أطرقَ بقدمهِ ، خيبةِ أمله لسؤالي تظهرُ على مُحياه، إقترب ليرجِع خُصلاتِ شعري خلف أُذني ثم همس
"كم عمركِ؟"
إعتلت وجنتيّ صِبغةٌ زهرية جراءَ خجلي من قُربهِ الشديد، لا أخفي أنني تفاجأتُ ولكنني بسرعةٍ رددت
"سبعةَ عشر، وأنت"
أشاح بوجههِ ليُطلقَ العنان لضحكتهِ البراقة، تبًا بماذا نطقت؟
لم أعلم أن حديثي مضحك ( ̄◇ ̄;) !
شددتُ طرفَ ردائهِ لأردُف
"ما الخطب؟"
نظف حُنجرته بٍ حمحمةٍ لعدةِ مرات ثم نزع معطفي بنعومة .. أكادُ أرى أنه تلقى درسًا قيّمًا من صُراخي في الخارِج -.- ، لحظه! أيود التحرشَ بي أمام الملأ ! لم أنتبه لهذا فقد كُنت مُتيمةً بملامحهِ الدقيقة ! سُحقًا أراني أسقطُ في شباكِ أحدهِم (' ω ' ")
سرعانَ ما تبددَ فِكري لظهورِ القماشِ الطبي على يدي ، بحركةٍ بديهية قربتُها لفراشِ الطاولة لأغطيها بها وما كان منه إلا أن مد يدهُ كالسابِق ويقول "أتشاركينّي برقصة؟"
أطلقتُ تنهيدة رِضا وشكرت الإله عدةَ مرات، أراهنُ أنه لم يراها، لا ينقصني سوى مُختلٍ يُشفقُ علي (¬_¬)
رفضتُ بإبتسامة جعلتهُ يُقلبُ عينيه بحرج ثم تقدمَ لساحةِ الرقص ليجدَ له خليلةً تراقصُه ، لا أخفي أنها تبدو أكبرَ منهُ سنًا، ولكن مادخلي بذلك؟ حتى لم يُكلف نفسهُ العناء ليُخبرني عن إسمه، أو يسأل عن إسمي (❛,❛✿) !
تجاهلتُ ذلك، لقد ثقبتُ جدارَ كبريائي لأرافِقه، لا أود زيادةَ تكلُفةِ ترميمه 🚶🏻
نقلتُ ناظري لطاولتِنا ، تحديدًا للذان يُقبلان بعضهُما همهمتُ بإنزعاج، ما الغرضُ من جلبي لهُنا سيد وون؟ أضقت عيني ،مُبهر نقلي لعالمِ الكبار بهذه الطريقة، لطالما شككتُ في خططهِ الصهيونية المُدمرة •○•!
لم أُطل الإنتظار، ف هاهي فِرقتهُ تتجهُ لخلفِ الكواليس، وها أنا أتبعهُ بخطواتٍ سريعة، تجاهلتُ نداءَ جاي خلفي لأقع في عقبةٍ أُخرى! أظن أن مشاكلي مع الحراس ذوي البشرةِ الداكنة ليست من إفتعالي دائمًا ، أود إقناعكُم أنني لستُ عنصريه ¤,¤~
رفعَ يدهُ الضخمة ليقولَ بنبرةِ رجلٍ آلي
"لا يُسمحُ لكِ بالدخولِ، سيدتي"
تماسكت أعصابي وأخذتُ أتجول في حقيبتي لأعميَّ عينيهِ ببطاقتي المنقوش ببدايتِها كلمةُ الــVIP ، خرجت ضحكةٌ هاربةٌ من فمهِ حينما استوعبتُ مايحصُل، أين حقيبتي بحقِ الجزر!
إبتسمتُ بغباءٍ أتداركُ موقفي ثم سحبتُ نفسي لأعود أدراجي كي أوبخَ تلك الحقيبةَ البلهاء ٠(๑'^'๑)، أستطيعُ سماع همسهِ يستقصدُني لصاحبهِ مُدببِ الرأس ، التافه .. لا أستبعدُ أنني بعد يومين سأرى عنوانًا بخطٍ عريض في احد المقالات..
