إهداء إلى:
مارني
هنري
ونسيم
متمنية أن يحف السلام أرواحهم هناك في السماء، حيث هم فوقي بكثير.وإلى ملهمتي..
التي قالت لي يوما، أنا لا أزال أؤمن بأنك ستصل يوما، عليك فقط ألا تفقد الأمل بنفسك، اختلي بفسك وحدثها، قدسها، وذكرها بأنها استطاعت اجتياز الكثير، وأنه يجب عليها ألا تقف عند هذا الحد فقط، بالعليها الصمود والقتال لآخر نفس، اشعرها بأنها الأعظم على الأطلاق، املأ روحك العظيمة بجرعات من الأمل فالحياة بدون أمل لا تطاق، إنك تحتاج فقط للإيمان.ملهمتي..إن كنت تقرأين هذا الكلام الآن، فأريد أن أخبرك بأننا نجحنا💪
--------------------------------------
لقد كانت السماء ملبدة تلك الليلة، الكثير من الغيوم المتجمعة هناك كجمهور كثيف على المسرح، الطيور لازمت أعشاشها، وحشرات الليل لم تتوقف عن عزف ألحانها، تسلل ضوء القمر بخفة وبراعة من بين الفراغات الضغيرة التي سهت عنها الغيوم لينير عتمة الليل الحالك.
اسدلت شعري ونتعلت حذائي الرياضي، أغلقت حقيبة ظهري بعناية بعد أن تأكدت من وجود جميع الحاجيات فيها، المصباح اليدوي موجود، معطفي موجود، الحبال موجود، وأخيرا كتاب التعويذات موجود، رميت الحقيبة على ظهري وأدليت الحبل من النافذة، ثم عدت إلى بدايته حيث قمت بربطه على حافة السرير لأتأكد من انه محكم، فآخر ما أوده هو أن اسقط من الطابق الثاني بسبب سهوي عن أمر كهذا.
عدت إلى باب غرفتي وأغلقته بإحكام، اطفأت الأضواء، واخذت نفس عميق لأعيد الأتزان لجسدي، حركت يداي في الهواء كي اتخلص من التوتر الذي بدأ يضغط على رئتي ويعسر عملية التنفس، ثم قبضت على الحبل المتدلي من نافذة غرفتي وقمت بلفه على يداي بإحكام، أدليت رجلاي من النافذة بحذر وتبعها جسدي.
بدأت أتزحلق ببطأ و حرص من نافذة غرفتي التي تقبع في الطابق الثاني حتى حديقة المنزل أسفلي، حيث سأهرب دون عودة، تشبثت بالحبل جيدا ثم هبطت بتأني، حط جسدي على الأرض بخفة وسلاسة، وهذا بفضل خبرتي في ذلك، فلقد أعتدت على الهرب من النافذة في منتصف الليل لحظور المحافل، حيث يكون عمي نائما، والشوارع خالية إلا من سكان الليل الهاربين، الذين يتسترون بالضلال، هربا من ضجيج العالم وأعينهم التي تخترق الأجساد وتدعس على الأحلام الهاربة، والأمر الأهم من كل هذا هو أنه الوقت الأنسب لممارسة الطقوس الروحية.
توجهت حيث مقر المجموعة في كوخ الأمنيات، هكذا اسميناه، كوخ صغير في نهاية المدينة، معزول عن العالم، يفتقر إلى جميع مقومات الحياة، هجره صاحبه منذ زمن بعد أن اصبح غير صالح للعيش فيه، لذا كان المكان الأنسب لنا والأكثر أستقلال ومثالية لممارسة شعائرنا، حيث نلتقي هناك كل سبت وثلاثاء لنقوم بطقوسنا المعتادة التي تبنيناها منذ ستة اشهر تقريبا والتي تزعم لورا زعيمة مجموعتنا أنها طريقة الأمثل في تحقيق الأمنيات.
أنت تقرأ
حراس الحدود-border guards
Mystery / Thrillerماذا لو أخبرتك أن العالم هو كذبة، وأن الحقيقة كذبة، وأننا نحن أيضا كذبة، هل ستصدقني حينها؟ السماء والأرض، الماء والنار، التراب والهواء، غلاف يحيط بنا، أرض متعددة الطبقات تحتنا، أبعاد تفصلنا عن بعضنا، قواعد وقوانين تحكمنا وتتحكم بنا، فنحن هنا لاسلطة...