اللقاء 14/الجنازة

265 9 6
                                    

وصل الاسعاف على عجل ، يترأس الفريق طبيبها الشخصي و هو على علم جيد بما سيفعله، مثل على كل الحاضرين خطورة الموقف، يقف الكل امام الغرفة التي تغيرت واجهتها من الاحمر الى الاخضر مشيرة الى انتهاء العملية، خرج الطبيب ليصدمهم
-تعازي، فقدنا المريضة /بوجه جامد ليس كما لو انه يخبرهم بموت ملاك على الارض، دخلوا في حالة هيجان ليخرجوهم بقسوة/
في المقبرة النحيب و البكاء  يتابعان مسير التابوت، اصدقائها و رفاقها و ابناء الحي و كباره، بينما احدهم لم يرسل حتى وردة واحدة للجنازة /
من استخسر حضوره في جنازة روح احبته بصدق لا يزال يرفض حقيقة انه مخطئ في تركها، في الواقع حبيبته المحببة الى قلبه لا تترك عادتها القديمة في المواعدة المتعددة، هذه المرة ينساها للأبد، لكن الارنبة الصغيرة، بلهائه البشعة الفقيرة، التي اهانها في اللحظة مائة مرة، من دفعها نحو الموت بقدميها، من نزع عنها فرحتها و عيشتها، كما لو انها شبح، تاتيه في الليل كما لو انها عبيثة (زومبي التونسية العامية) ، يداها الهزيلة و الجريحة الملطخة بالدماء تطرق شبابيك افكاره و تصرخ لماذا قتلتني ؟ ضحكتها الرائعة ترن في اذنيه كالموسيقى، جميلة و حزينة، تاخذك للنعيم و تمررك بالجحيم، كان تموت و تتارجح بين الجنة و الجحيم،
خيالها يعيش الى جانبه، يلومه و يعاتبه ، ستة اشهر، لا  يعترف فيها انه يحبها
Flash back in the past
-الم تموتي
-اتيت لرؤيتك
/انقض ليعانقها لكنها تتلاشى بين يديه كالسراب/
-تعالي لحضني
-لا اريد
-ارجوك
-هل لا تزال لا تحبني
-ااا ،، اجل
-تشه لا اهتم
-لماذا اصبحت باردة
-لماذا قتلتني
-انت فعلتها
-انت السبب
......
-كاتي تعالي
-ماذا
-لقد خانتني
-كلوي
-اجل
-هل كانت تستحق ان اموت لاجلها
-احضنيني
-لن افعل
-انا اتالم ارجوك انقذيني
-بكلمة واحدة او مسحة على شعري، لو اخبرتني يومها انك تحبني لما مت، انت نذل غبي، انت لا تحبني
-اعلم
-لا تقاطعني، لما سقطت في الحفرة الظلام انت لم تلتقطني، لم تطلبني الا لما سقطت انت في الحفرة، فلتتعفن /تضع السكين في يده/ افعلها، الحياة لا تستحق دائما ان نعيشها، حسنا، تعلم ما عليك فعله،،
/اراد صفعها لكن يده ذهبت في الهواء/
-لا تزال تعشق صفعي
-اسف
.....
كل يوم هي تجلس معه، و بالنسبة لجدران بيته، فلا شيء فيها سوى صورهما ......
-كاتي ، احبك، هذه المرة من كل قلبي
-لماذا لم تقلها لما كنت حية
دخل زين البيت او اقتحمه ليذهل من مظهره المزري
-قف، اعلم انك لا نادم و لا تحبها، لكن كي لا تبق روح معلقة في رقبتك، ساعدني لانها لم تمت
-كاتي، هي معي، صحيح انها ماتت لكننا نتحدث
صفعه
-استيقظ انت تعيش مع وهم، هي لم تمت، صحصح و هيا ننقذها
-كيف /توسعت عيناه و لمعت كما لم تفعل منذ مدة طويلة
-لم تمت منذ ستة اشهر و نحن نعيش كذبة، هي حية، تعال ورائي ساخبرك في المكتب

لو،،، يا ليتني لو ،منتهية،حيث تعيش القصص. اكتشف الآن