خواطر مكتومة

لم اختره، الفقر اختاره

تاتين اليوم و تخبرينني يا ابنتي ما دفعك لهذا الحرام؟
دفعتني نفس القطة التي اكلت اطفالها، و الام التي ضيعت صغارها،
اخبريني، غضب ابوك اهم مني، ضرب اخيك اهم من فلذة كبدك،
هل عشتي مثلي، فتحتي عينيكي كي لا تجدي لا ام و لا اب و لا سند، مع عزوز تشارف التسعون و اسقطت السنون،
بحثت مطولا ، من أنا من أكون و اين انتم؟ حتى تلك العجوز سالتها لم تصرف لي من الحقيقة عدلا فقط 'والداك في السماء، اذهبي و العبي مع الصغار'
صغار، اي صغار ؟!! المهندس المحامي ام طبيب الاسنان اولئك الاغنياء ممن قضيت لجانبهم طفولتي التعيسة، من درسوا بينمااعمل، من ينامون كل ليلة دافئين و بطونهم ملئى ، بينما انا عشت دهري هموما، لم اكسب سروالا ولا دينارا
و تقولين ماذا اوصلك لهذا الدمار، صاحبة سوء اخبرتني هناك مهنة تدر اموال، هل كان لي من يرشدني، حتى عزوزة النحس خاصتك حملها ملاك الموت
لعنة الله على الفقر، لعنة الله على الفقر الذي رخص هذا الجسم ليجعله لعبة تتقاذفونها
لعنة الله على هذا المجتمع النظيف الشريف العفيف، المسخ، لا تتقبلونني و ترددون ابوكي اين، امك اين
و تسالينني الرجوع و النسيان، كم انتظرتها سنين خوالي، لكنني الان روبوت بلا مشاعر و جهاز التحكم مدمر، اعيش فقط لان العيش فطرة
تسالينني لماذا هذا الطريق اختار ، لم اختره، الفقر اختاره