جلست أندي معتدلة فوق الكرسي يداها الباردتان كالثلج تشبثتا بذراعيه ، وهي لا تكاد تعي الوجه القائم أمامها بعينين تنطقان شفقة و حاجبين كثيفين رماديين يضفيان علي الرجل مظهرا شرسا . كانت واعية للسحب الصيفية الضخمة لمحملة بالمطر ، تراها من خلال النافذة ، و تحجب لشمس ، كما كانت منتبهه لتكات الساعة البطيئة الثقيلة .. وفجأة حولت تفكيرها عنها كما يسحب الانسان نفسه من أغلال حلم مفزع يؤرقه و يدفعه الي لاستيقاظ ، لكن برغم الحلم المفزع تكون هناك زفرة أرتياح عند الاستيقاظ ، و قالت بصوت يعلو الهمس قليلا .
"دكتور هقكتور لم تخبرني بعد برأي الاخصائي لقد رفض هو نفسه أن يكشف لي عن لحقيقة قائلا انه سيكون من الا فضل ان يحدث طبيبيا الخاص و انا موجودة هنا منذ خمس دقائق ".
ثم نظرت الي ساعتها فأكملت :"نعم خمس دقائق بالضبط ،اذ ان موعدي كان الساعة الثالثة".
و بدا الطبيب كماا لو كان يبتلع شيئا يسبب ألما كبيرا في حلقه ، ثم استسهل كلامه بقوله :"عزيزتي انا اعرفك منذ مدة طويلة منذ عشرين عاما فأنا من جئت بك الي هذا العالم ... انه ورم في المخ و لايري الاخصائي أي امل علي الإطلاق"
و بسرعة حول وجهه عنها و أدركت بدون ادني شك ان الدموع تترقرق في هاتين العينين حينما إستدار ليواجهها .
قالت أندي و قد شاب صوتها نبرة أسي واضحة :"لا أمل ؟ أدركت ذلك بالطبع من التعبير الذي ارتسم علي وجهك ".
"أراد ان يجري جراحة لكنه أدرك أنها لن تجدي ، وقد شعر بخيبة أمل عميقة بسبب عجزه ".
"كم تبقي لي من الوقت دكتور هيكتور؟ ".
"أربعة أشهر وربما أكثر قليلا ".
وحدقت بعينيها البنفسيتين في عينيه حيث تزاحمت التساؤلات و الإحتجاجات ، عبر المكتب الفخم المغطي بالجلد والواقع بينها وبين رجل كان عبر السنين صديقا لها فضلا عن كونه طبيبها:"أيعني انه يممكني ان اعيش أربعة أشهر ، .. نحن الأن في ديسمبر "
إذن لن تري مطلقا صيفا اخر او خريفا ،وهو الفصل الذي تحبه أو اي شيئا اخر بعد هذا الشتاء لن تري لهاعيد ميلاد اخر .
"أجل يا أندي هذا ما يعنيه".
و ظلت صامته وهي تدرك انها صارت شاحبه واخيرا مدت يديها لتقول "ماذاذ يفعل انسان محكوم عليه بالموت في بحر أربعة اشهر؟ ربما يأتي الموت الان . أتمني من كل ان يحدث الأن ؟!"
صرخت من أعماق أعماقها و كانت صادقة انها لا العيش في زنزانة الموت طوال الأشهر الأربعة المقبلة وتجاهل الطبيب بقية ما قالته فكانت عيناه مبللتان بالدموع أما فمها بشفتيها لممتلئتين ترتعشان و دقات قلبها أسرع من المعتاد وأرخت قبضة يديها علي ذراعي الكرسي قائلة "انك تقدم لي دائما النصيحة الصحيحة ودائما تكون حاضرا عندما أحتاج الي التوجيه"
لم تعرف أندي أباها علي الإطلاق لأنه توفي قبل انتبلغ عامها الأول أما أمها توفيت منذ عام و فكرت :" اننا أسرة لا تعيش طويلا "راودتها هذة الفكرة و هي تحاول أن تتذكر متي بدأت نوبات الصداع فهي ظنت في البداية انها بسبب الإجهاد الزاد ثم اتجه الطبيب اليها :"اول رحلة حول العالم للباخرة إيملي تبدأ في أوائل يناير ... ما رأيك "
"ولكن لا أستطيع تحمل النفقات "
" قومي ببيع المنزل"
"لكن هذا منزل أمي لا أملك غيره أين أعيش ... آهه تذكرت ليس أمامي سوي أربعة أشهر "
ثم أكملت "حسنا بإمكاني أن أشتري كل شئ و تحمل نفقات الرحلة عن طريق بيع المنزل ... اهه يا إلهي كم سأشتاق لكم"مسحت الدموع التي علي وجنتيها بعد فترة من البكاء لتذكرها مستقبلها الأليم ثم ذهبت في نوم عميق
ثاني إستيقظت وهي نصف متحمسة لهذ الرحلة و ذهبت للتسوق اشترت ملابس جديدة وكلاللاوازم التي تحتاجها وقامت ببيع المنزل بكل أثاثه ماعدا بعض التذكارات لتتذكر حياتها الماضية و هي علي الباخرة أيميلي وقامت أيضا بشراء التذكرة وحجزت غرفتها كل شئ أول فهي معها مال كثير ستنفقه كله قبل موتها بعد ان انتهت من كل هذا جلست في احد المقاهي لتشرب كوبا من القهوة وقررت ان لا تسغل بالها بأي شئ في الرحلة فهي ذاهبة لتستمتع فقط و لا تعرف ماذا سيحدث بعد ذلك و قررت ايضا انها لن تخبر اي احد بسرها مهما كانت الظروف ومهما كان هذا الشخص مهم عليها فهي لن تخبره حتي لا يتألم في المستقبل بسببها ذهبت الي بيتها لتعد كل شئ
بعد مرور اسبوعين فاليوم هو ميعاد الرحلة استقلت سيارة لتوصيلها فوصلت بعد عشر دقائق صعدت علي متن الباخرة فرأت كل الوجوة تتجه اليها فلمحت رجلين أحدهما أشقر والاخر ابيض البشرة وطويل القامة وجسد رياضي وشعر بني اللون متوط الطول يظهر علي ملامحه الارهاق و كأنه يبلغ من العمر الخامسة والثلاثين ذهبت مسرعة الي غرفتها وبعد حمام ساخن وقيلولة صغيرة لمدة ساعة خرجت من الغرفة لتجد الباخرة قد تحركت بالفعل فذهبت لتناول الشاي جلست في اقرب طاولة امامها لتجد خلفها الشابين الذان رأتهما و هي تصعد الباخرة فكانوا يتحدثون ......
![](https://img.wattpad.com/cover/152788644-288-k739257.jpg)
أنت تقرأ
A Heart In The Ocean | H.S |
Fanfictionكانت أندي مايك فتة جميلة مرحة و ثرية او هكذا رأها ركاب الباخرة أيملي في رحلتهم الطويلة عبر المحيط الا ان قلبا أخر يخفق في صدرها قلب لا يتخيله أولئك الركاب السعداء الذين يبحثون عن مغامرات بين أمواج المحيط الهائلة كان يصطخب بسر رهيب أقسمت ألا تبوح ب...