لم أستطع ان اوقف يداي عن الارتجاف من الخوف حاولت جاهده أن امسك بهاتفي جيداً لأتصل بزوجي لكن الهاتف سقط من يدي على الارض واصدر صوتاً عالياً بعدها توقف ذلك الصوت ربما علم أن احداً في المنزل ثم هرب؟
دقيقة واحدة من الصمت والترقب حتى رن جرس المنزل!
رن مرة واحده ثم توقف، ازدادت سرعة انفاسي ونبضات قلبي شعرت ببرودة في اطرافي كأن ذلك الجرس اوقف الوقت لدي صمت كل شي من حولي ، نظرت نظرةً خفية بإتجاه مدخل المنزل كنت انتظر الخطوة التالية لذلك الشخص لكنه أختفى بعد تلك الرنه!!
جلست على الارض متكئه على الاريكه ضممت أقدامي بيداي واسندتُ رأسي على رُكبتاي، حاولت أن أفكر بهدوء بكل ماحدث نظرت إلى الساعة ثم أدركت أن كل هذا حدث في خمس دقائق فقط بينما كانت بالنسبة لي خمس سنوات.
أخيراً قررت أن أستجمع قوتي وسرت نحو الباب ببطئ، نظرت الى أسفل الباب لم أجد شيئاً حتى أنني لا ارى ظله أقتربت لأنظر من ثقب الباب لم يكن هناك أحداً يبدو أنه رحل أخيراً.
إستندتُ على الباب وتنفستُ الصُعداء أخيراً، لكن كنت أفكر هل سيعود ذلك الشخص ثانيةً؟!
أحكمتُ إقفال باب المنزل جيداً ووضعت أحذية زوجي أمام الباب حتى اذا عاد ونظر من تحت الباب سيظنُ أن هناك رجالاً في المنزل ولا يجرؤ على الدخول فتحت التلفاز وورفعتُ الصوت عالياً، ثم ذهبت الى غرفتي وارتميت فوق السرير نظرتُ الى السقف وقلت: لا بأس كُل شي على مايُرام الآن، وبدون أن أشعر غفوتُ من شدة التعب.
أيدي سوداء في كل مكان همسات كثيره وأنفاسٌ بالقرب مني، الأيدي تقترب إنها تحاول الامساك بي جسدي لا يتحرك مالذي عليّ فعله؟ النجده فليساعدني أحدٌ ما!!
فتحتُ عيناني بسرعة كان جسدي متعرق وبالكاد ألتقط أنفاسي كابوسٌ مزعج، حدقتُ بالسقف مطولاً وانا أستمع لصوتِ عقارب الساعة مهلاً هناك صوتٌ أخر يبدو كصوت قرعِ شيئاً ما، إنه بجانبي قريبٌ مني أنه بإتجاه النافذه لا أُريد أن ألتفت لا أريد أن أرى لا أنا خائفة، القرع يزداد سرعةً وقوة، حركتُ رأسي ومُقلتا عيناي ببطئ بإتجاه النافذه لقد رأيتها ماهذا؟ هناك إمرأة ذاتِ بشرةٍ سوداء متعلقة بنافذة الغرفة إنها تحدق بي! هل لازلت أحلم؟ تلاقت أعيننا لثواني معدودة، عندها توقفت عن قرع النافذه وأمالت رأسها وهي تحدق بي أشارت بإصبعها نحو الباب، لم أستطع التحرك لدقيقه كنت أنظر إليها بفزع وعيناي غارقه بالدموع، إستمرت تُشير نحو الباب وتُتمتم بكلمات غريبة لم أسمعها جيداً لكنها لم تكن كلماتٍ عربية، أدرتُ رأسي ونظرتُ نحو السقف مرةً أخرى وبدون أن أشعر قفزتُ بسرعة بإتجاه النافذة وأسدلتُ الستائر هرعتُ مسرعتاً إلى باقي النوافذ بالمنزل وأغلقتها بإحكام ، ركضت بإتجاه هاتفي فكرتُ بالاتصال بزوجي لكن مكان عمله بعيدٌ جداً ولا أريد أن أقلقه، وأيضاً لا أستطيع الاتصال بعائلتي لأنه يعيشون في منطقةٍ أخرى، لم أستطع التفكير بشكلٍ جيد كنت متوتره وخائفة، رن الجرس مرةً أخرى لابد أنها عادت أستمرت بالضغط على الجرس بشكل مستمر وتقرع الباب بيدها الأخرى يبدو وكأنها غاضبه! ماخطبُ تلك السيدة؟!
