البعد المنسي

9 0 0
                                    

أتمنى لكم قراءة ممتعة😊

--------------------------

رفعت جسدي ببطأ وأنا أتكأ على يداي، الألم ذهب لكن آثاره مازالت باقية، أشعر بأن جسدي منهك بشدة، حلقي الجاف يطالب ببعض الماء، نهظت من مكاني ونفضت الغبار الذي علق بثيابي، دحرجت عيناني في المكان فورا في محاولة لأستكشافه، ليجذبني صوت أيف خلفي"اللعنة، لقد تمزق بنطالي".

خرج صوتها المتذمر لألتفت نحوها ، لقد كان الجميع هنا، أيف، رون وسيلين انا للتو استوعبت حتى أنهم سقطوا معي في ذات المكان، لم يكونوا بأحسن مني حالا، لقد كانت ثياب الجميع متسخة وممزقة، بالكاد تغطي أجسادهم، جروح سطحية منتشرة في كل بقعة فيهم "الكتاب يتوهج!!" صرخت سيلين وهي تقلب صفحات الكتاب بستعجال، الأمر الذي دفعنا للتوجه فورا نحوها، ملت بجسدي للأمام في محاولة لقراءة الكلمات التي ظهرت فجأة على صفحات الكتاب" اتبعوا الرصيف الأزرق، وسيدلكم إلى مكان الإقامة"

بقيت الكلمات هناك لثواني معدودة حتى تسنى للجميع قراءتها لتتلاشى فجأة كما ظهرت وتعود صفحات الكتاب بيضاء مرة أخرى، قفزت سيلين للوراء بفزع بعد أن توهجت الأرض من تحتها ليكسوها اللون الأزرق، بدأ اللون يتمدد ويسير بسرعة كبيرة مغطيا الأرض بأكملها من تحتنا وراسما خطا مستقيم يؤدي إلى وجهة ما، تبعت الرصيف بعيناي لأدرك الأمر فجاة، نحن في مدينة!

اندفعت في المكان وأنا أجول بناظري لأتعرف على المحيط، كانت المدينة هادئة بشكل مبالغ فيه، لم ألحظ وجود أي شخص فيها منذ أن حطت أقدامي على الأرض، وكأنها خالية من السكان! كما أنه لم يكن هناك شمس حتى، علما بأن المكان مضيء، كيف يعقل هذا!

رغم أني أجهل مصدر النور هنا لكنه نجح في إنارة المدينة بأكملها، كانت الأرصفة مصنوعة من الحجارة الكبيرة المستوية، البيوت خشبية قديمة قد عفى عليها الزمان ليحولها إلى أخشاب بالية، كل شيء في المدينة متشابه، البيوت المطاعم وحتى المدارس التي لم يبقى منها سوى الجدران الساكنة، التي تصرح عن وجود اناس كانوا هنا في يوم ما، كل شيء كان خاوي تماما، قد سلبت منه الحياة، المكان كان أشبه بمدينة اشباح!

بدأنا جميعا نتبع الخط الأزرق ونحن نجول بأعيننا في المكان، نبحث عن أي معالم للحياة فيه، لكن لاشيء، قد يكون الشيء الوحيد الحي في هذه المدينة هو تلك الاشجار التي تطوقه من كل مكان، نعم هناك أشجار، وفي هذا المكان المهجور!

أشجار شديدة العلو، تتراقص بأيقاع منتضم مع الرياح لتكون معزوفة هادئة تناسب جو المكان، الأرض المستوية تنتهي عندها، لتتحول بعدها إلى سماد شديد السواد، الشيء الذي اتوقع أن هذه الأشجار تستمد قوتها منه، بقينا نسير في المدينة متبعين الرصيف الأزرق الذي رسم لنا، وكل ما قابلنا في طريق سيرنا كان المباني الصامتة التي أراهن أنها بقيت هكذا لفترة ليست بقليلة، أنتهى الرصيف عند أحد أكبر البيوت في المدينة.

حراس الحدود-border guardsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن