الفصــــــــل الاول

13.8K 179 10
                                    


قرية بسيطة  من اجمل القري  .. فهي تملك طبيعه خلابه تزينها الاشجار  وينابيع المياه النقيه ....
قرية بسيطة ولكنها تجذبك بجلالها وجمالها، وإشراقها وضيائها، وخضرتها ومائها، ورقة هوائها وزرقة سمائها  قرية لا تجد فيها تلوث المدن من  الصخب والضوضاء والقلق والتلوث. تتجاور فيها المخلوقات دون حواجز، فيعيشون معا في هناء وصفاء جنبا إلى جنب: الناس الحيوانات والطيور والنباتات.
في هذه القرية الجميع يعرفون بعض كانهم اسرة واحدة ... ولكن سنسلط الاضواء علي أسرتين متحابين جدا .. اسرة ممدوح رجل فلاح بسيط .يذهب مبكرا .أرضه وبعد انتهاءه يذهب   إلى الطاحونة لطحن القمح والشعير،  فهو انسان متمسك بالعادات الحميدة التي ورثها عن آبائه وأجداده من إغاثة الملهوف واحترام الكبير وإعانة الضعيف ورعاية حقوق الجار.
اسرته مكونة من زوجه وولدين الاكبر حازم عمره خمس سنوات والأصغر زين عمره عام ...
أما الاسرة الثانية اسرة  رضوان الذي لا يختلف عن ممدوح فالحفاظ علي العادات التقاليد كباقي اهل القرية  اسرته تتكون من زوجه وأبنه تسمي شهد عمرها شهر واحد ...

وفي احدي الليالي في منتصف الليل يطرق باب رضوان طرقا شديدا مفزعا ..فيقوم مفزوعا وزوجته صفيه  من نومهما وهو يقول :

خير  اللهم اجعله خير .. استر يارب ويسرع الي الباب وهو يقول ؛
ايوة   ايوة  ياللي علي الباب ..ويفتح الباب ليقف امامة جودة اخو صفية وهو بالكاد يلتقط أنفاسه ويقول :
فين صفية يارضوان ؟؟
رضوان بفزع : ..جواه... خير ياجودة مالك ؟؟
جودة : امي ماتت يارضوان  .. صحي صفية
رضوان : أنا لله انا اليه راجعون .. فخرجت صفية مع سماعها بخبر وفاة والداتها فصرخت بصوت مرتفع اسمع الجيران فقاطعها رضوان قائلا:
اوعي تعملي حاجة تغضب ربنا  .. قولي انا لله وانا اليه راجعون. واصبري واحتسبي ..فكتمت صفيه صرختها بداخلها وبكيت بصوت مرتفع فقال لها رضوان :
ادخلي حضري شهد وحضري نفسك وجلس وهو يسترجع . بينما انصرف اخيها..
وعندما سمع جاره ممدوح اسرع اليه مواسيا .وبعد انتهاء صفيه من تبديل ملابسها خرجت وهي تحمل شهد وخرجوا فاستقبلتها هناء زوجة ممدوح وهي تبكي وتقول :
البقاء لله ياصفية ..
صفية تهز راسها وهي منهارة من البكاء .
هناء : طيب ياصفية هاتي شهد معايا علشان ما تتفزعش هناك . النهاردة اول يوم في العزا وهيكون زحام ومش هتكوني واخده بالك منها والصبح هجبهالك.
رضوان : جزاكي الله خيرا ياام حازم  لكن دي بترضع.
هناء : وماله .. ارضعها مع زين وبعدين انت مش شايف حالتها ياابو شهد وبالفعل اخذت شهد وذهب رضوان وصفيه وهي في حالة يرثي لها ...
ودخلت هناء لبيتها وشهد تصرخ فقامت بأرضاعها حتي شبعت ونامت .وفي صباح اليوم التالي استيقظت هناء مبكرا لتذهب للعزاء وأخذت شهد معها ...
فاستقبلتها صفية واخذت شهد واحتضانتها .اما هناء فجلست وسط النساء للعزاء وبعد انتهاءها ذهبت الي صفية وقالت :
البقاء لله ياصفية.. شدي حالك ..
صفية : الحمد لله ..الله يرحمها ثم بكت بكاءا شديدا
فاحتضانتها هناء مواسية لها ثم قالت :
انا هاخد شهد معايا يومين العزا علشان البت ماتتفزعش وكمان البيت زحمة واطمني عليها وانا هجيلك كل يوم علشان اطمن عليكي واطمنك عليها وترضعيها ...  صفية : لا متتعبيش نفسك كفاية عليكي امبارح
هناء : عيب تقولي كده احنا اهل واخوات ..واخذت شهد وانصرفت ..
واستمرت هناء في ارضاع شهد مع ابنها زين ثلاث ايام العزاء وهي لم تكن تعلم بما يخفيه المستقبل من الم وكسرة للطفلين ..

وبعد انتهاء ايام العزاء رجعت صفية لبيتها ولقريتها الصغيرة ويوما بعد يوم وشهرا بعد شهر وسنة وراء السنة يكبر زين ليصبح عشر سنوات  وشهد تسع سنوات ولكن ممدوح يقرر ترك القرية ليسافر الي القاهرة وبعد سفره وبحث علي عمل مناسب له ونجح في الحصول علي العمل  وبدأ يتاقلم يوما بعد يوم في المعيشه في  القاهره وكلنا نعلم اختلاف المعيشه في القريه عن معيشه المدينه ولكن دائما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ..  فالبرغم انه فعل المستحيل لتوفير حياة كريمة إلا ونشبت المشاكل بينه وبين زوجته لتنتهي بالانفصال وسافرت هناء الي اهلها تاركة اولادها وحرم عليها  ممدوح رؤية الولدين   وبعد مرور عده أشهر لم يستطع ممدوح العيش في القاهره بعد الطلاق  فقرر الرجوع الي قريته ليعيش وسط  أهله وأهل قريته الذين كانوا يحبونه كثيرا وعندما علم أهل القريه بموعد وصوله استقبلوه بفرح وسرور  ولكن رضوان كان اكثرهم سعادة وفرحا بل كان في غاية الفرح  لرجوع احب شخص لقلبه اما صفيه فهي كانت حزينة لفراق هناء وعندما يذهب ممدوح لزيارة رضوان يكون بصطحابه زين لتقع عيناه علي  شهد لينبهر بها ويقف امامها مندهشا هل هذه هي شهد .. فمد يده ليصافحها فلم تمد شهد يدها خجلا واسرعت من امامه
فضحك ممدوح ورضوان وقال ممدوح ..
البنت كبرت وبتتكسف .. فابتسم زين وجلس يراقب ظهورها ..
اما هي فكانت تعاتب نفسها لما لم تمد يدها لتصافحه وتغمض عينها وتقول :
مش عارفة ليه جوايا احساس غريب لك يازين ؟؟
وبعد انصراف ممدوح وزين خرجت شهد من غرفتها فنظرت إلي امها وقالت :
ماما ... ممكن لو سمحتي اروح لأيات شوي ؟؟
صفية : روحي لكن اوعي تنسي نفسك وتتاخري زي كل مرة ...
فابتسمت شهد وخرجت مسرعة تتمني رؤية زين . وحدث ما تمنته كان زين واقفا مع احد اصدقاء الطفولة يتمازحون وعندما وقعت عيناه عليها تصلب في مكانه وجمدت حركاته وظل ناظرا اليها في صمت رهيب وكانه نسي كل من كان حوله ..كانه في عالم اخر لايسكنه الا هو وهي ....
وبعد مرورها من امامه شعرت به بانه خلفها وانه يقترب منها اكثر فاكثر ولا تقوي علي الفرار حتي صار بجانبها فوقفت شهد ونظرت اليه فنظر اليها زين بعمق وقال :
ليه ما رضتيش تسلمي عليا ياشهد
لم تنطق شهد وهي تنظر اليه في صمت وكانها نسيت الحروف فنظر زين الي يدها المرتعشه ثم نظر الي عيناها ثم تنهد وقال :
انا اسف لو اتسببت لكي في احراج ..وابتسم وقال عن اذنك ..
ومرت الايام وتلتها الشهور الي ان قرر زين الاعتراف لشهد بحبه لها ...
ففي يوم انتظر زين شهد وهي ذاهبة للسوق وظل يراقب خروجها من بعيد .الي ان راءها فاسرع وراءها فالتفت شهد خلفها ونظرت له فابتسم وقال :
صباح الخير ياشهد ..
شهد بخجل : صباح الخير ..
زين بفرح : ياااه اخيرا سمعت صوتك
فابتسمت شهد ونظرت في الأرض تتسابق نبضات قلبها ...
زين وقد شعر  باضطرابها فقال:
شهد ! انا عايز اتكلم معاكي بصراحة.فنظرت له شهد بأهتمام ..
فاستكمل زين وقال : طول عمري من واحنا صغيرين  حاسس بحاجة  غريبة او بشيء  بيربطني بكي ثم تنهد وقال :
شهد .. انا هطلب ايدك من الحاج رضوان.  هتوافقي ؟
فابتسمت شهد ونظرت في الارض وانصرفت مسرعة من امامه....

نوفيلا احببت أختي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن