الجزء 23

85 4 0
                                    

#بالورقة_وبالقلم
#الحلقة_23

عاد الى البيت مساءا وكانت كتبها لا تزال على الارض,,أدرك أنها لم تخرج من غرفتها..
لملم كتبها ووضعهم على الطاولة القريبة ودخل غرفته..
نهضت من فراشها عند صلاة الفجر,,لا هو لن يكسرها ولن تتوقف حياتها بغضبه..
اخذت حماما طويلا مسحت آثار الدموع..صلّت الفرض وقرأت الاذكار..
وبعد ساعة تقريبا خرجت من غرفتها وهي ترتدي عبائتها والحجاب ,,لمحت كتبها مرتبة على الطاولة القريبة ..أخذت علبة عصير صغيرة شربتها وتوجهت للجامعة ..
اسرعت الخطى لتقابل انفال ...تحتاج لشخص تبكي على كتفيه..وهناك في القسم الخاص بأنفال,,اخبرتها الصديقات بأن انفال في المستشفى حيثُ أسقطت جنينها الذي حملت به حديثا..
أرادت البكاء فــبكت بمرارة,,,وإحتاجت لأنفال لكن أنفال في وضع تحتاج فيه لمواساتها.
اتصلت بها.
رنا بصوت مرير:السلام عليكم انفال حبيبتي اشونج؟الله يعوضج ان شاء الله.
أنفال بصوت ضعيف:هلا رورو حبي,,الحمد لله على كل حال,,(وبقلق الأخت)شبيه صوتج؟
رنا ودموعها تسبقها: ما بيّة شي فلة حبيبتي ,,بس مكانج خالي واشتاقيتلج والله.
انفال :لا انتي بيج شي,,احجي الله يخليج.
رنا مسحت دموعها وإدّعت الابتسامة:فلة صدكيني ما بية شي,,بس انقهرت لأن ما شفتج اليوم,,ما اعرف بنفسي هيج متعلقة بيج.
انفال بارتياح:حبيبتي الله لا يقهرج,,بس ارتاح هالاسبوع وارجع للدوام ان شاء الله.
رنا:ان شاء الله بس ديري بالج على نفسج.
اقفلت الخط وتوجهت لقسمها مع زميلاتها وانشغلت بالمحاضرات ومواعيد الامتحانات النهائية.
🌙🌙🌙🌙🌙🌙🌙🌙🌙🌙🌙
مرّ اسبوع والحال كما هو,,عاد الجمود الى علاقتهما,,لكن هذه المرة غيّرت اسلوبها فلم تعد تحاربه بلسانها بل بصمتها..
كان مجنونا بتفقدها,,راقب المطبخ لهذا الاسبوع..
تبا لتلك المجنونة فهي لم تشعل ناراً منذ اسبوع ولم تطبخ جديدا..
تكتفي بالعصير الذي تشربه صباحا,, ومصروفها لم تعد تأخذه من مكانه..
خرجت من غرفتها صباحا وفعلت كما تفعل كل صباح..
خَطَت نحو باب الممر فإستوقفها: انتظري هنا وين رايحة؟
اغمضت عينيها وفتحتهما بسرعة ثم التفتت اليه:رايحة للكلية؟
اقترب بخطوات:راح تروحين هيج؟
رنا تأملت نفسها..فهي ترتدي عبائتها وتضع حجابها ووجهها خالٍ من المساحيق...ما الذي يريده بالضبط؟