[محاولات فتاةٍ في إختراقِ قاعدة الحراسة تبوءُ بالفشل]
ويبدأون بصُنعِ اخبارٍ أشهى من الحساءِ في طعمها المليء بالبُهار، وشكلها الجذاب، ولا أنسى إمتداحَ طاقمَ عمل قصرهم السخيفِ هذا لجذبِ الزوار المعتوهين.
تمتمتُ بشتائم كافلةً بشرحِ مزاجي الحالي، وصلت للطاولةِ الفارغة، أجل فنصفٌ يتراقص كالمجانين والاخرون يختلون بغرفٍ بعيدة،وأنا كالحمقاء أبحثُ عن إهتمام حقيرٍ لا يملكُ الوقت لتفقدِ هاتفه حتى، بالرغمِ أني أتيتُ لأجله! تششه لا يستحق (°^° )ゞ
إتجهتُ لنحايةِ المصعد، نظرتُ ببطئٍ للطابقِ العلوي، إقشعرَ جسدي لفكرةِ أنني سأرتفع بهذا القدرِ وبمصعدٍ زجاجي°□° ، توقف أمامي لأدخلَ بين الحُشود، لم أنزعج لضيقِ مساحتي إنما زفرتُ براحة لكونهم يحجبون الرؤيةَ عني، أحسنتم صنعًا >◇< .
خرجَ الجميعُ لأستجمعَ شجاعتي كُلها وأخطي خطواتٍ طويله لأصلَ لأرضيةِ الممر، غطيتُ الجانب الذي يُطلُ على الأسفل بحقيبتي قاصدةً الغرفة التي يمكثها وون حاليا ، أصبحت أبحثُ بِحذررغرقةُ وون غرفةُ وون غرفةُ .. أجل وجدتُها ! طرقتُ الباب ثم دخلتُ بعد أن أُذنَ لي، إلقيتُ التحيةَ بلباقة على رفاقهِ المنتشرينَ في إنحاءِ الغرفةِ، لتتجه إعينهم للذي أوسعَ يديهِ لتسألني بدورها ألم أشتق لحُضنه؟
بصورةٍ غير متوقعة صفعتهُ على خدهِ ل يتفاجأ كل من سمعِ الصوتَ العالي عداهُ هو الذي إحتضنني بقوةٍ ليردفَ بنبرةٍ هادئة
"يال فتاتي الجميلة، حادةَِ الطباع"
وأخيرًا عدتُ لطبيعتي، تلك الفتاةُ الهمجية، لأردَ بينما أضحك والدموع تجمعت بعيني
"لقد تناقلتُ ببلاطِ هذا المكانِ باحثةً عنك! ألم تستطع إخباري بنبذةٍ عن كم أنكَ
مشغول ولن تستطيعَ إستقبالي! "
إبعدني عن جسدهِ ليقبضَ على خديّ بين يديه
"أعلمُ أنكِ لا تملكينَ رفقاءَ، وددتُ أن تأتي لأصاحبُك ولكن تأخرتي كثيرًا "
أها الأن يتهمني بالتأخر؟ بالرغم أنني أطلتُ في المطعم ولكن هذا لا يُفسرُ كوني أجول كالتائهة ¤~¤
" فلتقعني أنكََ لا تعلمُ كيف تُخبرني بعدمِ إستقبالكَ لي برسالةٍ نصية "
تخصرتُ بثقة، وأخيرًا وجدت ردًا مُناسبًاʅ(◞‿◟)ʃ
أستطيعُ رؤيةَ الكلماتِ تخرجُ من فاههِ ولكن ضجيجُ أحدِ السيارات أجبرهُ على الصمت، تلاهفَ الجميعُ لمعرفةِ مايحدث مطلينَ من النافذةِ الضخمةِ التي تتوسطُ الجدار الاصم.
صرخ أحدهم بينما يلتفتُ بنظراتٍ خائفة "إنها سيارتك وون"
أكمل فردٌ أخر "تتعرضُ للسرقة من ثلاثةِ أشخاص"
أبعدني وون بهدوءٍ ليُمسكَ معطفهُ ويخرج، تبعهُ جميع من كان بالغرفة لأتبعهم بلا وعي، خرجنا كسربٍ من القطيع لأسقُط، ولا داعي لذكرِ المُتسببُ الأول والأخير -.-
يمكنني سماعُ صرخةُ وون "جيونا إحذري أن تلتفتي" قبلَ أن يُغلقَ المصعدُ، إلتفتُ بغيرِ قصدٍ لأعُدلَ جلستي بفزع، أرجعت جسدي للوراء زحفًا بينما أحجبُ عيني بعُنف.
تسارعُ تنفسي لا يقلُ عن نبضاتِ قلبي
ضحكاتُ والداي وأخي الصغير ترددت في ذهني
مقتطفاتٌ مُشوشة
"لا داعي للخوف"
"أختي سأحتضنكِ لأحميكِ دومًا"
"أنسينا الوعدَ في أنني البطلُ الخارق خاصتُك؟"
نبراتٌ مختلفة، تحملُ نفس الشعورِ المليء بالحنان
ترتفعُ السيارةُ على التل لتتمسكَ بردائها بقوة، تتهاربُ دمعاتٌ عاصية كما يحدثُ الان
تنجرفُ السيارةُ قليلًا للوراء لترتجفَ كل ذرةٍ وتستقيمٓ كل شعرةٍ في جسدها، صرخت الأم بخوف
"لاتجازف بهذا عزيزي كيم! "
وإذا إهتزت ثقةُ الام فما حالُ الإطفالِ في الخلف؟
ضحكَ بوِّد
"لقد كانت مُزحة، أرجوكم لا تفزعو"
لا يدركُ أنه بحديثِ كهذا إزدادَ هلعُ الطفلين
لم يلقَ جوابًا ليتقدمَ بالسيارة.
أوشك على الوصولِ للقمة ذلك حينما دفعها الفضولُ لرؤيةِ العالمِ من الأعلى،رمشت عدةَ لحظاتٍ بدون تصديق، إلتفتت بسرعة بعد أن بدأ صراخ الجميع يعلو، أمسكت بيد أخيها الباكي بحرقة كما تمسكُ بها الأن، همست بنبرةٍ مُتقطعة تجبرهُ على الهدوء
سقوطٌ خالي من الرحمة
كمٌ هائلٌ من الرمالِ تزاحمُهم
دموعٌ عقيم، لاتجلبُ لهم نفعٌ عدا ازديادِ الشعورِ بالذنب من قبلِ الوالد
أبعدَ الغطاءَ الأمامي المحترق بل الملتصق بجسده، تجاهل كل ألمٍ أحس بهِ، ليخطي ويسقُط، عدة مرات
إنقاذُ فلذاتِ قلبهِ أمرٌ مصيري
أخرجَ الاجسادَ المتهالكة أسفلَ الحُطام
بينما فقدتُ السيطرةَ على عيني
دقائق .. بل ساعات
أصواتُ الأجهزة الطبية
نظرت مباشرةً أمامي
تصدعُ جدرانِ المبنى
مُخيلاتٌ إجتاحت عقلي
لتوهمني اننا نسقُط
أمسكتُ رأسي وأخفضتهُ لأجهشَ بالبكاء
غشاوةٌ ضبابية تحجب رؤيتي، شهقاتِي المتكررة هي كُل ما أسمعه، إخترقَ ذلك صوتُه،إمسك بمؤخرةِ رأسي ثم رفعهُ "إهدأي، أنتِ بأمان، توقفي عن البُكاء! "
أحتضنتُ وجهه بين كفيّ لأهمس برجفة
" أخي، أهذا أنت"
أنت تقرأ
ضجيجُ ليلة .
Short Storyأمواجُ حيرتي تُلاطمُ جسدي، أتجولُ بفكرٍ عاقِر أمامَ ليلةٍ مُبهمةْ .