ ولاياتهم.

وثبا في سيارة معدومة التراخيص تقودها فتاة شقراء ما لبثت أن انطلقت نحو الهروب تلاحقها رصاصات الشرطة و تهديدات الوقوف و الاستسلام.

لقد كانوا كلاباً للصيد من البداية و لن يفنوا إلا بنهاية حتمية لكل ما اقترفوه من خطايا برروها بأنهم الجانب الأضعف. توالت اعتذاراتهم بأنهم المظلمون حتى باتوا ظالمين لمجتمعهم و أنفسهم و حتى فقيدهم الذي تعاهدوه بالانتهاء و لكنهم رغبوا في المزيد.

توقفت السيارة و لم يفكر أحدهم إلا في الانتشاء. انعدمت مبادئهم و صارت يستبيحون الدماء سعياً وراء الفريسة. أوفياءٌ كانوا، أوفياء للسرقة و المخدرات و انتشاء تضليل الشرطة و المباحثات.

"أنت المعتوه" صرخ بها راندي ضاحكاً في وجه أليكس الذي توقف مفرغاً النقود.

التفت له أليكس مغاضباً : "راندي، لقد تعاهدنا منذ البداية على عدم القتل و انت ما زلت تهوى القتل ويكأنك في لُعبة! إنهم بشر يا راندي و لهم أُسَر و حيوات لربما كانت تستحق العناء! "

جلس راندي و أمسك بلفافة الكوكايين و نظر لصديقه شزراً ثم انهمك في افراغ اللفافة متحدثاً : "يا سيدي المثالي أنت تقتل بشر أيضاً، أوليست لهم حيوات هم الآخرون ؟"

اقترب راندي من الطاولة أمامه و اشتم جرعته و صرخ منتشياً ثم أتاه رد أليكس : "لقد قتلت تجاراً للمخدرات ولم أقتل أبرياء أو رجال شرطة و مازلنا في تلك المهاترات حتى بعد عام من وفاة كيفن"

نظر له راندي بسخرية ثم عقّب : "لكن أليس عاراً على تاجر للمخدرات أن يقتل منافسيه ؟".

" و أنا و اللعنة لا أحدثك عن تجارة الممنوعات اللعينة و لكني أحدثك عن قتلك لذاك العامل! " صرخ بها أليكس في وجه راندي لتقاطع انفعاله آشلي و قد لفت ذراعيها حوله و احتضنت ظهره.

"للمرأة مفعول السحر" همس بها راندي مبتسماً بعدما هدأ أليكس في أحضان خليلته.

"راندي، نحن بالفعل نرتكب الجرائم قدر المستطاع لكن لا داعي لتلويث أيادينا بدماء أبرياء. لكل فعلة ما نبرره بها لكن قتل هؤلاء لا مبرر له" خاطب أليكس راندي بعدما استعاد هدوئه.

"يا صديقي ليس هناك فارق، يمكننا أن نبرر قتلهم أنهم كانوا يعيقون عملياتنا النبيلة" حافظ راندي على نبرته معقباً على حديث أليكس.

"متى سننتهي من هذا كله ؟" تساءل أليكس مفكراً. إنه يعلم أن صديقه يعارضه لمجرد المعارضة؛ فقط يناقشه و يحدثه بمنطلق كبار المجرمين.

أجابه راندي :" لا تقلق، النهاية تقترب. هناك من يسرق أضواء الولايات الآن"

"أتقصد ذاك اللعين ؟" سأله أليكس ليجيب صديقه : "إنها فرصة عظيمة للانتهاء و الاختفاء، إنه شتت أنظار الجميع عنّا"

"لن يكون هناك انتهاء ولا اختفاء" التفت الجميع لمصدر الصوت الذي ميزوه و استقبل راندي خليلته بعناق شديد و التقط شفتيها بين خاصتيه.

"اشتقت لك عزيزي" قالتها فور تحررت شفتاها من قبضة شفتاه ليفلتها من بين ذراعيه.

"أهناك عملٌ جديد سيعطل قراري الحديث بالانتهاء؟" ضحك راندي متسائلاً.

"المكتب الفيدرالي و جميع أجهزة الشرطة لا يشغلها سوى حديث الإعلام الأول.. بعد عامٍ من الإنجازات بدأتهم بالتهاوي" قالتها مُبدلةً نظراتها بين ثلاثتهم.

أكملت حديثها :"إنها مهمة واحدة ثم الانتهاء و يمكنكم السفر إلى أي قارة تحبون و لكن تذكروا أن الخروج سيكون عن طريق المكسيك أولاً".

"سينتهي الهاوندز لأجل غير مسمى، هناك مجرمٌ فاق خطورتهم و ستنتشر الأنباء قريباً أنه أحد المشتقين منكم" جميعهم يتابعون حديثها باهتمام فزمام حياتهم بين يديها.

"متى التنفيذ، ويكسلر ؟" سألها أليكس بحزم معلناً ملله من حديثها الذي لطالما سمعه كلما ارتكب احدهم جريمتين قتل في اسبوع.

"ليلة جريمته القادمة التزاماً بالتشتيت" أجابت ليعقبّ راندي بسخرية :" هل ذكر اسمه مُحرّم مثل اللورد فولدمورت؟"

"المختار يا راندي، إنه المختار.."

الرواية القادمة "المختار..The One"

The Hounds..كلاب الصيد | Completed حيث تعيش القصص. اكتشف الآن