عبدالله بعصبية: فهّميني شنو قصتج انتي؟ممكن اعرف صارلج كم يوم متاكلين؟شنو ناوية تنتحرين؟
رنا :ما اشتهي آكُل.
عبدالله وقف عند باب المطبخ وبلهجة امر:متطلعين للكلية اذا متتريكَين افتهمتي؟
رنا بتوضيح: عندي إمتحان وما اشتهي وتعرفني بيوم الامتحان ما أكَدر آكل شي.
اغمض عينيه للحظة,,نعم هو يعرف انها تقلق خصوصا في يوم الامتحان ,,وسبق وإن اخبرته أنها تعاني من ارتجاف يدها صباح كل إمتحان..
وها هيَ تخبره الآن.
أجابها وهو يشير للمطبخ:تعالي وآني اسويلج ريوكَ.
رنا بكبرياء: ما اريد.
عبدالله: لعد إنسي الامتحان وارجعي لغرفتج.
فتحت فمها خوفا ثم توجهت للمطبخ وبيدها كتاب المادة..جلست على كرسيها فيما توجه هو لتحضير كوب من الشاي مع سندويشة لتلك المدللة.
راقبته بطرف عينها وهو يتحرك هنا وهناك,,انه يعرف انها تضع ملعقة ونصف من السكر في فنجانها..ويتذكر أنها تحب السندويشة مع نصف قطعة من الجبن..
يتسائل مع نفسه,,ها أنا احاول ارضائك ايتها الفاتنة.
فعبدالله الذي تعوّد أن يشير بإصبعه فيقوم الجميع على خدمته,,ها هو يدخل المطبخ ويقوم بتحضير وجبة الفطور لأجلك..
وضع كوب الشاي والسندويشة أمامها على الطاولة ووقف عند شباك المطبخ مولياً ظهره اليها.
أكملت طعامها ودفعت الكرسي لتنهض,,تقدم نحوها وسحب حقيبتها ووضع فيها النقود التي لم تأخذها لإسبوع قائلاً:
هذا مصروفج وبطّلي الخبال اللي انتي بيه..اذا زعلانة وياية لتعاقبيني بهالطريقة افتهمتي.
كان الصمت جوابها,,عن أيّ عقاب يتحدث,,هل هو يتألم لأجلها؟
فليتألم كما آلمها..هي لا تريد التفكير به اصلا.
أخذت حقيبتها وخرجت دون حتى كلمة شُكر.
أقنع نفسه,,,حسَناً هو لا يحتاج للشُكر فلا شكر على واجب..وواجبه ان يهتمّ بها وبصحتها .
🌙🌙🌙🌙🌙🌙🌙🌙
استمرت ايامهما كما هي ,,عادت انفال الى الدوام لكن هذه المرة قررت رنا ان تخفي عنها ما حصل,,فأنفال تحتاج للراحة قليلا..
وصلنا الى فترة الامتحانات التي مرّت بصعوبتها وقلقها على رنا.. وكانت ااوضاع بينها وبين عبدالله تتصف بالجمود
🌙🌙🌙🌙🌙🌙🌙🌙🌙🌙
جائت العطلة الصيفية,,ولم يكن هناك ما تفعله في البيت فكانت تقضي وقتها بين بيت عمها او بيت جدها او بيت أهلها حيث اختها وأمها,,
استأذنته لمرتين او ثلاث مرات لزيارة أنفال وهناك ولأول مرة كانت تخفي عن انفال ما يقلقها .
وبعد فترة ليست بالقصيرة,,وبينما هم في انتظار النتائج النهائية..
خرجت من الصالة بإتجاه غرفتها.
عبدالله ناداها من غرفته:رنا تعالي شوية.
وقفت عند الباب:نعم.
رفع رأسه ليراها منشغلة بمراقبة اظافرها بينما تنتظر ان يتكلم بما يريد.
يا الهي لِمَ لَمْ تعد ترد عليه بعناد..هو أدمن عنادها لأنه بهذا فقط يقترب منها ويستطيع النظر في عينيها وقراءة افكارها ..أما وهي على هذه الحال من الطاعة العجيبة فلا أمل له.
أشار لها ان تأتي..فلم ترفض .
جلست دون ان يطلب وأجابت: نعم ابن عمي أكو شي؟
عبدالله:اليوم خابرني استاذ هيثم...
خفق قلبها بخوف ورفعت عينها بعينه:النتائج طالعة؟
عبدالله صمت قليلاً كيّ لا يقطع تلك اللحظة.
أخفضت عينها فأكمل كلامه: وإنتي من الاوائل واحتمال تترشحين وتصيرين معيدة.
رنا زفرت بإرتياح: الحمد لله رب العالمين.
إرتاح بدوره لإرتياحها: وإذا تحبين آني أروح للجامعة وأجيب الشهادة مالتج.
رنل بإعتراض: لااا..ماكو داعي,,آني أحب اروح بنفسي وأستلمها.