ذهبت بإتجاه الباب ونظرت من الثقب فإذا بها تحدق بالثقب يبدو أنها رأتني عادت وأدخلت يدها من تحت الباب أمسكت بأصابع قدمي كان الامر مخيفً جداً صرختُ بشدة ودُست بقدمي الأخرى على يدها بدأت بالصراخ وقول كلماتٍ غريبة لم أفهمها لكن كنتُ متأكدة أنها كانت تشتِمُني، لم أرفع قدمي عن يدها حتى أثبتها في مكانها وأتصل بالشرطه كنت أهددها قائله: بوليس بوليس حتى تخاف لكن الأمرَ جعلها غاضبة أكثر فأكثر وازداد صُراخها بشكلٍ مخيف، خرجَ جرانا الذي يقبعُ في الشقة المقابلة لشقتنا ورأ منظر المرأه وهي على الأرض ، ثم قال وبصوتٍ مرتفع: مالذي يحدثُ هنا؟
أجبته وأنا أبكي: أنقذني أرجوك إنها تحاول الدخول الى منزلي، إقبض عليها أرجوك.
الجار: حسناً أُتركيها الأن سوف أساعدك.
تركتها فإذا بتلك السيدة تبكي ممسكةً بيدها وتتحدث الى الجار بلغةٍ غريبة.
حينها قال لي الجار: إفتحي الباب لا تخافي.
أجبته: لا أريد إنها إمرأه مجنونه حتى أنها حاولت الدخول مع النافذة.
الجار: سأكون معك لا تخافي وأفتحي الباب، ثقي بي.
فتحتُ الباب لأرى منظر تلك السيدة وهي تبكي لماذا تبكي بينما هي المخطئة؟
قال لي الجار: يبدو أن هذه السيدة أوقعت إسورة ثمينه وتدحرجت الى داخل منزلك وهي تحاول استعادتها.
أنا: ماذا؟!! هل تقول أنها كانت تبحث عن إسورتها فقط؟!!
الجار: أجل .
أنا: لحظة سأتأكد إن كانت وقعت في منزلي.
بدأت بالبحث في مدخل المنزل وإذا بي أجدُ تلك الاسورة تحت خزانةِ الأخذية نظرت اليها وقلت: لقد مررت بيومٍ صعب بسببك.
أعدتُ إليها الإسورة وأعتذرت منها بشدة وبادلتني هي الاعتذار أيضاً، بالرغم من أني لم أفهم ماقالته لكن يبدو أنها كانت تعتذر، شكرتُ الجار على المساعدة فلولا الله ثم مساعدته لعشتُ في رُعب تلك الأوهام.
حسناً أعترف لقد ضخمتُ الأمور قليلاً لكن أعتقد أن حُلم فهد هو السبب الرئيسي في كُل هذا الخوف، لقد تعلمت أن لا أستبق الأمور والأحداث وأن أستمع للطرف الأخر بدوري دون الاستعجال بالحكم على الشخص.
عُدتُ إلى أريكتي اللطيفه وعادَ صباحي الجميل والهادئ.
النهاية...رايكم بالاسلوب والنهاية؟
![](https://img.wattpad.com/cover/152852852-288-k785541.jpg)
أنت تقرأ
ماخطبُ تلك السيدة؟
Mystère / Thrillerكان صباحاً جميلاً وهادئاً لكن!، إنها تُلاحقني! لماذا تحدقُ بي بهذه الطريقة؟! بشرةٌ سوداء وعينان حمراوتان هل هي إنس؟ هل تبحث عن شيءٍ ما ياتُرى؟ ماخطبُ تلك السيدة؟! قصة قصيرة عن سيدة غريبة تحاول إقتحام بيت إمرأة متزوجة لسببٍ مجهول.