نهضت من مكانها: اشكرك..يلا اسمحلي.
نهض هو الآخر وقبل ان تخرج عرض َ عليها خدماته:آآ..رنا اذا تحبين اتوسطلج حتى تتعينين معيدة بسرعة فــ....
قاطعته: اشكرك ابن عمي ..اتعين أو ما أتعين كل شي نصيب ومحّد ياخذ اكثر من نصيبه.
أذهلته بجوابها وخرجت من غرفته وإتجهت مرة ثانية للصالة وإتصلت بوالدتها تبشرها.
.🌙🌙🌙🌙🌙🌙
رنا بمرح :مااما باركيلي نجحت ومن الاوائل واحتمال اتعين معيدة بالكلية وبشّري بابا وبشّري شيرين وسوكا.
الام وهي تبكي:تحجين صدك  ..يا ربي وأخيرا كبرتي وتخرجتي.
رنا بعيون دامعة:اي ماما كله بفضلكم بعد فضل رب العالمين..يلا انطيني بابا حتى ابشّره.
استلم احمد  الهاتف وهو يمسح دموعه:مبروووك يا بنتي,,ربنا يفرحك مثل ما فرّحتي قلوبنا.
رنا بصدق:اللهم آميـــن بس ادعولي انتوو.
ثمّ أكملت كلامها مع دموع:ومثل ما وعدتك بابا بس تصير عندي وظيفة,بسرعة نروح للعمرة آني وياك وآني اللي ادفع الكرسي الخاص بيك بيدي ليش كم أب عندي آني؟.
الاب وهو يمسح دموعا ًأنزلتها الابنة التي عاملها بقسوة احيانا:الله يرضى عليج يا بنتي هسة يلة ارتاحيت واطمنت عليج وعلى اختج
🌙🌙🌙🌙🌙🌙🌙🌙
إستقبل الجميع خبر نجاح رنا وتفوقها بالسرور وأول المُهنئين كان جدها الذي أقام غداءا خاصا بهذه المناسبة.
في الحقيقة هو لم يسبق إن احتفلَ بنجاح احدى حفيداته لأن نجاحهن كان نجاحاً عاديا واحيانا يتم بـ(الواسطة) لكن حفيدة جدها تلك لم تحتاج لإسم جدها او معارفه لكي تنجح وتتفوق فكانت تستحق الاحتفاء بها..
والدها هو الآخر كان فخوراً بما وصلت اليه الإبنة العنيدة  بإرادتها القريبة من قلبه..
🌙🌙🌙🌙🌙🌙🌙🌙🌙
مرَّ شهران على بداية العطلة الصيفية ولم يتبقَ على موعد مناقشة رسالة الدكتوراء الخاصة بعبدالله سوى شهر فقط..
هو انشغل بالتحضيرات وطبع الرسالة ومراجعتها مع المشرف استعدادا لمناقشتها..
هي كانت تشغل باله معظم الأوقات لكنه لم يُردْ أن يزيد توتره وانفعالاته.
وفي أحد الايام زارتها اخت عبدالله  وانشغلت معها منذ الصباح الباكر وحتى المساء وكان يوماً جميلاً في حياتها لأن علاقتها بسهيلة كانت علاقة صداقة وأخوّة ..وبعد توديعها ..
انشغلت بترتيب المطبخ بينما ظل عبدالله في الصالة..رنّ جواله وكان المتصل عمه حسام.
العم حسام: السلام عليكم اشونكم ابني؟
عبدالله:أهلاً عمي.الحمد لله احنة بخير انتَ والأهل اشونكم؟
حسام:الحمد لله ..بس اسمعني إبني قبل ساعتين احمد فجأة تعَب وأخذوه للمستشفى وهناك المسكين توفّى الله يرحمه.
عبدالله بذهول وحزن على عمه :لا حول ولا قوة الا بالله,إنّا لله وإنا اليه راجعون.
حسام : بس اريدك تكَول لرنا إنهُ تحضّر نفسها الفجر  حتى نروح ندفنه وكوللها ايوها مريض لا تكوللها اتوفى
.عبدالله : والله ما اعرف عمي,خليني اشوف اشون ابلّغها لأن أعرف رنا متعلقة بيه هواية.
رنا سمعت الجزء الاخير من المكالمة فإنقبض قلبها وفاجئت عبدالله :اكو شي؟.
عبدالله:لالالا ماكو شي.
رنا:أهلي بيهم شي؟ بابا بيه شي؟
عبدالله:لا والله هسة عمي حسام حجى وياية.
دجلة بعصبية: ماسألتك عن عمك حسام دا اسألك عن بابا.
عبدالله بدون ان يقصد: إنّا لله وإنّا اليه راجعون
رنا بفمّ مرتجف:لاااااااا مستحيل.
#نهاية_الحلقة_23

بالورقة وبالقلمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن